فجر الخميس الماضي وتحديداً الساعة الواحدة وعشر دقائق صباحاً اندلع حريق في ورشة ميكانيك سيارات في حارة الضربة السفلى بتعز. الحريق سببه ماس كهربائي حيث سقطت شرارة كهربائية من الأسلاك المارة فوق الورشة مباشرة، سقطت على أرضية الورشة ومع وجود مواد بترولية وهي مواد من الطبيعي أن تكون في هذه الورش، أحدثت انفجاراً مدوياً أفزع معظم سكان الحارة الذين تقاطروا إلى مكان الحريق للمساعدة في إخماد الحريق ولكن للأسف «العين بصيرة واليد قصيرة» فحنفيات بيوت الحارة صائمة منذ فترة عن الماء. الحريق أتى على الورشة محيلاً كل ما كان بداخلها إلى كتل من الفحم، وربنا ستر ولم يكن هناك ضحايا بشرية لأن الأربعة الأشخاص الذين كانوا داخل الورشة ساعة الحادثة تمكنوا من النجاه بسلام مع اندلاع الشرارة الأولى للحريق، فقط أصيب أحدهم إصابات طفيفة. المسألة هنا ليست حادثة الحريق ولا سبب اندلاعها.. وإنما المسألة تتمثل في تعامل الجهات المعنية مع هكذا حوادث وسرعة تجاوبها ودورها في الحفاظ على أرواح الناس وممتلكاتهم، فمع اندلاع الحريق سارع السكان بالاتصال بالدفاع المدني وإبلاغهم عن الحريق ومكان حدوثه، طالبين منهم سرعة الحضور لإخماده خاصة وأنه يعلو الورشة بيت تسكنه عائلة اضطرت إلى الهروب من الغرف التي تعلو الورشة مباشرة والذهاب إلى الجهة الأخرى من البيت للاحتماء من النيران التي قد تطالهم من إحدى نوافذ البيت، كما أنه لم يكن هناك مجال لإنقاذهم واخراجهم من البيت قبل إخماد النيران في الورشة لأن الورشة ملاصقة لباب البيت الرئيس كما أن أسلاك الكهرباء تمر فوقه مباشرة، ومع استمرار الشرارات الكهربائية كان من المستحيل الدخول أو الخروج من البيت.. وفي ظل هذا الوضع بقي الجميع بانتظار سيارات الإطفاء الخاصة بالدفاع المدني التي لم تصل إلى مكان الحادث إلا بعد أكثر من ربع ساعة وليس هذا فقط بل إنهم استغرقوا نحو خمس دقائق أخرى للبدء في عملية الإخماد التي أخذت وقتاً أكثر مما هو مطلوب لأن المياه التي كانت تتدفق من خرطوم مياه الإطفاء ضعيفة جداً ولا تتناسب مع حجم الحريق المشتعل بكثافة، وقد نلتمس لهم العذر فربما أنهم أيضاً يعانون شحة في المياه كمعظم أحياء تعز وإلا لماذا مياهم ضعيفة؟!.. كما أن استمرار الشرارات الكهربائية المنبعثة من الإسلاك أعاقتهم كثيراً وأبطأت عملية إخماد الحريق لتكون النتيجة النهائية إخماد النيران ولكن بعد أن أتت على كل شيء في الورشة ولم تعد تجد ما تأكله. كان هناك تخوف من حدوث كارثة أخرى قد تكون أكثر خطورة وضرراً، هذا التخوف مصدره حدوث أكثر من ماس كهربائي وعلى طول الشارع الذي اندلع فيه الحريق وذلك بعد أن أحرقت النيران كل عوازل الأسلاك الكهربائية التي كانت موجودة فوق الورشة ومع ذلك فإن إخوتنا في الكهرباء لم يقوموا بفصل التيار الكهربائي إلا بعد انتهاء عملية الإطفاء وكأن لا علاقة لهم بالأمر رغم إبلاغهم بذلك.. ولو كانوا قاموا بفصل التيار الكهربائي في حينه لتم إخماد الحريق مبكراً وتم انتشال الأسرة التي تسكن الطابق العلوي للورشة وإنقاذهم وتجنيبهم ساعات الرعب والخوف التي عاشوها محبوسين داخل البيت بانتظار القضاء والقدر.