للمرة العاشرة، وربما تكون التاسعة والعشرون، وزارة الخدمة المدنية حفظها الله تعلن مهلة شهر مجدداً أمام المزدوجين وظيفياً لتقديم إقراراتهم.. وإلا! من ألفين وخمسة وحتى الآن ونحن نسمع كلاماً كهذا.. وكلما قلنا انتهت الوزارة.. بدأت من جديد وأعلنت مهلة جديدة متبوعة بالتحذير الغامض «وإلا». لماذا نحتاج إلى كل هذه السنوات حتى نستعطف المخالفين للقانون والمزدوجين وظيفياً ليمنّوا علينا وعلى الوزارة ويقدموا إقراراتهم بعدد الوظائف التي يتقاضون مقابلها معاشات من الجهات الرسمية؟ بعد كل هذه المدة على تدشين العمل بالبرنامج وإتباعه ببرنامج أو مشروع البصمة والصورة، ألم يحن الوقت بعد لتكتشف الوزارة المختصة بنفسها من هو المزدوج من غير المزدوج؟ هل الأمر صعب ومعقد إلى هذه الدرجة..؟ ومع ذلك سوف نحسبها للوزارة على أنها طويلة البال ومرنة ومتسامحة، ولا تريد الإضرار بأحد وتشجع الموظف المزدوج على اتخاذ المبادرة والخطوة بنفسه ليضمن لنفسه البقاء في وظيفة واحدة وحتى لا يفقد مصدر عيشه وأطفاله. حسناً، البعض يعدّها ضعفاً أو عجزاً أو جبناً من الوزارة.. ولا يفهم إلا بالعين الحمراء وإلا ما معنى أن تمهله الوزارة مرة وثلاثاً وعشراً ولا يتجاوب؟ هناك الكثيرون ممن استفادوا من الفرص المتتالية، وتمت إزالة الكثير من المخالفات وحالات الازدواج التي كانت قائمة وتكلّف الدولة والميزانية مبالغ طائلة تذهب لصالح أفراد معدودين ظلوا يحلبون الجهات وظائف ومعاشات دون أن يكتشف أحد أنهم يتقاضون أكثر من راتب ومن أكثر من جهة.. ولا أعلم ما الذي تفعله كشوفات الدوام ومراقبو الحضور، ولا كيف يستطيع المرء أن يحافظ على أكثر من وظيفة وهو لا يداوم في إحداها..؟! ولكم أن تصدقوا أن واحداً من هؤلاء «الحُذّاق» كان يتقاضى أكثر من ثلاثين راتباً شهرياً، ومن أكثر من جهة حكومية، ولديه أكثر من ثلاثين وظيفة، بحسب الإعلان الشهير للخدمة في وقت سابق!! يا نعمتاه.. والرجل المحظوظ لم يكن يداوم ولا في واحدة، ومع ذلك رواتبه تصله كاملة مكملة.. لماذا؟! والله ما أدري لك بعلم! شكراً لأنكم تبتسمون