عندما يكون الصدق عنواناً رئيسياً وفرعياً لصاحبه فإن صاحب الصدق قد يقع بالمحظور في لحظة نادرة قد يكون فيها شاهداً على نفسه وبكل براءة وعفوية دون أن يشعر بذلك والسبب إنه جُبل على الحقيقة ولم يتعود على فبركتها ومحاولة إجهاضها قبل مولودها الطبيعي.. فالإنسان الصادق لا يفكر مسبقاً كيف يلتف ويروض الشيء الذي يريد تحريفه وما إن يصل إلى ساعة الصفر عندما يقف في لحظة مصارحة مع الواقع ولم يسبق له أن حضر لنفسه شيئاً من المغالطة قد تنفعه للدفاع عن النفس فإذا به يقول الحقيقة برمتها وإن كانت على قطع رأسه.. إلا أن الحقيقة هنا قد تأتي لغير صالحه وحينها سوف يتعرض للمساءلة والمحاسبة نتيجة لصدق أقواله.. ومثل هذا الشخص حقيقة يجب أن «يُحترم» بضم الياء.. ويُنظر لخطئه بشيء من الليونة ومساعدته بقدر الاستطاعة تقديراً لمصداقيته.. ومادفعني لهذا التناول تلك المقابلة الصريحة التي اجراها الزميل/أحمد يحيى حسن مع لاعب الرشيد لكرة القدم/عصام ياسين في ملحق «الملاعب» حيث أعتمد ضيف المقابلة اللاعب عصام على مصداقية الاجابة بكل سياستها الرياضية دون أن يتهرب عن البعض منها أو يزيف الحقيقة بإجابات خاطئة لكي يبعد نفسه عن البهارات المحرقة التي تكون أحياناً هي مصداقية الإجابة عن أحد الأسئلة رغم مرارتها وهذا قد يعود لأصالة المجيب الذي جُبل على الصدق وعاش مع الحقيقة بكل تعامله.. ولم يدر أن مصداقية الإجابة عن أحد الأسئلة سوف تجعله مستقيلاً أمام مجهر المتابعة وقد تقصيه عن بعض المباريات وتمنعه عن اللعب إذا ما بدأ اتحاد القدم تفعيل قرار الإتحاد الآسيوي وكما بدأ به بالأسبوع المنصرم عندما نزل إلى بعض الملاعب لأخذ عينة مبدئية لفحص المنشطات.. وبما أن شجرة القات اليمنية هي منشط فعال وسريع التأثير فقد تنقرض الرياضة اليمنية أو تلغى من قاموس الإتحاد الآسيوي وتشطب من المشاركات الخارجية وتبقى منافساتها محصورة محلياً وأشبه بدوري الحواري.. هذا في حالة الحفاظ والمحافظة على الكيف الشعبي اليمني نظراً لأن 90% أو أكثر من اللاعبين اليمنيين معتمدين على «الفذاحة» قبل المباراة «والبحشامة» بعدها لكنهم إذا سئلوا عن القات تكون الإجابة أنهم يسمعون عنه ولا يعرفوه أو يعرفوا به ولا يمضغوه ولاندري أين موقع الإجابة من الاعراب.. رغم أن البعض يقول «القات اسم منشط مفعول به والفاعل مستتر تقديره هو اللاعب المستور في منزله» إلا أن اللاعب عصام ياسين لم يكن فاعلاً مستتراً تقديره ولم يجعل قاته الخاص به ضمير غائب ولكنه اعترف من خلال اجابته عن السؤال القائل «هل تمضغ القات؟؟؟» حيث أجاب إنه يخزن في أوقات الفراغ.. وهي الإجابة التي قد تسبب له الكثير من المتاعب رغم احترامنا الشديد لمصداقيته.. فالإنسان الذي يصدق القول على نفسه لا يمكن قط أن يكذب على الآخرين وقد يكون اللاعب عصام ياسين أقل اللاعبين تعاطياً للقات في أوقات الفراغ حسب اجابته.. بينما من يقول أنه لا يعرف القات ولا يعرف كم حروف أسمه وأين سوقه فهذا اللاعب ليس ببعيد أن يكون مولعياً به بالليل والنهار لأن الكاذب بإجابته هو مغالط بأفعاله لهذا أرى من وجهة نظري الخاصة جداً أن عصام ياسين لاعب يجب أن تكون له مكانته الخاصة بالاحترام الشديد وأن يتعاون معه كل من كان قريباً له ليبعده عن هذه الشجرة الخبيثة فمثله من الممكن أن يتقبل النصح ويعمل به كما يعمل بالصدق بعكس من يكذب على نفسه وعلى الآخرين ليقع بالفضيحة في أي لحظة.