السابع من نوفمبر هو يوم الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي تهم كل العالم، ويكون مخاتلاً اليوم من يدّعي أن هذه الإنتخابات شأن يخص الداخل الأمريكي، فالولاياتالمتحدة ليست دولة للداخل الأمريكي فقط، بل إنها قوة كبرى على المستويات المالية والإقتصادية والعسكرية، ولهذا السبب بالذات لا تستطيع المؤسسة الدولية ممثلة بالأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة مباشرة أي عمل جدِّي دون موافقة الولاياتالمتحدة، كما أن صندوق النقد الدولي والبنك الدولي للتنمية واتفاقية التجارة والتعرفة الجمركية لا يمكنهم فعل شيء ذي بال إلا بموافقة أمريكية ناجزة. ومن هذه الزاوية بالذات يمكننا استيعاب الأثر الكبير للرئيس الأمريكي المحتمل على السياسة الدولية، ولن نبتعد كثيراً لنرى كيف أن مرحلتي بوش الأب، وبوش الإبن، كانت لهما نتائج وخيمة على المشهد الدولي، وبالمقابل كانت لمرحلة بيل كلنتون نتائج إيجابية على أمريكا الداخل، والعالم الخارجي أيضاً، مما لسنا بصدد تفصيله هنا. أوباما هو الامتداد المنطقي لبيل كلنتون، بل إنه امتداد يتّسع لمشروع إصلاح أمريكي داخلي سيؤثر حتماً وإيجاباً على المستوى الدولي. وبالمقابل يأتي “رومني” بوصفه النسخة الأكثر بؤساً وفضاضة لمنطق اليمين الأمريكي المُتعجرف، ذلك أن رومني النابع من طائفة خفائية مسيحية غامضة، يؤكد في سلوكه اليومي ذلك الانتماء المتعصب لأفكار هذه الطائفة (المورمون)، التي تستقي من العهد القديم لليهودية الدينية المنحرفة جُل مرئياتها التشريعية الدنيوية، وتتمسك بجبرية صراع الحضارات والأديان، وصولاً إلى جحيم (هرمجدون) التي سيأتي بالخلاص!!.. كما أن المرشح رومني صادر عن ثقافة برجوازية متغطرسة، دونها ملايينه المحسوبة منذ طفولته المخْمليَّة المبكرة، وكامل محطات الظفر المالي المُقطَّر بعرق الملايين من الكادحين الأمريكان، وانخراطه الفعلي في التجارة والمال العابرين للقارات، بما يذكرنا ضمناً بعائلة بوش التجارية، ولكن بمسافات أبْعد وأجْلى.. وبالمقابل سنجد أن أوباما ابن الافريقي الكيني الفقير، صادر عن ثقافة اجتماعية خُلاسية معجونة تاريخياً بالدماء والدموع، وهو بهذا المعنى يمثل الوجه المُكمِّل لبيل كلينتون الصادر عن ذات الثقافة الاجتماعية الخلاسية، بالرغم من كونه أبيض اللون حتى مخ العظم، فكلينتون الصغير والشاب، عاش في بيئة اجتماعية متواضعة، وانخرط في الثقافة الأمريكية المُتباعدة عن ارستقراطية الأقحاح المأفونين بالمال الزائد، والعنصرية الإستيهامية.. حتى أنهم كانوا ينعتون بيل كلنتون بالزنجي الأبيض!، وهكذ ينعتون الآن أوباما بوصفه جامع العرقين الأبيض والأسود، مُستكثرين عليه ذلك!!. [email protected] رابط المقال على الفيس بوك: http://www.facebook.com/photo.php?fbid=460305350675212&set=a.188622457843504.38279.100000872529833&type=1&theater