عادت الصحف الدنماركية من جديد لتبث سمومها القذرة فيما تعتبره هي فناً كاريكاتورياً وحرية تعبير. «18» صحيفة تجرأت مرة ثانية ومازال أثر الفأس على رأس كل مسلم بنشر ذات الإساءة التي جرحت قلوب كل من يصلي على النبي الحبيب، صلوات الله وسلامه عليه، صلَّوا عليه وسلّموا تسليما. لم تمض فترة كافية لتضميد الألم واندمال الجرح الذي تداعى له سائر الجسد الإسلامي، ووجدت الصحف الدنماركية في نشر تلك الرسوم السموم ما تملأ به فراغها وتحصد به الشهرة الحقيرة والحضور الإعلامي على صدر كل وسائل الإعلام العالمية. في النشر الأول كان الغضب الإسلامي عارماً وعاماً وكذلك هو الآن وإن خفَّت حدة المظاهرات وأعداد الحاملين جرحهم الدامي إلى الساحات والشوارع والميادين.. لم يكن أمام الشعوب الاستهلاكية سوى أن تخرج وسوى أن تقاطع الجبنة الدنماركية وأخواتها انتصاراً للنبي الكريم الذي كفاه الله الشانئين والمستهزئين. وفي المرة الثانية تتجلى الحقيقة جيداً، فالأمر لم يعد في نطاق الحرية الإعلامية التي لا تستطيع معها حكومة الدنمارك فعل شيء في ظل غياب قوانين تخولها بمهمة التدخل أو المنع أو حتى الرقابة على الإعلام.. الأمر تجاوز الإعلام ليعرب عن سياسة رسمية وتوجه حكومي وقح للغاية ويضرب بكل العلاقات الدولية عرض الحائط، كما لا يمتلك فضيلة الاعتراف ولا مزية الاعتذار. جميعنا مع نشر الرسمة المسيئة والسيئة الذكر أول مرة قاطع الجبنة الدنماركية وأخواتها وكان هذا أقل ما يمكن فعله ولا يزيد عن كونه أضعف الإيمان.. حدث حراك اسلامي إعلامي على أكثر من صعيد مطلوب، وذهب الداعية الاسلامي عمرو خالد وغيره إلى قلب الدنمارك وأوروبا، وهناك تحدثوا عن الصورة الحقيقية لنبينا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم.. وبدأ الانفعال يقلُّ ولهب القلوب يجف وعادت الجبنة الدنماركية وأخواتها إلى المحال والبيوت المسلمة والسمحاء وكأنَّ شيئاً لم يكن أو لن يكون.. وكان من الطبيعي جداً أن تعود «18» صحيفة دنماركية لنشر أحقادها التي لا تقل قذارة عن الجبنة الدنماركية حتى وإن كانت ناصعة البياض.