تدني المستوى التعليمي، وضعف مخرجات التعليم العالي، يعود إلى عدم سلامة التعليم الأساسي في الفصول الأولية منه، أي من (1 - 4) أساسي.. هذه الفصول التي يتوجب أن تركز على أساسيات التعليم دون إغراق وإثقال كاهل الطفل بمواضيع أخرى.. ونحن نعلم، أن الله سبحانه وتعالى علّمنا أن أساسيات العلم «القراءة والكتابة»، فقد جاء في كتاب العزيز: «إقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، إقرأ وربك الأكرم الذي علّم بالقلم...». ضع أخي القارئ عشرة خطوط حمراء تحت «إقرأ باسم»، و«إقرأ وربك»، و«الذي علّم بالقلم»، وستجد أن تكرار إقرأ تأكيد على أهمية مهارة القراءة وإتقانها، كدرب سوي، ومفتاح خزائن العلم.. و«الذي علّم بالقلم»، القلم هنا إشارة إلى الكتابة، وفي ذلك دلالة على أهمية امتلاك مهارة الكتابة، لأنها الوسيلة لنقل العلم بصورة صحيحة وسليمة.. فالقراءة والكتابة مفتاحا العلم، من امتلكهما امتلك الدخول إلى خزائن العلم، وامتلاك ناصيته.. ويتأكد ذلك في سورة أخرى، حيث يقول سبحانه وتعالى: «ن، والقلم، وما يسطرون...»، وفي هذه إشارة إلى الكتابة بالقلم، ويسطرون ما كُتب ليُقرأ.. وتتضح الأهمية البالغة للقراءة والكتابة في هذه الآية الكريمة، حيث إن الله سبحانه قد أقسم بهما دلالة على علو شأن القراءة والكتابة ومكانتهما في امتلاك ناصية العلم، وبالتالي يبلغ الإنسان بالعلم مرتبة عالية من الإيمان الحق. ولن نكون أعلم من الخالق بمفاتيح العلم أكثر منه، لذا فلنعمل بما جاء من العليم الخبير، فلن نكون أعلم أو أخبر منه سبحانه وتعالى.. فلنُعِد النظر في المناهج الدراسية للثلاثة الصفوف الأولية من التعليم الأساسي، ونركز في الثلاث السنوات مع الطفل على تعلّم واكتساب مهارة القراءة والكتابة ومبادئ الحساب، الأرقام وقراءتها، والعمليات الحسابية الأولية بأساليب وطرق وعرض مبسط ومشوق.. وبإمكاننا العودة إلى القراءة المصورة (الطريقة المصرية)، أو (الطريقة البغدادية).. صحيح أنها طرق قديمة، لكن ليس كل قديم يخرج عن الصلاحية، فقد ثبت إلى حد الآن أن من تعلموا بهذه الطرق أعلم وأجدى وأكثر قدرة ومهارة على اكتساب العلوم ممن تعلموا بالطرق الحديثة، كما يسمونها. وتجربة البنك الدولي واختباراته كانت نتيجتها أن السبب في تدني مستوى الطلاب يعود إلى ضعفهم في القراءة والكتابة، وبالتالي فهم السؤال.. وهو ما يدعو إلى العودة للتركيز على القراءة والكتابة ومبادئ الحساب في الصفوف الثلاثة الأولى