إذا كانت عطلة نهاية الأسبوع في بلدان كثيرة هي موعد مع الاستسلام للاسترخاء بالرغبات فإنها عندنا كمسلمين موعد مع جرعة روحانية وإيمانية تجلب الهدوء والسكينة في أوضاع من النظافة والطهارة والأناقة - إن شئتم –. في يوم الجمعة تنتصر الأزياء الشعبية ممثلة في الزنة والمعوز ويسلم الناس أبدانهم إلى المياه مقتدين بالسنة المطهرة.. وهو ما يعد تنفيذاً للأمر الإلهي بأن نأخذ زينتنا عن كل مسجد.. وليس في الذي نشاهده في مساجد المدن إلا شيئاً مما اعتدنا عليه في الأرياف، حيث ارتداء أنظف الملابس والتزين بالطيب والمشاقر والكحل أحد مظاهر إظهار نعمة الله، وهكذا فالنظافة والطهارة إحدى مواصفات المسلم.. وحتى تكون النظافة من صفات المسلم دائماً فإن من واجب الخطباء ألاّ ينسوا التنبيه إلى خطأ دخول بعض أصحاب الحرف إلى المساجد بملابس تبدو متسخة كما هي حال العاملين في محلات تغيير الزيوت أو عمال البناء والرنج. وستكتمل زينة المساجد عقب كل صلاة لو تم اختيار طريقة أفضل من قيام البعض بطلب العون بمجرد تسليم الإمام وهو ما يصادر الخشوع والدعاء عقب أداء الصلاة.. ولن نعدم وسيلة تجمع بين تحقيق التكافل والحفاظ على الخشوع. ثمة أمور كثيرة تحتاج إلى مراجعة وليس أفضل من الجمعة موعداً لتهيئة المصلين إلى أسبوع أكثر عملاً وأكثر نظافة وأكثر تمثلات لسلوكيات المسلم الحقيقي.. جمعة مباركة.