بين الإنسان والوطن توأمة فطرية فطرهما الله سبحانه وتعالى عليها.. فأصبحا وجهين لمسمى واحد.. فليس الوطن إلا «إنسانه» الذي يبث على ظهرانيه الحياة بكل حركيتها وحيويتها واستمرارها المتجدد على امتداد تعاقب الأجيال والعصور. وليس الإنسان «المواطن» إلا وطنه الذي يمنحه حق تلك الحياة متسعاً من الحب والمأوى والنمو والانتماء.. وكلاهما ينظر في وجه الآخر بعيون ملء رؤاها وكل تطلعاتها ازدهار المستقبل.. لكليهما معاً.. بمعنى ان أيما وطن يتطلع إلى تجاوز ما هو عليه وصولاً إلى ما ينبغي عليه ان يكون يلزمه إنسان تتوافر فيه معطيات ومقومات المواطنة الصالحة يشد من عضد الوطن: لا يرتقي وطن إلى أوج العلا ما لم يكن بانوه من أبنائه فالأوطان التي استوطنها الجمود والتخلف وسيطر عليها الاستسلام الذليل للضعف والركود إنما كان لها ذلك نتيجة طبيعية لسكون قوتها البشرية وخمول إنسانها كمواطن مبدع منتج تقع على عاتقه مسئولية كبرى في خلق حراك حياتي يزدهر به الوطن .. والعكس صحيح . وهنا يكمن بيت القصيد.. إذ إن المسئولية في البناء والتطوير تشمل على وجه العموم كافة أبناء الوطن بمختلف فئاتهم الرسمية والشعبية.. إلخ. أما على وجه الخصوص وهو الأهم فإن المسئولية تقع على عاتق أبناء الوطن «السلطة» وفي مختلف مواقعهم ابتداءً من قاعدة الهرم الحكومي وحتى رأس قمته .. «وإذا صلح الرأس صلح الجسد» وبالمقابل فإن «العقل السليم في الجسم السليم».. وعلى رؤى الاشهاد يقف التاريخ بكل أمانته وحياديته يرصد الوطن ومواطنيه وحراكهم داخل إطاره الجغرافي إن سلباً أو ايجاباً.. ثم تملأ سطوره الزمن.. وإننا في وطننا الغالي اليمن ارهقتنا كثيراً إنسانية المسئولية الخالية إلا من فراغ مواطنتها من حراك الشعور الحق بواجبها الوطني «من موقعها المسئول» تجاه الوطن.. ولكنها اليمن ولكنه الشعب اليماني الأصيل والحي الضمير.. كلما هبت عليهما رياح السوء.. هطلت عليهما امطار سحابات الخير.. فكان الثمر وكان التحدي والانتصار.. ولنا في قيادتنا السياسية الرشيدة ممثلة بحادي المسيرة الإنسان المواطن المسئول القائد فخامة الأخ رئيس الجمهورية المشير علي عبدالله صالح لنا فيه القدوة والانموذج لمصداقية العلاقة المتميزة ايجاباً بين الوطن والمواطن.. ولأنه من يزرع بذور التميز في العطاء في كل مرافق حياة الوطن.. فإننا لنفخر عظيم الفخر ان تلك البذرة تنمو وتؤتي أكلها كل حين فتسمو بها ويسمو الوطن.. فكم كان يحزنني قطاع البحر وثرواته العظيمة على امتداد مياهنا اليمنية وكم يحزنني اكثر عشاق البحر وصيادو كنوزه من جهة وحرمان الوطن من منتج هذا القطاع ومشاركته أكثر في رفد خزينة الدولة والمساهمة الفاعلة في عجلة التنمية وبما يكون له حضور الاثر البارز والدور الابرز في نهضة الوطن.. لكنه الأمل الذي يسري ملء آفاق البحر اليمني على امتداد سواحله المباركة.. ظل يكبر كلما كبر الحزن معي.. وكلما هبت جموع الشعب من مختلف ربوع الوطن إلى البحر للعمل والانتاج وكسر جمود البطالة ازدادت تباشير طيور النورس بانفراج ضائقة الطموح.. وها نحن مع أول زيارة ميدانية لوزير الثروة السمكية معالي الأستاذ محمد صالح شملان إلى بحرنا المترامي الاحلام بحرنا الذي يعرفه الوزير كثيراً ويعرف معالي الوزير اكثر.. مع أولى زياراته العملية نجدنا أمام مشروع الاستزراع السمكي بين وزارة الثروة السمكية في بلادنا وإحدى كبريات الشركات اليابانية «مؤسسة سوجيز اليابانية للاستثمار في الشرق الأوسط» .. وأمام فتح مجال واسع للتسويق السمكي على مستوى المنطقة العربية وبلادنا لنضع أنفسنا بمثل هذه المشروعات وغيرها الكثير بإذن الله أمام جاهزية فاعلة من الحكومة ممثلة بوزارة الثروة السمكية ومعالي وزيرها المعروف عنه احترامه للمسئولية الملقاة على عاتقه وحركيته ونشاطه وسلوكه الوطني الخدوم جاهزيته رسمت على وجه البحر بشارات الفرح وعلى وجوه البطالة ابتسامة الحراك وعلى وجوه الصيادين اشراقة طموح جديد يصنع من ثرواتنا السمكية أفقاً خدمياً وتنموياً واسعاً تمتد اشرعة إنسانه النبيل إلى شواطئ احلامه المشتهاة.. وإننا لعلى ثقة كبيرة ان معالي الوزير الأستاذ محمد صالح شملان، لن يألوا جهداً في الاهتمام بتحديث إدارة العمل وبما يخدم هذا القطاع في ظل المساحة الكبيرة للبحر والصيادين التي يوليها فخامة الأخ رئيس الجمهورية المشير علي عبدالله صالح كمصدر هام من مصادر التنمية في اليمن. فليكن مشروعا الاستزراع والتسويق الخطوة الأولى على طريق استثمار ثروتنا البحرية ولنكن جميعاً أناساً مواطنين يعشقنا الوطن وكلانا يسمو بالآخر لبلوغ المستقبل المنشود.