تسنى لي الذهاب مع القافلة الشبابية التي انطلقت من عدن بمناسبة اليوم العالمي للشباب لزيارة مخيم خرز للاجئين الصوماليين في م - لحج ، كان هدفها الأساسي _ القافلة _ الوصول إلى الشباب الصومالي اللاجئ ، وقضاء الوقت بالتعايش معهم والتعرف إليهم عن قرب لتلمس أوضاعهم والظروف التي يمرون بها بسبب الحرب والصراعات داخل بلادهم، وإعطاءنا فرصة للتعرف على ثقافة الآخر وإزالة المخاوف بين بعضنا البعض. كانت المبادرة الشبابية لهذا العام سامية بمعانيها، فهي تنطلق من المفاهيم الإنسانية وتتجه إلى إنسانية العالم لتوضح قضية شعب شُرد من أرضه وتحمل أبشع صور الحرب والدمار واضطرتهم المعاناة لمغادرة أرضهم عنوة، وأبسط ما نستطيع تقديمه بعد أن قطعت القافلة طريقاً طويلاً وتجرع شبابها الحر الشديد والأغبرة المتطايرة أن نجد فعلاً الشباب الصومالي ونستمع إليهم بجدية واحترام ونطالب إخوانهم وأشقاءهم من اليمنيين والعرب والمجتمع الدولي مد يد العون والمساعدة لهم، لكن الواقع يختلف عن التوقعات، القافلة الشبابية لم تمكث داخل المخيم أكثر من ساعة قضيناها في مشاهدة فعالية غنائية عشوائية وبرنامج خالٍ من التنظيم والتنسيق ولا يحقق شيئاً من الأهداف المعلن عنها في القافلة ، لينتهي الأمر للاستماع لبضعة أغاني وموسيقى صاخبة ليرقص ويغني الشباب على إيقاعاتها، في مكان مكتظ بالحشود لا يستوعب العدد الهائل من الحضور، تركنا المخيم دون أن نقف لنسأل الشباب ماذا استفدتم ؟ وكيف كانت انطباعاتكم ؟ وما مدى تأثيركم على الشباب الصومالي وتأثركم بالثقافة الصومالية ؟ فالأحرى أن نسأل : أين كان الشباب الصومالي لأننا لم نرَ أو نسمع واحداً منهم ؟!! نكهة هذا الصيف كانت متميزة مختلفة عن الأعوام السابقة ، فاستحق بجدارة أن نطلق عليه «صيف شبابي مميز» ؛ ذلك لأن الطلاب مع بدء موسم الإجازة الصيفية لم يدم تفكيرهم وحيرتهم طويلاً في البحث عن السبل المثلى لاستغلال وقت العطلة ، حيث جاء الرد سريعاً عبر التحضير لإقامة مراكز ومخيمات صيفية وأعطي للحدث أهمية قصوى و تغطيات واسعة دعت الشباب إلى المشاركة الفعّالة في جميع الأنشطة الثقافية والفنية والرياضية التي فجرت طاقاتهم وتمكنت من استثمارها لتضعهم على أهبة الاستعداد لمرحلة أكبر إنجازاً وأكثر عطاءً وإبداعاً. يسدل الستار قريباً على انتهاء موسم المخيمات الصيفية التي كانت بوارق أمل مضيئة للشباب بما حوته من أنشطة وفعاليات متعددة ومتنوعة ودورات تدريبية هدفت إلى بناء الشباب روحياً ونفسياً وتربيتهم على شعار الاعتدال والوسطية وتجنب الغلو والتطرف، ولا ننسى ذكر المخيمات الصيفية المتحركة على شكل قوافل ثقافية وفنية؛ حيث كان للحالمة تعز السبق في خروج مثل هذه القافلة لتجوب معظم محافظات الجمهورية، إذاً طالما أننا على مشارف الانتهاء لابد من بعض الوقفات لتقييم العمل خلال الفترة الماضية، ما الذي نتأمله في العام القادم : - بعض المخيمات الصيفية ركزت على الجانب الترفيهي فكانت مخيمات للتسلية والمتعة والمسابقات، واكتظت بحشود ضخمة من الشباب دون أن تحاول التوفيق بين الجانب التأهيلي الجاد وبين الترفيهي المسلي ، وبعض المخيمات المغلقة كانت أشبه بسجون ومعتقلات وافتقرت إلى أبسط الوسائل المفترض توافرها من أفرشة ، وأغطية، و وسادات ( مخدات ) . - الافتقاد للمخيمات التخصصية في مجال واحد كالرياضية ، التقنية ، الفنية، والإعلامية، فالانتقال إلى المخيمات التخصصية يساعد على صقل وتأهيل الشباب بصورة سليمة وإكسابهم الخبرات العلمية والعملية التي تمكنهم من الإبداع في مجال تخصصي بدلاً عن تشتيت الجهود في عدة اتجاهات بدون فائدة. - غياب الكادر الإداري والتدريبي المتخصص ذي الكفاءة والخبرة لإدارة وتنسيق أنشطة المخيمات على مستوى عالٍ مما حال دون اكتسابهم _ الطلاب _ للخبرات الميدانية . - الافتقار للوسائل التوضيحية بالذات أثناء المحاضرات مما يشعر طلاب المخيم بالملل والضجر وعدم القدرة على التركيز وجذب الانتباه مما يؤدي إلى غياب التفاعل والمشاركة الفعالة والمقنعة. - عدم الالتفات لإقامة مخيمات لذوي الاحتياجات الخاصة ومخيمات أخرى للأيتام والتنسيق بينها وبين المراكز والمخيمات الأخرى للتبادل الثقافي الذي من شأنه المساعدة ودمج هذه الفئات في المجتمع