الأخ الرئيس «صالح» حل يوم 2008/2/25م زائراً للجمهورية التركية .. هذه الدولة الإسلامية التي تحاذي الحدود العربية الشمالية .. مع سوريا والعراق ، وتعد من الدول الإسلامية التي ترتبط بالوطن العربي بعلاقات عقدية وحضارية عميقة ، وعلاقات واسعة رسخها الحكم العثماني للوطن العربي بما في ذلك اليمن .. أي أن العلاقات التركية العربية علاقات تاريخية وتجمعهم المصالح المشتركة .. فتركيا بموقعها الجغرافي لا يمكن ان تكون بعيدة وبمنأى عما قد يتعرض له الوطن العربي من مخاطر، خاصة وان موقعها يعد امتداداً طبيعياً وتاريخياً وعقدياً وحضارياً للوطن العربي كما أنها جسر يمتد بين أوروبا ، وأواسط آسيا .. الأمر الذي تمثل معه رابطة بين الغرب بكل أطماعه في الشرق الأوسط ، ووسط آسيا وهو ما يجعلها هدفاً استراتيجياً للغرب واطماعه تماماً كما هو الوطن العربي ، وإن كانت تركيا كمركز نفوذ مؤجلة في السياسة الغربية إلى حين. هذا ما تدركه اليمن، من منظور عربي، ومنظور عقدي، ومنظور مصيري مشترك ، وذلك منذ فترة مضت ، فسعت من خلال برنامج سياسي مجدول إلى فتح وبناء علاقات وطيدة مع الدولة التركية كإحدى القوى الاقتصادية والعسكرية في الشرق الأوسط ، يتوجب أن تتعزز وتتشابك المصالح بينها وبين أقطار الوطن العربي إلى الحد الذي تجمع بين تركيا والعرب في السراء والضراء، والحرب والسلم في جبهة واحدة كل يدفع عن الآخر ومصالحه المخاطر التي تتهدد الجميع في ظل الفوضى العالمية الخلاقة التي تجتاح العالم.. لهذا تأتي زيارة الرئيس علي عبدالله صالح لتركيا في إطار هذه الرؤية الموضوعية والواقعية التي تفرضها الجغرافيا العربية التركية، والتاريخ، والعقيدة والمصالح والمصير المشترك «أمناً واستقراراً واستقلالاً وسيادة وتقدماً ونهضة» وقناعة اليمن بهذه العلاقات بين اليمنوتركيا هي ضرورة يجب ان تتسم بها العلاقات العربية التركية وتقتدي الأقطار العربية بالسياسة اليمنية، اقتصادياً وعسكرياً مع تركيا، وتطوير تلك العلاقات التركية العربية إلى أسواق مشتركة مع إقامة قطاعات اقتصادية تكاملية تركية عربية، تسهم في الترابط المصيري التركي العربي.. على أي حال إن توجهات السياسة اليمنية الخارجية انما هي توجهات وطنية قومية ، ولها أبعادها الوطنية والاقليمية والقومية والإسلامية في مواجهة تيار الفوضى الخلاقة في العالم.