إذا ثبت أن إدارة حملة هيلاري كلينتون سربت تلك الصورة التي تظهر المرشح الديمقراطي المنافس لها باراك أوباما بملابس صومالية إسلامية فإن هذا يدل دلالة قاطعة على مدى تهافت هيلاري ومديري حملتها الانتخابية، فالشاهد أن مثل هذه الصورة لا تخرج عن إطار التعبير التعاطفي التقليدي مع البشر، وقد التقطت لباراك أوباما أثناء زيارته ضاحية صومالية منكوبة في شمال كينيا، وهي إن دلت على أي شيء، فإنما تدل على أن باراك كان إنسانياً في تماهيه الإيجابي مع هؤلاء المنكوبين الهاربين من جحيم الحرب الأهلية في الصومال. وبهذه المناسبة تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، وزوج هيلاري كلينتون موصوف بتعاطفه الحميم مع الملونين والمُهمشين حتى إن أعتى عتاة اليمين الأمريكي يلقبونه بالزنجي الأسود، والمعروف عن بيل كلينتون ثقافته الواسعة، وانحداره من قلب المجتمع الأمريكي الكبير، وتواشجه العضوي مع الثقافة الأفريكانية الأمريكية، فكيف يمكن لهيلاري أن تسمح بمثل هذه الترهات، وتعتمد أُسلوباً أقل ما يمكن أن يوصف به أنه أسلوب رخيص يتوسّل مخاطبة العوام من البيض الأقحاح القابعين في أوهام النقاء السلالي العرقي الانجوسكسوني؟!. في تقديري أن هذه الصورة لا تضير باراك بحال، وأن قول البعض بأنه من أب كيني مسلم مجرد كذبة مكشوفة، فالرجل من أُسرة مسيحية، وقد جاء من أساس المجتمع الخلاسي الأمريكي الأكثر إنسانية وصفاء، فلماذا كل هذا الضجيج والعجيج؟!. لا يتحمل العنصريون مجرد التفكير في أن رئيساً للولايات المتحدة ينحدر من أُصول “ملونة” لكنهم بهذا التفكير المنكسر يغالبون الحقيقة الموضوعية لمجتمع يتعافى من العنصرية المقيتة، والتعصب الأهوج رغماً عن ديماغوجية الإعلام اليميني المسيّج بالأيديولوجيا الدينية الطبقية والعنصرية.