أفزعني ويجب أن يفزعكم خبر وحادث الاعتداء الآثم الذي طال ثانوية تعز ومديرها التربوي القدير عبدالعزيز سيف محمد هزاع قبل أسبوع من الآن وكما أوردت «الجمهورية» الغراء في أخيرتها أمس الثلاثاء. الحادثة أكثر من خطيرة ويجب التعامل معها بأقصى درجات المسئولية والالتزام بحماية المعلمين وبناة العقول وحرّاس الفضيلة وزرّاع النور. لا يجب النظر إلى الاعتداء بمعزل عن الاعتبارات الجانبية المهمة.. فهو وقع داخل حرم المدرسة، وأية مدرسة؟ إنها «ثانوية تعز الكبرى» التي خرّجت لنا وللوطن الكثير والكثير من الكفاءات والطاقات والعقول النيّرة منذ الأيام والساعات الأولى لبزوغ فجر الثورة اليمنية الخالدة. فضلاً عن أن الاعتداء الآثم طال مدير المدرسة ذاته وفي مكتبه، فماذا يعني ذلك؟ وما الذي يعنيه أن يقتحم المعتدون حُرمة المدرسة ويقتحمون على المدير مكتبه ويباشرونه باللطم ومحاولة النيل من حياته بالسلاح الأبيض؟ لعلها سابقة خطيرة ويجب أن لا تمر من دون ردعٍ حازم يضع حداً لمثل هذه الانتهاكات والتهديد الصريح والمباشر للمؤسسات التربوية وقطاع التربية والتعليم برمته، وعلى مكتب التربية بالمحافظة أن يقوم بدوره وواجبه تجاه موظفيه وحمايتهم وضمان القصاص العادل حتى لا تفقد التربية هيبتها وتفقد المدرسة حصانتها.. وحتى لا يفقد المعلم الأمان والثقة بأن حُرمته وحياته مقدسة وتهم الوطن والدولة. سمعنا وقرأنا وعايشنا في السابق حالات واعتداءات مماثلة على المدارس والمدرسين ورجال التربية والتعليم في أكثر من مكان وزمان، ولكنها كانت قد بدأت تنحسر وتتلاشى إلى حد ما. فهل تكون هذه الحالة الأخيرة والخطيرة بداية تدشين مرحلة جديدة من الانفلات والاستهتار بحُرمة ورسالة وحصانة المدرسة والمدرس والتعليم برمته؟ القضية يجب أن لا تتأخر عن حقها في الحسم والردع والإنصاف للمدير والمدرسة، وأعتقد أن المحافظ القدير الأستاذ حمود خالد الصوفي يجب أن يأخذ علماً بالأمر، ولن يسكت أو يرضى إلا لضبط الجناة ومحاسبتهم وإعادة الاعتبار لثانوية تعز الكبرى ومديرها ومدرسيها وطلابها.. وأيضاً الاعتذار للتربية والتعليم والمجتمع بأسره. «جمعية الأقصى» توضيح وشهادة: من الظلم غمط جمعيتكم الموقرة حقها في الإشادة والإنصاف والدور القومي والإنساني الكبير الذي تلعبه وتنوء به لخدمة إخواننا المجاهدين المرابطين في القدس الحبيبة وسائر فلسطينالمحتلة وحشد الدعم والمناصرة للقضية وأهلها الذائدين عن حق وشرف أمة بأسرها، ولكنني لا أزكي على الله أحداً. لم تكن الجمعية معنية لا من قريب ولا من بعيد بموضوعي السابق هذه الزاوية «عودة ظاهرة تبرعوا لإخوانكم المسلمين»، ومن الظلم تحميلة أكثر مما يحتمل، فأحسنوا الظن ولا تدعوا للوشاة باباً أو نافذة.. ودمتم محصنين بشرف القضية. شكراً لأنكم تبتسمون