لم تكتفِ أمريكا بدعم الاحتلال الاسرائيلي لفلسطينالمحتلة بشكل غير مسبوق في تاريخ الاحتلال في العالم، بل إن رئيس أمريكا يأتي إلى فلسطينالمحتلة بمناسبة تأسيس هذا الكيان المحتل، ليؤكد أن اسرائيل «يهودية» ولابد أن تسير في سياستها كما رسمتها التوراة!!. «هكذا» والتوراة من الناحية الجغرافية لا تعطي لهذا الكيان أي حدود، ليس لأنها ستكون من النيل إلى الفرات، ولكن لأن العالم الطبيعي هو دولة اسرائيل، وعلى المثقفين وغير المثقفين أن يعودوا إلى أدبيات الدولة الاسرائيلية ويراجعوا ما كتبه الأستاذ عبدالوهاب المسيري، المهتم بدراسة الثقافة الاسرائيلية. أكد بوش في خطابه بمطار بن جوريون أن أمريكا واسرائيل لهما اهتمامات مشتركة وثقافة مشتركة، والذين يقرأون هذه الاهتمامات والثقافة يذهبون إلى أن الفكرة التلمودية هي النسق الواحد الذي يؤلف هذه العلاقة الحميمة بين الكيانين الغاصبين، فالرئيس بوش هو أحد صقور المحافظين الجدد، أي التوارتيين الجدد. وبالمقابل قال أولمرت، رئيس وزراء الكيان المحتل: إن زيارتكم يا فخامة الرئيس لاسرائيل بهذه المناسبة رسالة توجهونها باسم أمريكا الصديقة للعالم بأن اسرائيل وجدت لتبقى. على أية حال لقد رسمت أمريكا مع الكيان الاسرائيلي شرق أوسط جديداً؛ إذ يرى بوش وهو ما تنفذه أمريكا الآن وما تراه حلاً لقضية فلسطين على النحو التالي: - أن يُعطى الفلسطينيون أرضاً تكفي لإقامة دولة فلسطينية مستقلة، على غرار ما عليه الآن السلطة الفلسطينية، إضافة إلى مساحة صغيرة يمنحها الكيان الاسرائيلي، ومقابل شروط، على غرار ما فعله الكيان الاسرائيلي مع مصر «في اتفاق كامب ديفيد» لتعود سيناء مصرية، وفق الشروط الاسرائيلية، وهي عودة منقوصة كما يقول المثقفون المصريون. - أن يقوم بعض العرب بالتطبيع مع الكيان الاسرائيلي، تطبيعاً تاماً، ويعترف العرب باسرائيل كدولة ذات سيادة، وينسوا ما يسمى ب «أرض فلسطين»!!.