* قبل أن تدمع عيوننا بكت قلوبنا بحرقة على ما حصل من اقتتال وتناحر بين الفصيلين الفلسطينيين فتح وحماس.. وما تجرعته غزة من ويلات الإرهاب الصهيوني «النازي» في ظل خلاف الإخوة الأعداء.. وتمزق الصف الفلسطيني.. وضياع الكلمة الواحدة.. وانهيار الموقف الواحد.. * لم يكفِ جبروت وطغيان وإرهاب ونازية الصهاينة الاسرائيليين.. ورعاية ودعم الدولة العظمى والجولات التنسيقية لمزيد من الدماء والأشلاء الفلسطينية التي تتولاها صاحبة الشرخ الأوسطي الجديد "كونداليزا رايس".. ولم تهتز شعرة واحدة لأصحاب القرار الدولي لما يحصل من قتل وانتهاك وتشريد في بلادنا فلسطين.. ولم يكن لنا كعرب موقف حاسم وقوي يلملم الجراح .. ويطوي صفحة الألم طيلة عقود من الزمن.. ومع كل ذلك.. تأتينا الفاجعة من داخل الصف الفلسطيني، ويظهر للعالم في صورة جلية انشقاق البيت الفلسطيني ووصول واقع الحال إلى ما لم يكن يتصوره عقل، وبعد أن رفع الأخ السلاح في وجه أخيه، وسُفكت الدماء بين الإخوة بقلب بارد!. * اهتزت الصورة.. وصار الجرح مؤلماً.. والمشهد قاتم السواد.. واللسان عاجزة عن الكلام.. والعرب يتفرجون!. * ووحده فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - يصحو وينام والهمّ الفلسطيني يشغله.. والقضية تأخذ منه الاهتمام بالمتابعة والبحث عن الحلول بفكره المتقد.. وضميره الحي.. وبإحساسه الإنساني للانتصار للأشقاء الفلسطينيين.. ومشاركتهم معاناتهم .. وآلامهم .. وجروحهم .. والمساهمة في إىصالهم إلى واحدية الموقف والمصير. * نفض فخامة الأخ رئيس الجمهورية تراب التجاهل العربي.. وكان له موقف خالد كما هي عادته في كثير من المواقف والقضايا العربية والإسلامية. * جمع المتناحرين على طاولة، ووحّد الكلمة والموقف .. وأذاب جليد الخلافات، وأعلن من صنعاء مبادرة رأب الصدع في الصف الوطني الفلسطيني بالتوقيع على إعلان صنعاء أمس الأول. * هذا الإعلان بالتأكيد سيعيد العلاقات الثنائية والأخوية بين فتح وحماس.. وسيعيد الاعتبار للحمة الصف الوطني الفلسطيني، وسيطوي فاصلاَ مرعباً من الخلافات والتناحرات. * إنها مبادرة تاريخية، وموقف رائع لفارس الأمة وحكيم العرب فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح الذي عوّد الجميع على مثل هذه المواقف والمبادرات. وما تبقى هو أن يُحكّم الإخوان الفلسطينيون العقل، وينزعوا فتيل الخلاف فيما بينهم، وأن ينفذوا ما جاء في إعلان صنعاء بإحساس وطني عال، وبحب خالص للانتصار للقضية الفلسطينية؛ بدلاً من أن يمنحوا الأعداء الفرصة في توسيع دائرة الجبروت والإرهاب بنجاحهم في شق الصف وإثارة التناحر، ثم الجلوس على منصة «الفرجة» للتلذذ بمشاهد قتال وتناحر الإخوة الأعداء!!.