لأول مرة منذ انهيار الاتحاد السوفيتي في نهاية الثمانينيات في حالة ذهول من العالم أجمع لسرعة انهياره واستدعاء جنرالات امريكا للاشراف على تدمير بعض القواعد الاستراتيجية في إطار تخفيظ الترسانة النووية التي بدأها ميخائيل جورباتشوف رجل «الترويكا» قبل أن يكشف الامريكيون للدب الروسي وبمهارة الكابوي.. يهدد الرئيس الروسي ميدفيديف باستخدام السلاح النووي ضد بولندا مقر اقامة حلف وارسو السابق بسبب توقيعها اتفاقاً مع الامريكيين على اقامة درع صاروخي امريكي على أراضيها باعتباره تهديداً مباشراً لروسيا المطوقة حالياً بحلف أمريكي من معظم دول آسيا الوسطى ومنها جورجيا.. وكان الرد الامريكي على التهديد قد حمل نبرات من التحدي ، بالقول إن الولاياتالمتحدة لن تترك جورجيا وتنذر روسيا بالعزلة وتصفها بالمعتدية التي أفرطت في استخدام القوة لتعزيز انفصال أوسيتيا وأبخازيا عن جورجيا واتهام رئيس جورجيا ساكاشفيلي بارتكاب حملة تطهير عرقي وإبادة جماعية في الاقليمين. ومع أن روسيا قد وافقت على الوساطة الفرنسية الامريكية إلا أن تفاصيل وشروط وقف إطلاق النار والانسحاب الروسي لم تذكر زمناً محدداً بحسب ماذكره وزير خارجية روسيا فيما يرفض الاوسيتيون والأبخاز الانفصاليون بقاء أي جندي جورجي على أراضيهما ويعلنان استعدادهما لخوض حرب طويلة المدى لنيل الاستقلال والنظر فيما بعد في عقد معاهدة دفاع مشترك مع روسيا كون سكان الاقليمين غالبيتهم من الروس. حلف الناتو كان متردداً في اظهار تأييده لأمريكا من عدمه في الضغط على روسيا بوقف الحرب والعودة إلى ما قبل الاحداث الأخيرة أي الانسحاب الروسي من الاقليمين وهذا بالطبع لاتقبله روسيا التي شنت حرباً خاطفة وشاملة وكادت قواتها تحتل تبليسي عاصمة جورجيا في اليوم الرابع من بدء الزحف والاستيلاء على مناطق ومدن عديدة وقطع خطوط السكك الحديدية وأنابيب النفط التي تمتد من اذربيجان إلى أوروبا عبر جورجيا. وفي كل هذا الزخم من التداعيات ينكر الجورجيون أي انسحاب روسي من بعض المدن بينما يؤكد الروس أنهم فعلاً قد بدأوا الانسحاب إلى مواقع جديدة انتظاراً للحل الشامل أو المواجهة مع أمريكا وحلف الناتو الذي يضم في عضويته بعض وأهم الدول الاوروبية الشرقية التي كانت كلها أعضاء في حلف وارسو السابق.