«أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة».. هكذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأشار بأصبعيه.. أي أن كافل اليتيم منزلته في الجنة إلى جانب رسول الله، وما كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا إلا ترجمة لما جاء في كتاب الله عز وجل من حث وتشديد وإغراء على كفالة الأيتام والتشديد في عدم أكل أموالهم، إن كانت لهم أموال.. لكننا - هنا - نعني باليتيم من لا عائل له، ولا مصدر رزق من الأطفال «ذكوراً وإناثاً»، وأجر من كفل يتيمة أكبر جزاءً وثواباً.. وهو ما نحن بصدده، أي كفالة اليتيمات، وهذا لا يعني أن الأيتام قد حُلّت مشاكلهم وتمّت كفالتهم، لكننا نخص هذا العمود بالأيتام «الإناث» وكفالتهن، لأنهن لم يجدن من الجهود الرسمية والشعبية نصيباً، بينما كفالة الأيتام تركزت خلال الفترة الماضية وحتى اليوم من خلال المؤسسات الحكومية وغير الحكومية على الأيتام الذكور.. وهو ما يؤكد أن التمييز بين الذكور والإناث قائم، وتعطى الأفضلية والأولوية للذكور حتى في كفالة الأيتام سواءً من قبل المؤسسات الحكومية أم من قبل المؤسسات غير الحكومية. والكفالة قد تكون من قبل فرد ليتيم أو يتيمة، أو من مؤسسة حكومية بإنشاء دار للأيتام، أو من قبل جمعية غير حكومية، وهي مسألة نسمع عنها منذ سنين أو عقود مضت، لكن بالنسبة للذكور، أما كفالة اليتيمة «الأنثى» فلم نسمع بها إلا من وقت قريب جداً، وذلك بافتتاح دار لليتيمات في تعز على طريق الضباب بالتعاون بين وزارة الشؤون الاجتماعية ومؤسسة غير حكومية «جمعية» تقوم بإدارتها الأخت الفاضلة «رقية الحجري»، وقد بدأت نشاطها في العاصمة صنعاء، وهاهي تمتد بنشاطها إلى محافظة تعز، حيث شُيّد مبنى للأطفال «اليتيمات» على حساب الصندوق، وقد زارته الأخت «رقية» واعتبرته فرعاً لليتيمات في تعز، وسيدخل ضمن نشاط جمعيتها من حيث الرعاية والاهتمام والتمويل، وبدعم من الحكومة أسوة بدعم الكثير من الجمعيات المشابهة مادياً وتربوياً وفنياً ويمكن إدارياً، وما إلى ذلك مما يشغل الدار. وعلى أي حال فإن كفالة الأيتام «ذكوراً وإناثاً» ليس بالضرورة بالكفالة المباشرة، ولكن بالإمكان أن يكون بالمساهمة والمشاركة بالمال أو المواد العينية مما تحتاجه الدار.. ولكفالة الأيتام نحن بحاجة إلى دور عديدة ليس على مستوى المدن الرئيسة، ولكن على مستوى المدن الثانوية «عواصم المديريات»، ولا أعتقد أن ذلك عسيراً لو توافرت عند أصحاب الأموال القلوب الرحيمة، وهم موجودون بالعشرات والمئات في كل محافظة وفي كل مديرية. إننا في بلد إسلامي، وكفالة الأيتام «ذكوراً وإناثا» واجب ديني يجب أداؤه بحسب الاستطاعة، وإذا كنا نشد على يد الأخت «رقية» فإننا ندعو إلى إنشاء صندوق للأيتام في كل محافظة ومديرية من رجال المال والأعمال والأغنياء لكفالة ورعاية الأيتام