في أغسطس فوجئ الغرب «الأوروبي والأمريكي» باجتياح القوات الروسية ل«جورجيا»، ووقف الغرب مذهولاً أمام هذه الخطوة الروسية الجريئة على الأرض... الغرب الأوروبي اتخذ موقفاً معتدلاً تجاه ذلك، أما الولاياتالمتحدة فقد ظهرت متشددة تجاه الاجتياح الروسي ل«جورجيا»، مما صلّب الموقف الروسي، ودفعه إلى دعم ومساندة الاتجاهات الأوسيتية والأبخازية إلى الاستقلال، وإعلان الاعتراف بهما. روسيا حين أقدمت على اجتياح «جورجيا» كان مبررها اعتداءات القوات الجورجية على المدنيين في أوسيتيا، أي أنها قامت بمهمة إنسانية، إنما الذي يظهر أن السياسة التي انتهجتها الحكومة «الجورجية»، وتوجهها نحو الغرب وحلف الأطلسي، وازدياد التعاون العسكري بين الكيان الصهيوني وجورجيا، هي أهم الأسباب التي دفعت «روسيا» على اتخاذ قرارها العسكري باجتياح «جورجيا»... وهي مبررات كافية لأن تقوم روسيا باجتياح جورجيا، كون السياسة الجورجية وتزايد تعاونها العسكري مع الولاياتالمتحدة والكيان الصهيوني صار يهدد أمن روسيا القومي ويحيطه بالمخاطر، بالذات أن «جورجيا» دولة متاخمة لجمهورية روسيا الاتحادية، ما يجعل السياسة الجورجية سياسة غير حكيمة، كونها لم تراعِ استقلالها وسيادتها، ولم تراعِ أمن وسلامة الجارة الكبيرة «روسيا». على أي حال «الغرب الأوروبي والأمريكي» وجّه الانتقادات والاحتجاجات ل«روسيا»، والمطالب بالانسحاب من جورجيا، وتوعدوا وأنذروا بنتائج كارثية في حال استمرار «روسيا عسكرياً» في جورجيا، وكذا بمساعي روسيا نحو استقلال «أوسيتيا» و«أبخازيا»، وأمام كل ذلك لم تزد روسيا إلا تصلباً ومضياً لإعلان استقلال الجمهوريتين «أوسيتيا، وأبخازيا»، مشيرة ومتماثلة في ذلك مع ما أقدمت عليه الولاياتالمتحدةالأمريكية من غزو للعراق، ودعم ومساندة استقلال إقليم «كوسوفو».. إن غزو «الولاياتالمتحدة» للعراق، ودعمها ومساندتها واعترافها باستقلال كوسوفو، كان الدرس الذي تعلّمته روسيا، واستفادت منه، وطبّقته عملياً. إن ما قامت به «روسيا» ليس سوى درس تعلّمته من الولاياتالمتحدة وأوروبا، ومنهما ومن شرعية وقوانين الغرب تعلّمت ونفذت اجتياحها ل«جورجيا»، ودعمت واعترفت باستقلال «أوسيتيا» و«أبخازيا»، وهي ماضية فيما تعلّمته من السياسة الغربية حماية لأمنها واستقرارها وسلامتها.