عرفت الدموع طريقها لمقلتي في مثل هذا اليوم المميز في حياتي، فهو ليس كيوم ولادتها، وليس كأول يوم تذهب به إلى المدرسة، وليس كأول يوم تحمل به شهادتها وليس، كذكرى أعياد ميلادها، خيالي حلّق في دائرة طفولتها، رنّت في أذنيّ ضحكاتها البريئة، فأعود للسباحة في بحر دموعي، فقدت كل النصائح التي نصحتني بها أمي يوم زفافي!!! وهي نفس النصائح التي نصحتها بها جدتي يوم زفافها.!!!. فستانها الأبيض أذهلني، خطوتها الطاووسية أغرتني، وحفرت بذاكرتي مشهداً لن أنساه ما حييت، فهو ليس كيوم العيد الذي كانت ترقبه وقد نفد صبرها لترتدي أبهى ثيابها، وليس كأول يوم دراسي تحرص فيه على ترتيب حقيبة المدرسة الجديدة بعناية فائقة لتنال إعجاب مُدرستها من أول يوم، إنه يوم ترافق به زوجها نحو المستقبل مقروناً بفراق أرعبنا أنا وأخواتها، ووالدها، إنه يوم من بعده يصبح لها باب مفاتيحه بيدها هي وزوجها، وخلف هذا الباب تكمن قدسية حياتها الزوجية، فلا تسمحي بنيتي لسرك أن يتخطى هذا الباب في يوم من الأيام، واحترسي من الأجراس التي تدق بابك، وتأمليها؛ لأن الجرس ينبهك بأن أحدهم أتى؛ ولأن الذي يأتي لابد أن يكون له حد لا يتخطاه خلف أبواب مملكتك. بنيتي.. إنه يوم من بعده يصبح لك حبل غسيل ينفرد بثوبك وثوب زوجك، فاحذري من غير الشمس أن يتلصص عليك مجهول فيكتشف سرك، واحذري من الرياح التي تهز حبل غسيلك، واعلمي أن في الحياة الزوجية أشياء جميلة ستقومين بها لأول مرة.. وأشياء ستحتفظين بها في صندوق أسرارك، وأشياء ستأتي في الوقت الخطأ، وأخرى تأتي على عجل، وأشياء تذكرك بأشياء كثيرة كانت تحدث في حياتنا ولم تدركِ معناها، وأشياء وأشياء. فالحياة الزوجية فيها السراء، والضراء.. والمحك الأساسي هو الضراء، ففي الضراء تتضح العلاقة أكثر وتبرز المعادن الأصيلة، ولابد أن تمضي على أن الهدف الموحد هو أحسن وسيلة لإبقاء الزواج قوياً.. فلا يحاول أي طرف منكما إلقاء المسؤولية على الآخر وحده؛ بل بالمصارحة والتعبير عما يختلج النفس من الأعماق دون خجل أو إحراج أو عدم مبالاة قد تحمي مملكتكما من العديد من الرياح والعواصف القوية، وحتى تكبر مملكتكما وينجح زواجكما لابد من كل واحد منكما أن يمد يده للآخر وأن تتفاهما في كل الأمور الإيجابية منها والسلبية وتحديد لب المشكلة التي تواجهكما، ومعرفة أسبابها، وعدم الخروج عن إطار المشكلة التي اعترضت حياتكما، والنقاش السلبي حول السلوك والعادات المصاحبة لكل منكما أثناء المشكلة. وضعي نصب عينيك بنيتي دائماً بأنك لن تغيري ما اكتشفتيه بزوجك بعد العشرة وخاصة الأمور الجوهرية بالقوة، ولكن بالثقة والمودة والرحمة وبعدها الحب، حاولي تحسين العلاقة وبلورتها وليس تعديل الشخصية لتوافق هواكِ، وبالمودة والرحمة يمكن أن تتبدل أمور كثيرة، واجعلي سياج مملكتك دوماًَ المودة والرحمة.. المودة والرحمة.. المودة والرحمة.. وفي رعاية الله وحفظه. فاصلة: شكر خاص لأستاذنا الأخ سمير رشاد اليوسفي، والزملاء الأعزاء في صحيفة الجمهورية على التهنئة الخاصة.. والإخوة في موقع التغيير نت وعلى رأسهم الأستاذ عرفات مدابش وشاهر سعد وكل من شاركني فرحتي وجميع الأهل والأصدقاء.