البضائع الصينية وحدها تمنح الفقراء ومحدودي الدخل فرصة لاقتناء محتاجاتهم من السلع والأجهزة الكهربائية المختلفة وغيرها.. ولكن، أيضاً، السلع والمنتجات الصينية المنشأ لاتكاد تنتهي أو تقف لها على حد.. فكيف يفعل الصينيون ذلك ؟!. { الصين بلد كبير بكل المعاني، جغرافياً وسكاناً واقتصاداً وحضارة وثقافة وصناعة.. وحتى في الرياضة حيث ذهبت وتذهب أغلب الألقاب والميداليات والبطولات في الألعاب الأوليمبية الدولية لأبطال ولاعبين صينيين، ويفاخر الصينيون بأكثر من ألف وخمسمائة ميدالية ذهبية - تقريباً - حصدها لاعبوهم في الألعاب الأوليمبية المختلفة ولايكفون عن التطلع إلى المزيد من ذلك وخصوصاً مع اقتراب موعد دورة الألعاب الأوليمبية الجديدة بعد أسابيع قليلة والتي تستضيفها العاصمة بكين وعمل الصينيون على الإعداد للمناسبة بما يفوق الوصف والخيال! { ليست رياضة فقط، أو جريآً وقفزاً وملاكمة أو ( مضاربة ).. وغيرها من الألعاب، ولكنها في وعي وحسبان أهل الصين مناسبات عالمية استثنائية لرفع علم الصين الوطني ووضع بلادهم ووطنهم في مقدمة العالم.. إنها بتعبير صيني بسيط وبليغ «استقطاب العالم للصين وتعزيز حضور الصين في العالم» المعجزة الصينية لاتزال تكشف عن الكثير من المفاتن والدهشة والجرأة. { وبالعودة إلى سؤال المنتجات والصناعات الصينية التي غزت أسواق المدن والعواصم والأرياف في القارات والمناطق المترامية من المعمورة، فإن الأوروبيين والأمريكيين قلقون بلا توقف من تبعات ومخاطر الاكتساح الصيني للسوق العالمية ومن جملتها الأسواق الأوروبية والأمريكية. { أما كيف فعل الصينيون ذلك فهذا سؤال تقليدي إجابته تمتد لأكثر من نصف قرن من الزمان ومثلها من التخطيط والتطوير والتحديث المستمر والمتسارع في الآليات والاستراتيجيات والوسائل والبرامج العلمية والعملية والنظرية والفلسفات المنخرطة في مهمة قومية كبرى هدفها تقوية الذات وانتزاع مكانة دولية مهابة ومكان متقدم ضمن كبار العالم الثمانية. { دائماً إبحث عن «القضية» أو الحافز والغاية، ودائماً، ولدى الصين والصينيين تحديداً، فإن القضية الكبرى تتعلق بالانتماء والولاء للعلم والراية والحكمة الصينية والروح القومية المسافرة من أول التاريخ ومنذ ما قبل الميلاد بكثير. { الصينيون قوم حكماء بلاشك، وأمة ورثت حضارة ومجداً وحكمة الأسلاف الأوائل. وأحبوا وطنهم وبلادهم ولذلك فعلوا.. ووصلوا ويستمرون في التقدم صعوداً. جمعتكم مباركة. شكراً لأنكم تبتسمون