بأغلبية كاسحة حصل خلالها على العدد الأكبر من أصوات البرلمان الاتحادي والجمعيات الوطنية في الأقاليم، صار آصف علي زرداري أرمل زعيمة المعارضة ورئيسة الوزراء السابقة بنظير بوتو رئيساً لباكستان خلفاً للجنرال برفيز مشرف الذي أجبره التحالف الحاكم على الاستقالة في 18 أغسطس - أب الماضي. وبحسب إعلان رئيس لجنة الانتخابات فإن زرداري فاز ب481 صوتاً من إجمالي عدد الأصوات والبالغ 702، وهو أكثر بكثير مما يتطلبه تأمين الفوز بموجب الدستور الباكستاني يتم انتخاب الرئيس خلال اقتراع سري، من الجمعيات الوطنية في الأقاليم الأربعة التي تتشكل منها باكستان وغرفتا الجمعية الوطنية العامة التي تمثل البرلمان الاتحادي. ووفق الإعلان فإن زرداري الذي فاز في هذه الانتخابات تفوق على منافسين من حزب الرابطة الإسلامي جناحي شريف ومشرف . الانتخابات جرت وسط إجراءات أمنية مشددة ؛ حيث تشهد البلاد هجمات وتفجيرات مستمرة كان آخرها محاولة اغتيال رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني. كان زرداري غازل قبل الانتخابات الجانب الأمريكي بقوله: سأعمل من أجل القضاء على العنف المسلح الذي تقوده حركة طالبان في باكستان وضمان عدم استخدام الأراضي الباكستانية منطلقاً لشن هجمات إرهابية على الدول المجاورة وعلى قوات الناتو في أفغانستان. ولم يكتف بذلك بل غازل الأوربيين أيضاً حين أشار إلى أن باكستان تقف إلى جانب الدول التي تعرضت لهجمات إرهابية مثل الولاياتالمتحدة وإسبانيا وبريطانيا وغيرها من الدول. لكنه بعد ذلك وجد نفسه مجبراً على تغيير مكان سكنه بسبب التهديدات الأمنية التي يتعرض لها بعد أن صرح بأنه سيقف إلى جانب الولاياتالمتحدة في حربها على الإرهاب في حال انتخابه رئيساً. كما أن زرداري الذي أظهر في الأشهر الأخيرة قدرة سياسية كبيرة في جمع المعارضة وإزاحة الرئيس السابق برفيز مشرف عن الحكم بطريقة سلمية، سيواجه الآن كرئيس لبلاده مشاكل اقتصادية خانقة وتمرداً مسلحاً يهدد استقرار باكستان يتطلب منه الكثير من العمل على أكثر من محور. حزب الرابطة الإسلامية جناح نواز شريف من جانبه أقر بهزيمته في انتخابات الرئاسة وأعرب عن أمله في أن يكون زرداري «سياسياً» كرئيس دولة. وكان حزب الرابطة الإسلامية جناح نواز شريف رشح القاضي السابق سعيد الزمان صديقي لينافس زرداري على منصب الرئاسة. وكان صديقي تولى منصب رئاسة المحكمة العليا في البلاد، والتي حكمت لصالح شريف في صراعه مع القضاء إلى أن أقصاه الرئيس السابق مشرف لدى قيامه بانقلاب عسكري عام 1999 ضد شريف. المنافس الآخر لزرداري كان مرشح حزب الرابطة الإسلامية جناح مشرف الصحفي السابق مشاهد حسين سيد، الذي تولى منصب وزير الإعلام في حكومة نواز شريف حتى الإطاحة به عام 1999م ، وكان سيد سجن لمدة عام بعد وصول مشرف إلى الحكم لكن بعد إطلاق سراحه انضم إلى حزب مشرف وأصبح من الموالين له