البيئة والمحافظة عليها أصبحت تمثل هاجساً لكل بلدان العالم متطورة أو متخلفة غنية كانت أو فقيرة فللبيئة معناها الواسع فهي الأرض التي نعيش عليها والهواء الذي نتنفسه والمياه التي نشربها والبحار التي نستخدمها ونستفيد منها كل هذا يمثل لنا مفهوم البيئة والشعار الذي ترفعه بلدان العالم هو «أهمية المحافظة على البيئة» يعني المحافظة على وجودنا كبشر نعيش على هذه الأرض فمن حقنا أن نتنفس الهواء النقي الخالي من كل عوامل التلوث الذي يكون الإنسان هو السبب الرئيسي في مثل هذا التلوث من خلال الصناعات والمركبات والحروب وغير ذلك. من حقنا أيضاً أن نشرب مياهاً نقية صالحة للشرب وخالية من المؤثرات والملوثات التي تتسبب بها عوامل مختلفة كما أن البحار تمدنا بالأسماك التي هي من العناصر الغذائية الهامة ولابد من المحافظة على البحار من التلوث سواء كانت من زيوت البواخر التجارية أو البوارج الحربية أو من المخلفات الكيماوية التي تتخلص منها الدول الصناعية الكبرى في البحار وهو مايفسد البيئة البحرية بكل مكوناتها ولهذا فإن بلادنا كغيرها من الدول التي سنت القوانين الهادفة إلى حماية البيئة والمحافظة عليها ومع كل هذا وللأسف الشديد إن كل القوانين التي صدرت لم تفعّل على الواقع البيئي فالمدن الرئيسة في البلاد لازالت تعاني الكثير من الاهمال في الجانب البيئي فلم نلمس أي خطوة تتخذ ضد تلك المركبات والحافلات المختلفة التي تستخدم مادة الديزل والتي تتسبب في انبعاث الأدخنة السامة الملوثة لهواء مدننا الرئيسية لم نلمس أي خطوة تتخذ بخصوص مخلفات المعامل والمصانع والكسارات لم نلمس أي تحرك لحماية شواطئنا ومياهنا الاقليمية من السفن التي تتسبب في تلويث مياهنا من خلال إفراغ زيوتها على هذه المياه ممايؤثر ذلك سلباً على الأحياء البحرية وقد ظلت القوانين الهادفة لحماية البيئة داخل أدراج الجهات المعنية لذا علينا أن نستفيد في هذا الخصوص من دولتين عربيتين هما الأردن وسلطنة عمان اللتين نفذتا ماشرعنا من قوانين تحمي البيئة فسلطنة عمان مثلاً وحرصاً منها على حماية البيئة من التصحر قامت بتصدير الكثير من الإبل إلى خارج حدودها حتى لاتتسبب تلك الابل في اتساع مساحة التصحر في السلطنة من خلال التهامها للأشجار وكل ماهو أخضر أما الأردن فقد قامت مؤخراً بحملة واسعة لمنع السيارات المسببة للتلوث من العمل داخل المدن المزدحمة بالسكان ووصلت الحملة إلى حد معاقبة كل من يرمي بأية مخلفات حتى أعقاب السجائر إلى الشارع أو الطريق باعتبار الشارع والطريق حقاً عاماً ولا يجوز لأحد أن يسيء إليه أو يشوه صورته بالاضافة إلى خطوات أخرى كثيرة هدفت إلى حماية البيئة وللعلم فإن الأردن قد حققت في هذا المجال نجاحاً كبيراً كان للمواطن الأردني الدور الكبير فيه نظراً لارتقاء الوعي لديه فياحبذا لو تستفيد بلادنا من تجربة الأردن في هذا الجانب فنحن أحوج مانكون إلى بيئة نظيفة وخالية من كل الملوثات ولن نصل إلى ذلك إلا بتعاون المواطن مع الجهد الرسمي ولذا لابد أن نستشعر المسئولية الوطنية في هذا الخصوص.