أحيت جورجيا وروسيا اليوم الذكرى الأولى للحرب التي دارت بينهما من أجل السيطرة على أوسيتيا الجنوبية، في وقت دافعت فيه روسيا عن تدخلها من أجل ما وصفته بإنقاذ شعب أوسيتيا. ويتزامن ذلك مع التوتر الذي يتواصل بين البلدين إزاء الإقليم، وهو ما يثير مخاوف المجتمع الدولي.
ووضع الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي إكليلا من الورد على نصب تذكاري تكريما للجنود الذين قتلوا في المعارك، ومن المقرر أن يلقي خطابا بهذه المناسبة.
وفي تبليسي وضعت دمى في الشوارع وضعت عليها ثياب عسكرية روسية، في إشارة رمزية لما يوصف باحتلال روسيا لأراضي جورجيا في منطقتي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا اللتين تعترف روسيا باستقلالهما.
واندلعت الحرب عندما هاجمت جورجيا إقليمها الانفصالي أوسيتيا الجنوبية حيث ردت روسيا -التي تدعم الإقليمين الانفصاليين- بغزو جورجيا، وإعلان استقلال أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا.
إنقاذ شعب
وفي هذا الإطار دافع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف عن الدور الذي قامت به روسيا في التدخل من أجل ما وصفه بإنقاذ شعب أوسيتيا، وأكد أنه اتخذ القرارات بنفسه.
وقال ميدفيديف في مقابلة نشر الكرملين مقتطفات منها الجمعة إن روسيا تعاملت إبان الحرب بمسؤولية حيث دافعت عن أرواح الآلاف من الناس، مضيفا أنه كقائد أعلى للقوات المسلحة الروسية لا يجد شيئا يلوم به نفسه في هذا الشأن.
ومن جهته طالب المتحدث باسم الخارجية الروسية أندري نيستيرينكو، الغرب، في تصريح صحفي بعدم تشجيع جورجيا على خوض مغامرات عسكرية جديدة عبر تقديمه المساعدات العسكرية لها.
وكان الجنرال أناتولي نوغوفيتسين نائب رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية أكد في وقت سابق أن بلاده لم تخطط لاحتلال تبليسي في تلك الحرب.
اتهامات متبادلة
وتزامنت هذه الذكرى مع التوتر الذي نشب مجددا بين البلدين حيث اتهمت موسكو تبليسي بالقيام ب"استفزازات" على الحدود مع أوسيتيا الجنوبية.
ووجهت روسيا إليها أيضا اتهامات بالتسلح بدعم غربي وتحديدا من الولاياتالمتحدة، ووضعت جنودها المنتشرين بهذه المنطقة الجورجية الانفصالية في "حالة تأهب قصوى".
وفي المقابل اعتبر بيان للسلطات الجورجية نشر الخميس أن موسكو هي المسؤولة الوحيدة عن الحرب.
وفي المقابل أكدت النيابة العامة الروسية في بيان أن "الأدلة التي تم جمعها وحجم الاعتداء الجورجي والاستعدادات العسكرية والسياسية والدعائية تسمح بالقول إن الاجتياح الجورجي كان يهدف إلى القضاء على شعب أوسيتيا".
واتهم رئيس أوسيتيا الجنوبية إدوار كوكيتي القوات الجورجية بارتكاب "فظائع".
مواقف دولية
وأزعج هذا الوضع المنظمات الدولية، وقد حث الاتحاد الأوروبي الاثنين الماضي كلا الطرفين على ضبط النفس وعدم إثارة التوترات.
وكثفت بعثة المراقبة التابعة للاتحاد دورياتها هناك، وهي القوة الدولية الوحيدة في المنطقة.
ومع ذلك قال المنسق الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا اليوم إنه يشعر "بالاطمئنان" لهدوء الموقف على حدود جورجيا وإقليميها الانفصاليين وروسيا.
يذكر أن الاتحاد يشدد على أن أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية يمثلان جزءا من جورجيا من الناحية القانونية، ويدعو للتوصل إلى تسوية تحترم سيادة جورجيا.
ومن جهته اتصل الرئيس الأميركي باراك أوباما بميدفيديف، كما اتصل نائبه جوزيف بايدن بالرئيس ساكاشفيلي لدعوتهما للهدوء.
وتفيد السلطات الروسية أن تلك الحرب خلفت مقتل 67 عسكريا روسيا و162 مدنيا في أوسيتيا الجنوبية، في وقت أعلنت فيه جورجيا عن مقتل 224 مدنيا و161 عسكريا و11 رجل شرطة في جورجيا.