أيام ويحل علينا شهر رمضان الكريم حاملاً معه قيم التعاون والتكافل والإحساس بمشاعر الفقراء والمساكين، وهي القيم التي حثنا عليها ديننا الإسلامي الحنيف. ففي رمضان وهو شهر العبادات والتقرب إلى المولى عز وجل تزداد صور التكافل والتخفيف عن أصحاب الحاجات، وتتسع رقعة الإيمان بما ينعكس على حالات الألفة وتقديم كل عون للمحتاجين في المجتمع. هذه هي الصورة الجلية والإنسانية للدلالات التي يحملها رمضان الكريم في شقيه: الروحي المتعلق بالعبادات والاجتماعي المتمثل في إحساس المؤمن بحاجات الآخرين، الأمر الذي يخلق حالة إيجابية من التعاون والتكافل بين فئات المجتمع، وهي من أبهى الصور الإنسانية التي يحثنا عليها ديننا الإسلامي. ولكن هل المجتمع الإسلامي على هذا النحو الذي يتجلى فيه شهر رمضان الكريم؟ أقرب الظن أن رمضان تحول من مدرسة لتهذيب النفس - عند بعض المسلمين- إلى حالة من التباهي والغرق في ملذات المأكل والمشرب، متناسين القيم الإنسانية التي أكد عليها هذا الشهر الكريم بلياليه العامرة بالذكر الحكيم والتقرب إلى المولى عز وجل.. وتقديم واجب العون للمحتاجين والمساكين والفقراء وابن السبيل والمؤلفة قلوبهم.. أو القيام بواجب مساندة ولي الأمر في الوفاء بالالتزامات الاجتماعية والإنسانية لفئات المجتمع بالتخفيف من البطالة والجوع وإغاثة كل محتاج وهو مايحثنا عليه ديننا الإسلامي.