إذا كانت هناك ثنائية بين شاعر اليمن الكبير الراحل حسين أبوبكر المحضار وسفير الأغنية اليمنية الفنان القدير أبوبكر سالم بلفقيه، فإن هناك - أيضاً - ثنائية بين الإنسان الحضرمي والإنسان الفلسطيني، حيث إن كليهما أسير للغربة والشجن. مع فارق أشار إليه الشاعر الفلسطيني الدكتور راضي صدوق في معرض حديثه عن الفن الحضرمي، يقول: «رغم أنني لا أميل إلى الشعر الشعبي أو العامي، ولا أشجّعه، لكن الكلمات والألحان الحضرمية بصوت بلفقيه تجاوزت في نفسي المناطق المحظورة، فاستجاب لها وجداني، ذلك لأن الفنان الحضرمي يغني للغربة والشجن والوطن، وأنا مثل الحضرمي غريب.. على أن الحضرمي يستطيع أن يعود إلى وطنه، أما أنا فلا أستطيع.. ولن أنسى..!!». ولكن كيف تعرَّف الشاعر راضي على هذه الثنائية؟! يقول: «الذي عرَّفني على شعر المحضار وصوت أبوبكر سالم هو الشاعر الكبير عبدالوهاب البياتي، وذلك في براغ منذ سنوات طويلة، فقد سألت البياتي: كيف تطرب للشعر العامي؟!. فقال: «يشدّني صوت بلفقيه والشعر الحضرمي و"المحضار" بالذات، حيث أجد الأصالة العربية، وروح الفن والتاريخ».