المفاوضات المباشرة بين الكيان الاسرائيلي والسلطة الفلسطينية بدأت قبل أيام في مصر، ثم في فلسطينالمحتلة، ومعلوم أن العرب أقروا هذه المفاوضات المباشرة مع رفض الحركات الفلسطينية وعلى رأسها حماس، لأنها اعتراف بالاحتلال اليهودي مقابل لاشيء. يشترط الفلسطينيون أن تتوقف المستعمرات عن البناء، وأمريكا راعية المفاوضات المباشرة تريد ذلك، غير أن نتن ياهو، رأس المفاوضين الاسرائيليين يقول بضرورة اعتراف الفلسطينيين بأن اسرائيل دولة يهودية، وهذا يعني: 1 - أن لاحق للفلسطينيين الذين طردوا من بلادهم بالعودة إلى فلسطين أبداً. 2 - أن يستمر الاسرائيليون ببناء المستوطنات. 3 - أن يطرد أهل فلسطين الباقون، ليبحثوا لهم عن وطن بديل، ففلسطين تصبح دولة يهودية. الفلسطينيون المطرودون من بلادهم فلسطين منذ اعتراف الاتحاد السوفيتي وأمريكا وبعض دول أوروبا بلغ عددهم حتى الآن خمسة ملايين فلسطيني، موزعين على كل العالم، وكان صدام حسين قد رفض اقتراح الرئيس الأمريكي رونالد ريغان أن يسكن مليون فلسطيني على ضفاف الفرات، وكذا رفضت بعض بلدان الخليج كيلا يعود هؤلاء الفلسطينيون إلى بلادهم فلسطين بناء على قرار مجلس الأمن رقم(194) الذي اعترف بحق العودة. الذي يعلمه الجميع أن الكيان الاسرائيلي لن يتنازل عن شبر واحد من فلسطين لأنها أرض الميعاد، كما تزعم التوراة المحرفة. الفلسطينيون لاباكي لهم وليس لهم من ورق الضغط إلا عمرو موسى، بينما بعض العرب الذين يشكلون ثقلاً سكانياً واقتصادياً يرون أن على اسرائيل أن تقدم تعويضات (فقط) للفلسطينيين في أرض الشتات، وربما قامت دول معينة عربية بدفع هذا التعويض. أما الأمر الأكثر خطورة فهو الانقسام الفلسطيني وهو السلاح الأكثر ذبحاً للفلسطينيين وأكثر فتكاً بوطنهم وبهم.. ولليمن رؤية لصالح القضية الفلسطينية ولكن أين الذين يقدرون هذه الرؤية؟!