دعا الرئيس الأميركي جورج بوش لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية الذي بدأ عام 1967، لكنه أشار في نفس الوقت إلى أن اتفاق السلام المستقبلي سيتطلب تعديلات لخطوط هدنة 1949 لتعكس ما وصفها بالوقائع الحالية.واقترح بوش في كلمة ألقاها في القدسالمحتلة مساء أمس -مختتما زيارة وصفت بالتاريخية لإسرائيل والأراضي الفلسطينية- وضع آلية دولية لتعويض اللاجئين الفلسطينيين حلا لهذه القضية، متجاوزا الحديث عن حق العودة.كما ضغط الرئيس الأميركي من أجل توقيع اتفاقية سلام بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني قائلا إنه "آن الأوان للقيام بخيارات صعبة"، معربا عن اعتقاده بإمكانية إبرام مثل هذه الاتفاق قبل مغادرته البيت الأبيض نهاية العام الحالي.وفي هذا السياق شدد بوش على أن اتفاق السلام بين الجانبين يجب أن ينص على قيام فلسطين وطنا للشعب الفلسطيني كما هي إسرائيل وطن للشعب اليهودي، على حد تعبيره، مجددا التزام أميركا بأمن إسرائيل. كما جدد تأكيد التزام واشنطن بخطة خارطة الطريق للسلام التي تلزم إسرائيل بوقف الأنشطة الاستيطانية، والفلسطينيين بتفكيك البنى التحتية "للإرهاب" في إشارة إلى فصائل المقاومة الفلسطينية. ودعا بوش –الذي يواصل جولته اليوم في الخليج- الدول العربية إلى السعي للتواصل مع إسرائيل في إشارة إلى تطبيع العلاقات، واعتبر أن "مثل هذه الخطوة تأخرت كثيرا".وكان الرئيس الأميركي قال في مؤتمر صحفي برام الله مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس، إن الأممالمتحدة فشلت في إيجاد حل للقضية الفلسطينية. وفيما يخص زيارة بوش الأولى لإسرائيل والأراضي الفلسطينية قال مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي ستيفن هادلي إن بوش سيعود إلى الشرق الأوسط مرة واحدة أخرى على الأقل لتشجيع التوصل إلى اتفاق سلام قبل مغادرته البيت الأبيض في مطلع يناير/كانون الثاني 2009.وفي إطار ردود الفعل على تصريحات بوش ورؤيته للحل قال مسؤول إسرائيلي كبير رفض كشف اسمه إن "تصريحات بوش تقدم حلا يناسب إسرائيل". أما على الجانب الفلسطيني فاعتبر المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة أن دعوة بوش إلى إنهاء الاحتلال الذي بدأ عام 1967، تشكل "خطوة أولى نحو سلام فعلي"، مضيفا أن "على إسرائيل أن تفهم أن الاستيطان غير شرعي".قوات الاحتلال أغلقت الطريق إلى رام الله قبيل وصول بوش (الفرنسية)وتمكن بوش من تلمس معاناة الفلسطينيين من الاحتلال عندما أجبرته الظروف الجوية على قطع المسافة بين القدسالمحتلةورام الله بالسيارة مجتازا الحواجز الإسرائيلية ومارا قرب عدد من المستوطنات وبموازاة جدار العزل الإسرائيلي الذي أقيم لحمايتها.وتعليقا على ذلك قال الرئيس الأميركي "يمكنني أن أرى الإحباطات (الفلسطينية) لكني أتفهم أيضا أن الناس في إسرائيل يريدون أن يعرفوا ما إذا كانت ستتوفر لهم الحماية من قلة عنيفة تلجأ إلى القتل".وبعد رام الله انتقل بوش إلى بيت لحم مهد المسيح عليه السلام لزيارة كنيسة المهد قبل أن يعود إلى القدسالمحتلة حيث التقى مجددا رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت على مأدبة عشاء، وكل ذلك تم تحت إجراءات أمنية مشددة وغير مسبوقة.وأثناء وجود بوش في رام الله منعت شرطة حكومة تسيير الأعمال بالقوة متظاهرين محتجين على زيارته من التوجه لمبنى المقاطعة الذي اجتمع فيه مع عباس. "الجزيرة"