الاستاذة رقية عبدالله الحجري: نحتاج لدعم رجال الأعمال وملتحقي دور المؤسسة في مدارس خاصةيوافق أول هذا الشهر يوم اليتيم العربي والذي يكون في أول جمعة من شهر ابريل من كل عام وفي هذه المناسبة كذلك لابد من معرفة أوضاع اليتيمات في اليمن حيث قمنا بزيارة لمؤسسة الرحمة لليتيمات بصنعاء والذي ترأس إدارتها الاستاذة / رقية عبدالله الحجري الام المثالية التي كرست جل جهدها لخدمة الايتام واليتيمات في بلادنا إيماناَ منها بما يحضى به كافل اليتيم من مكانة سامية في ديننا الإسلامي.. قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" أنا و كافل اليتيم فى الجنة هكذا وقال بأصبعيه السبابة و الوسطى.. وفي هذا اللقاء الاخت رقية الحجري تستعرض جهود مؤسسة الرحمة في رعاية اليتيمات: .. كيف جاء ت فكرة إنشاء الدار؟ ومن كان الداعم الأول لتأسيسه؟ البداية كانت مجرد حلم تساوره عدة مخاوف كان يرتاب منها الكثيرون أولها وضعية البنت في المجتمع اليمني وحرمانها من الكثير من الحقوق وثانياً العادات القبلية التي تعاني منها بعض الفتيات حيث تكون أحياناً لغة الحوار لحل بعض القضايا الخلافية هي السلاح ثالثاً العبء المادي الكبير الذي تتطلبه تجارب السكن الداخلي إلا أن تلك المخاوف جميعها تتضاءل أمام ما نراه من معاناة اليمن وقصص عنف وقهر وحرمان ضد هذه اليتيمة لاسيما بعض القضايا الاخلاقيه التي يندى لها الجبين فكانت الكثير من القصص تجعلنا نتجاهل كل المخاوف التي تطرح لنا ونعود للأحلام التي تراودنا في إنشاء دار لرعاية وإيواء اليتيمات والبداية التي من خلالها تشجعنا وانطلقنا كانت بالوقفية للمباني السكن الداخلي من أحد رجال الخير الذين يدركون أهمية عمار الدار الآخرة وهو الشيخ (أحمد المنصري ) فتبرع بثلاثة مباني للسكن وللرعاية بعد تأثره بمشهد تمثيلي كان له دور فعال في تجسيد مأساة اليتيمة . هل هناك شروط ومعايير لقبول الطفلة أو الطفل في الدار؟ بالنسبة لأي كفالة تتبناها المؤسسة يتم فيها الإجراءات التالية أولا:- أخذ البيانات الأولية للحالة :- إثبات للهوية من شهادة ميلاد وشهادة صحية وشهادة مدرسية . إثبات حالة الأب بشهادة وفاة أو تصريح دفن أو حكم نهائي بالإعدام أو حكم انحصار الورثة أو فقدان أو جنون أو مرض موت بأوراق سليمة صادرة من جهات رسمية موثوقه . عمل دراسة ميدانية للحالة الأسرية لمعرفة مدى استحقاق الحالة للالتحاق بالسكن الداخلي وذلك عن طريق الذهاب إلى محل الإقامة والتقصي عن حالة الأسرة من الجيران وأعيان الحارة . ثانيا :- إجراءات ما بعد القبول :- بعد استكمال البيانات الأولية ومطابقتها لشروط الالتحاق لدى المؤسسة يتم قبولها . ثم تبدأ الإجراءات الأخرى :- يتم تحرير محضر استلام رسمي من قبل ولي الأمر المباشر لدى قسم الشرطة والتوقيع على تنازل للولاية للمؤسسة . التوثيق : يتم تصوير الحالة فور استلامها لإثبات وضعها عند الالتحاق . يتم تصوير الملف لدى إدارة المؤسسة وتعطى الصورة لإدارة الدار التي تتولى استلام الحالة وإحالتها إلى السكن الداخلي . تلحق الحالة بإحدى شقق السكن الداخلي حسب الطاقة الاستيعابية للشقة مع مراعاة جمع الأشقاء في نفس الغرفة . يتم صرف جميع الاحتياجات الأولية لكل ملتحق فور التحاقه - صابونه -منشفة -فرشاة أسنان - معجون أسنان - كريم - شامبو - حذاء صندل - ملابس نوم - ملابس عادية - فرشاة شعر - حقيبة مدرسية - زى مدرسي. هل هناك أطفال تحت سن العام؟ كم عددهم وكيف يتم التعامل معهم؟ نعم يوجد لدينا (10) أطفال دخلوا في سن صغير والآن بلغوا السنة الثالثة ، ولدينا طفل عمره 7 أشهر يتم العناية بهم ويوكلوا إلى مربيات حاضنات داخل الدار يتفرغ لرعايتهم والإهتمام بهم وتلبية حاجتهم.. كم عدد الأسر الذين تكفلونهم خارج الدار؟وانوع الدعم الذي تقدمونه؟ عدد الأيتام المكفولين خارجياً (240) يتيم ، عدد الأسر المكفولة خارجياً (129) أسرة، وتكون الكفالة مادية مثل ( مصروف شهري ، الحقيبة المدرسية بداية كل عام ، مواد غذائية موسمية ، لحوم أضاحي ، كسوة الأعياد ، مساعدات علاجية وصحية ) معنوية مثل ( أنشطة تربوية تأهيلية ، حلقات تحفيظ ، خياطة ، سجاد ، أشغال يدوية،تطريز ) وقد تم أفتتاح مركز الريادة للتدريب والتأهيل للعناية بشئون الأيتام الخارجيين ومتابعتهم وتقييمهم دينياً وأخلاقياً وتربوياً.. . ما نوع الدعم الحكومي لكم ؟ وكم مستوى دعم رجال الأعمال؟ يوجد دعم حكومي أمر به فخامة الرئيس عند حضوره في مهرجان اليوم العالمي لليتيم وقدره خمسمائة ألف ريال شهرياً كما أن الشئون الاجتماعية تدعم المؤسسة كأي مستحقات للجمعيات الأخرى قد يقوم هذا الدعم بتغطية كبيرة للنفقات ، أما بالنسبة للمؤسسة فإن نفقاتها باهظة لوجود ثلاثة دور إيواء التي تتبناها كنفقات تشغيل مرتبات وتسديد فواتير الكهرباء والماء والمواصلات الذي يصل إلى أكثر من ستمائة الف شهريا وهذا يشكل عبئاً كبيراً ففي كل يوم غسيل (250) بدلة تحتاج إلى كمية كبيرة من الماء والصابون واستهلاك للكهرباء وغيره لاسيما وأن المؤسسة تحرص على مستوى متميز من التربية والنظافة والتعليم والتغذية وكل هذا حق من حقوق الأيتام وواجب يحتم علينا أن نسعى من أجل تحقيقه وفرصة لكل الداعمين للتنافس في هذا المجال .. هل هناك تخطيط لاستقلالية المؤسسة وعمل مشاريع استثمارية لصالحها؟ المؤسسة تحلم بأن تستقل بالنفقات وذلك من خلال مشاريع إستثمارية إلا إن هذا الحلم لا يجد له رواق لدى الداعمين ، فكل داعم نطرح له أهمية الوقف الأستثماري لضمان استمرار المشروع بهذا الدعم الذي سيعد له صدقة جارية لا يتفاعل مع ذلك ،، ونحن نتمنى ذلك الأستثمار حتى نأمن من الغد المخيف وحتى نضمن تلك النفقات التي لا تجمع إلا بعد تراق ماء الوجوه من الاقناع وتتعب الأقدام والأبدان في النتابعة وتعجز الوسائل والسبل من الابتكار في الأساليب التي تظل مجدية لكل عام حتى نظمن الاستمرارية ،، ولا يخفى على أي فرد أن من يدفع المائة الف يحسبها كثيرة جداً لكنها في أرصدة نفقات المؤسسة لاتغطي إلا جزء من نفقات السندوتشات التي هي أربعمائة ساندوتش يومياً في الصباح الباكر ،ومع هذا فهنيئاً لكل داعم ولكل من ساهم ولو بمبلغ يسير.. كم عدد الملتحقين إلى اليوم من المحافظات وأمانة العاصمة؟ عدد الملتحقين إلى يومنا هذا (190) ملتحقاً وملتحقة (70) يتيماً ، (120) يتيمه.. ومن خارج الأمانة يبلغ عددهم (75) ملتحقاً و(17) أسره.. هل يوجد لديكم مخطط أو اقتراحات لفتح فروع لدور المؤسسة في المحافظات الأخرى ؟ نحن الآن قمنا بفتح دار الوفاء لرعاية وإيواء اليتيمات فرع محافظة تعز وكذلك فتحنا مركز الريادة للتدريب والتأهيل فرع حيفان وعما قريب يتم إنشاء دار لليتيمات في عمران .. كم مدة إقامة اليتيم في الدار ؟ وهل ترفض بعض الأسر أن تضل ابنتها في الدار؟ مدة الإقامة تكون إلى أن يتخرج اليتيم من المرحلة الجامعية كي يستطيع الاعتماد على نفسه وتحمل مسئولياته ، أما بالنسبة لليتيمة فإنها تبقى في الدار إلى أن تتزوج وإذا لم تتزوج فأنها تظل في الدار فنحن نظامنا هنا نظام الأسرة وهذا منزل لكل يتيمة فتستطيع أن تتوظف وتمارس حياتها بشكل طبيعي،، ورفض بعض الأسر لإقامة ابنتها لدى دور المؤسسة يرجع سببه أن اليتيمة تكون مصدر دخل لهم وذلك عن طريق ( التسول ،، السرقة ،، أو تزويجها في سن مبكر والاستفادة من ذلك) وكذلك لتعنت الأسرة وتمسكها بالعادات التي تقضي بأن الفتاة تضل في منزل العائلة مهما كانت معاناة الفتاة وتجاهل مصلحتها ومستقبلها. لكن عند زيارة بعض الأهالي للمؤسسة ورؤيتهم بالعين وسماعهم ماتقوم به المؤسسة للملتحقات من تربية وتعليم وتأهيل يتغير الرفض بالإيجاب.. : ماذا عن النظام الغذائي والسكني وكيف يوفر لهم حق التعليم ؟ بالنسبة للنظام السكني داخل دور المؤسسة فهو نظام الأسرة البديلة بحيث تحتوي كل أسرة في الشقة من (20) يتيمة الكبيرة والوسط والصغيرة ومعهم مربية (الأم البديلة) ودورها الأشراف والمتابعة والتوجية ،، وكنظام أي أسرة توزع عليهم أعمال المنزل من (الخبز بالتنور، الطبخ ، الغسيل والكوي ،تنظيف الشقة،، وغيرها) حسب أعمارهم. أما بالنسبة للنظام الغذائي يكون هناك تنوع في الوجبات ( اللحم-السمك-الدجاج- البيض والحليب- البقوليات ،، وغيرها ) وذلك بحسب الدعم والتبرعات التي تصل للمؤسسة من أصحاب الخير.. جميع ملتحقي دور المؤسسة يدرسون في مدارس خاصة ليتم متابعتهم وتقييم مستوياتهم الدراسية والأخلاقية ،، وتقدم لنا عدد من المدارس مأجورة مقاعد مجانية للأيتام ، ويتم التواصل مع المدارس التي تحتضن الأيتام بشكل مستمر وذلك عن طريق مسئولة التعليم في المؤسسة .. ما أبرز الأنشطة التي تمارس في الدار بالتفصيل ؟ توجد أنشطة كثيرة تمارس داخل الدار وتتمثل في حلقات قرآنية ،،ومشغل للخياطة والتطريز والسجاد اليدوي، النشاط المسرحي والانشاد ،كتابة القصص ، دروس التقوية ، التدبير المنزلي ،إقامة دورات تدريبية تأهلية ودينية وخلال عام 2006م تم إقامة عدد من دورات الكمبيوتر واللغة الأنجليزية داخل الدار تبرع بها فاعل خير من لبنان (مسيحي) .. ماذا عن الرعاية الصحية ومن يتولى هذا الجانب؟ تقوم المؤسسة بعمل فحص شامل كامل لليتيم عند التحاقه بالسكن الداخلي للتأكد من خلوه من الأمراض المعدية ثم تتابع حالته الصحية باستمرار من خلال الفحوصات الدورية و تؤمن له العلاج والدواء بالتعاون مع اختصاصيين في المجالات الصحية المختلفة ، وتتولى هذا الجانب مسئولة الصحة بالمؤسسة بإشراف من الإدارة . .. ماذا بالنسبة للخروج والزيارات؟ يتم خروج الملتحقة لزيارة أهلها للأسباب التالية : المرض - الموت - الأعراس ويكون الخروج عن طريق ولي الأمر بعد أن يتعهد للمؤسسة بإرجاعها في اليوم والتاريخ المحدد في استمارة الزيارة ، أما بالنسبة لزيارة الأهالي للملتحقات فيكون فقط في الاجازات الرسمية (الجمعة) وذلك لكي لاتنشغل الملتحقة عن التحفيظ والمذاكرة والأنشطة.. .. ماهي العقوبات التي تتعاملون بها مع الأيتام في حالة ارتكاب الأخطاء؟ العقاب هو أسلوب تربوي يجدي نفعاً في كثير من الحالات ونتخذه معهم.. ولكن بالحوار والنقاش معهم وتعريفهم بحجم خطأهم ومشاركتهم في اتخاذ العقوبة المناسبة لمن اخطأ وتتمثل هذه العقوبات في حرمان من المصروف أو من الرحلات أو المشاركات والأنشطة .. ماهي أبرز الاشكاليات التي تعانيها المؤسسة ؟ عدم وجود مورد مالي ثابت . عدم وجود أمهات تربويات مؤهلات مقيمات وأخصائيات إجتماعيات وعدد الأيتام في تزايد مستمر والسبب في ذلك يعود لقلة المرتبات الشهرية وعدم الإقامة في دور المؤسسة.. .. ماهي مشاريعكم الحالية والمستقبلية ؟ المشاريع الحالية: دار الرحمة لإيواء ورعاية اليتيمات. دار الفرسان لإيواء ورعاية الأيتام. دار سنان لرعاية اليتيمات ( سن الحضانة ). المركز الثقافي للغات. مركز الريادة للخدمات الإنسانية.( لمتابعة تعليم وتدريب وتأهيل الأيتام المكفولين خارج السكن ) دار هند لإيواء ورعاية اليتيمات. دار الرحمة فرع محافظة تعز لإيواء ورعاية اليتيمات مركز الريادة للخدمات الإنسانية فرع حيفان المشاريع المستقبلية مشروع الطفولة الآمنة: القائم على إيواء ورعاية الفتيات المعرضات للضياع والتشرد بسبب التفكك الأسري أو التربية غير السليمة. مشروع مركز لتأهيل الأيتام: ويقوم على فكرة تأسيس مركز خاص بالتدريب و التأهيل حرفياً من ( علوم حاسوب _ صيانة _ برمجة _ نجارة _ حدادة _ كهرباء وغيرها من الصناعات والمهن المختلفة ) وغير ذلك إلى جانب التربية والتعليم. مشروع دار استقبال الحالات الإنسانية الطارئة: (إيواء مؤقت) ويقوم على فكرة استقبال الحالات المعرضة للضياع حتى تستكمل أوراقها الرسمية لضمها إلى إحدى دور المؤسسة بعد تأهيلها نفسيا وتربويا أو التنسيق لإلحاقهم بدور المؤسسات الأخرى.
