هم تقريباً من منطقة واحدة.. يمتهنون العمل في أحد المسالخ بأمانة العاصمة، فجأة أحدثوا تعديلاً على مهمات سكاكينهم ومقاصمهم الحادة.. لم يعد بعضهم يستهدف الماشية.. بالذبح الحلال الذي يشترط الأخذ في الاعتبار أن الدين الإسلامي يحثنا على أن نحسن الذبح وإنما صاروا يجربون فكرة استخدام أدوات المسلخ في إيذاء بعضهم.. وتحدث صاحبي عما يحدث بمرارة وإحساس صادق بالألم، وأفاض في الحديث.. وفهمت أن وراء هذه الروح العدوانية خليطاً من غرور «كبار» وحسد صغار يمارسون مهنة الجزارة.. وإلاّ كيف يمكن تفسير أن يعتدي من فتح الله عليه على آخر لأنه قام بذبح خروف بحجة أن الخروف خاص بأحد زبائنه من مرتادي المسلخ..؟؟ وكيف نفهم عدم قناعة آخرين بأن الأرزاق بيد الله. أخشى أن تكون هناك أسباب أخرى تتصل بأن في المسالخ من يخلط بين وظائف السكاكين، وينسى أن ما يصلح لذبح ثور لا يجب أن يستخدم في اعتداء على إنسان.. لقد علمت أن الحكاية هذه تتكرر بصورة ترتقي إلى مستوى الظاهرة في هذا المسلخ، وأن من المهم أن يلتقي الضبط القانوني مع التوعية بأن دم المسلم على المسلم حرام وأن الغرور والكبر هنا أو الحسد هناك، سلوك بشري مذموم يستحق استدعاء «العقول» وليس «العجول».