يستطيع خطباء الجمعة أن يفعلوا ما تعجز ألف صحيفة ومائة قناة تليفزيونية وضعفها من الإذاعات المسموعة .. فقط لابد من توفر «البركة». ولن تحصل البركة دون فهم مشترك؛ لأن هناك أدواراً مطلوبة منهم غير هذا الدور الذي يحومون حوله منذ أزمان. لن أقول كلاماً كبيراً يتجاوز ماهو متاح أمامهم، وإنما أشير إلى تفاصيل صغيرة توجه أصابعها إلى عناوين كبيرة. هل قيام بعض المصلين بالتحرك إلى مقدمة المسجد على رؤوس الناس فيما أحذيتهم تقطر فتلحق النجاسة بالمسجد ومرتاديه .. هو سلوك غير جدير بأن ينبه الخطيب إلى خطئه، أليس ديننا يحثنا على النظافة ومن قبلها الطهارة ..؟؟ كيف يخلط بعض صغار السن بين ما يصلح في حديقة أو ملعب وما يصلح في المسجد دون أن ينبري الخطيب إلى التنبيه بأن للمساجد حرمتها، ويذكر الآباء بأن يجنبوا المساجد حماقات وتجاوزات الصبيان. ملاحظة أخرى.. ما إن ينتهي الإمام من الصلاة حتى ينبري أصحاب الحاجة إلى إلقاء خطب الاستجداء بأصوات متداخلة تحول بين المصلين وبين لحظات من الاستغفار والخشوع بعيداً عن التشتت بين حكايات تتسابق وتتداخل مع دعوة من المحراب تحث على التبرع لمستحقين في أماكن مختلفة من كوكب الأرض، واللهم لا اعتراض .. ولكن؛ ما المانع أن يكون هناك فسحة زمنية قصيرة تطلق بعدها فضاءات طلب الإحسان. ليس هناك شيء أفضل من خطبة الجمعة لتذكير مرتادي المساجد بقيم الإسلام الحميدة ومنها الطهارة .. واحترام المساجد والخشوع.. وإماطة الأذى عن الطرق والإحسان إلى الجيران وتجنب الأموال الحرام.. جمعتكم مباركة