على طريقة الأستاذ العزيز عباس غالب أقول: أحترم - جداً - المسئول الذي لايكذب.. كما أحترم جداً جداً المسئول الذي يقول الصدق ولو على نفسه وبين «لا يكذب» و«يقول الصدق» مساحة مسكونة ب«ولكنه يتجمل»!.. {.. واضح أن لدينا مسئولين - عدداً منهم على الأقل - لا يكذبون، ولكنهم أيضاً لا يقولون الصدق.. هؤلاء هم سكان حي «ولكنه يتجمل» والمشكلة الوحيدة مع هؤلاء أننا لا نعرف متى يتجملون لنا ومتى يستجملون بنا؟!. {.. في تلك المرة، أردت أن أجرب حظي وأسأل وزيراً - سؤالاً صحافياًً لا أكثر وليس السؤال الآخر الذي تعرفونه، فهذا تركناه عن طيب نفس ليتكفل به آخرون يتوقعون دائماًً الحصول على نوعين من الإجابات: نظري وعملي ، ولا يكتفون بالأول دون الآخر والعكس غير صحيح غالباً!. {.. ما علينا، في تلك المرة الأولى وقبل أن أتم نصف سؤالي كان السيد الوزير قد أتم إجابته كاملة.. ولا أعرف حتى اليوم والساعة كيف أمكنه فعل ذلك والإجابة على سؤال لم يسمعه بعد ولا أزال أقلبه في نفسي؟! وفي كل حال كان سؤالي في موضوع غير الذي خمّنه وأجاب. {.. السيد الوزير لاحظ اندهاشي، أو بالأصح امتعاضي، فبادرني بسؤال لايزال يرن في أذني حتى هذه اللحظة: أيش، أو عندك معلومات أكثر من الوزير؟! ولم أقل له إن: «الوزير أدرى!!». {.. جاء السؤال استنكارياً وكأنني ادعيت ذلك حقاً وأسأت التقدير بين يدي معالي الوزير، وهو مالم يدر بخاطري فضلاً عن أن أفعله.. وكما يجب خلّصت نفسي بديبلوماسية أظنه حسدني عليها، وحاولت الابتسام لأقول له: «أعتقد أن وقتكم لا يسمح وأنكم تفضّلون وقتاً آخر للسؤال وإجابته»؟!. {.. «بارك الله فيك» بارتياح بادٍ بارك الوزير مبادرتي السلمية جداً، وقطع على نفسه وعداً والتزاماً بالإجابة «الشافية والوافية» - بالنص - مساءً عن طريق التليفون - ومن يومها وحتى يومنا هذا وذاك المساء لم يأتِ بعد، ولم أعد أحاول الاتصال بالوزير مطلقاً للحصول على الإجابة.. والسبب وجيه وبسيط بالمرة، وهو أن تعديلين وتشكيلين وزاريين قد تعاقبا على الحكومة، وكان هو يغادر في التعديل الأول عقب أسابيع وجيزة من وعده لي. {.. عشرات المرات حاولت الاتصال بحسب الوعد، ولاحقاً كان هناك من يفيدني بما لم أكن قد فهمته بعد، أحد الزملاء يشرح لي: «مش هو وعد ولا التزام، والرجل كان يتجمل معك، احمد الله». {.. لا أعرف على ماذا ؟! ولكنني حمدت الله كثيراً بعد مغادرته الوزارة.. وكانت تلك المرة الأولى، والأخيرة ولم أعد أسأل وزراء أو أحاول حتى!!. شكراً لأنكم تبتسمون