بعد قليل من انتهاء الزيارة التي قام بها رئيس الأركان الأمريكي الأدميرال مايكل مولين لإسلام أباد على خلفية توارد تقارير أفادت بحدوث مواجهة عسكرية بين عدد من الجنود الباكستانيين والأمريكيين على الحدود مع أفغانستان، أكدت مصادر استخباراتية أن هجوماً صاروخياً جديداً، يُعتقد أن طائرات أمريكية شنته على قرية باكستانية، أسفر عن مقتل عدد من المدنيين. ومع استمرار التوتر بين الجانبين، بسبب معارضة باكستان للعمليات التي تقوم بها القوات الأمريكية داخل أراضيها، والتي أسفرت عن مقتل عدد من المدنيين،قالت مصادر باكستانية وشهود عيان : إن طائرات بدون طيار أطلقت أربعة صواريخ على قرية “داغيرات” بإقليم “جنوب وزيرستان”، بالقرب من الحدود الأفغانية مساء الأربعاء، ما أدى إلى سقوط سبعة قتلى على الأقل من بين سكان البلدة، إضافة إلى إصابة ثلاثة آخرين. الجيش الأمريكي وحده في المنطقة من يمتلك هذا النوع من الطائرات التي يتم التحكم فيها عن بُعد، والتي بمقدرتها شن هجمات صاروخية، إلا أن وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” رفضت كعادتها التعليق على تلك الأنباء.. بيان صادر عن السفارة الأمريكية في إسلام أباد الأربعاء الماضي ، كان اعتبر محادثات البلدين مثمرة وقال: إن الأدميرال مولين، الذي وصل إلى باكستان مساء الثلاثاء، التقى رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني، وقائد الجيش الباكستاني الجنرال برويز كاياني، مشيراً إلى أن الأدميرال مولين أكد التزام الولاياتالمتحدة باحترام سيادة باكستان على أراضيها، وتعهد بالعمل على تعزيز التعاون بين البلدين في إطار ما يُعرف ب”الحرب على الإرهاب.” قوات التحالف العاملة في أفغانستان قامت بعملية إنزال بري في إحدى القرى داخل الأراضي الباكستانية، بداية سبتمبر- أيلول الجاري، أسفرت عن مقتل نحو 20 مدنياً.. ورغم الجهود الباكستانية في مواجهة طالبان باكستان إلا أن الأميركيين مازالوا يعاودون القصف دون سابق إذن من السيادة الباكستانية. مسئول استخباراتي رفيع كان كشف الأسبوع الماضي أيضا أن الرئيس الأمريكي جورج بوش أقر منذ فترة وبشكل سري، قيام قوات أمريكية خاصة بتنفيذ عمليات عسكرية داخل باكستان، دون انتظار الحصول على موافقة مسبقة من حكومة إسلام أباد. وفي حين شن الجيش الباكستاني أواخر يونيو- حزيران الماضي أكبر عملية عسكرية واسعة ضد المليشيات المتعاطفة مع تنظيم القاعدة وطالبان في المنطقة، منذ تولي حكومة مدنية السلطة في مارس - آذار الماضي. تشير المعلومات العسكرية إلى أن الجيش الباكستاني مايزال يواصل معاركه هناك . متحدث عسكري باكستاني قال من جانبه: إن قوات الجيش قتلت 19 مسلحاً على الأقل، في منطقة “القبائل” الحدودية القريبة مع أفغانستان، ما يرفع عدد المسلحين الذين لقوا حتفهم منذ بدء العملية في السادس من سبتمبر- أيلول الجاري، إلى 150 مسلحاً. وأضاف العميد مراد خان: إن القوات الباكستانية استخدمت الطائرات القتالية والمدفعية الثقيلة في قصف مواقع المسلحين بتلك المنطقة، بهدف تأمين منطقة “باجور أجنسي”، الخاضعة لقادة القبائل شمالي غربي باكستان.