يحتفل شعبنا مع شعوب الأمة العربية والإسلامية بحلول شهر رمضان الكريم، شهر الصوم والعبادات والعمل وتغليب السلوك الحضاري للمسلم المصابر والمثابر وتمثل روح الإسلام في تفعيل قيم التعاون والتكافل والإحساس بمشاعر وظروف الآخرين، وتقديم كل العون والمساندة للمحتاجين والفقراء والمساكين وابن السبيل والعاملين عليها. وشهر الصوم يعني أيضاً توطيد الصلات بين الأفراد والمولى عز وجل ، فضلاً عن ترسيخ هذه الصلات في إطار الأسرة والمجتمع، ولذلك فإن هذه المجتمعات مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بتمثل القيم الروحانية السامية لهذا الشهر الكريم في تعزيز روح التضامن العربي والإسلامي وإيجاد معالجات شافية لأسباب التخلف السياسي والاقتصادي الشامل، وابتكار أساليب ووسائل للخلاص من تداعيات الفقر والبطالة بإعلاء قيم العمل والإنتاج التي يحث عليها ديننا الإسلامي، حيث يعتبر شهر الصوم تهذيباً للنفس البشرية عن ارتكاب الموبقات والإضرار بالآخرين، لكنه أيضاً شهر العمل والإنتاج، وهو ما لم يستوعبه كثير من الصائمين الذين يخلدون إلى الاتكالية والكسل، مع أن هذا الشهر الكريم اقترن بالعبادات والعمل.. وهو ما ينبغي التأكيد عليه. لقد أكد فخامة الأخ رئيس الجمهورية في خطابه بحلول هذا الشهر الكريم أهمية الأدوار التي يضطلع بها العلماء والنخب السياسية في التوعية بمخاطر ومظاهر التطرف والغلو واعتماد خطاب ديني وسطي ومعتدل يحث الشباب إلى الأعمال الجليلة لما يبني وطنهم ويجنبهم الانزلاق إلى مخاطر ثقافة التطرف في الإضرار بمصالح وطنهم.