أسفرت ثلاث غارات جوية على الأقل، نفذتها طائرات بدون طيار، يُعتقد أنها تابعة للجيش الأمريكي، على أهداف داخل باكستان الجمعة، عن سقوط ما يزيد على 21 قتيلاً، يُشتبه في أنهم من العناصر المسلحة الموالية لجماعة "عسكر الإسلام." وأكد مسؤولون في الاستخبارات الباكستانية لCNN، طلبوا عدم الكشف عن هويتهم نظراً لأنهم غير مخولون بالتحدث إلى وسائل الإعلام، أن جميع الغارات وقعت في إقليم "خيبر"، أحد الأقاليم السبعة التي تشكل منطقة "القبائل" المحاذية للحدود مع أفغانستان، والتي ينشط بها مسلحو طالبان. واستهدفت غارات الجمعة أهدافاً تقع في منطقة لم تشهد هجمات مماثلة من قبل، في مؤشر يعكس اتساع نطاق عمليات الطائرات بدون طيار داخل عمق الأراضي الباكستانية، والتي تهدف إلى اصطياد العناصر المسلحة الذين يتمركزون بعيداً عن المنطقة الحدودية. وقال مسؤولان باكستانيان إن الغارة الأولى استهدفت مركزاً لتجمع عناصر طالبان في قرية "سيبا"، داخل منطقة "وادي تيراه"، حيث أسفرت عن سقوط سبعة قتلى، بينما استهدفت الغارة الثانية مركزاً مماثلاً في قرية "ناكاي"، وأدت إلى مقتل ثمانية مشتبهين. وفي الغارة الثالثة أطلقت طائرة بدون طيار صاروخين على الأقل، على مركز تدريب تابع للحركة المسلحة في قرية "سانغانا"، بمنطقة "وادي تيراه" أيضاً، وأسفر القصف عن سقوط ستة قتلى على الأقل، بحسب ما أكدت المصادر الباكستانية. وأفاد المسؤولان الباكستانيان بأن الغارات استهدفت مواقع تابعة لجماعة "عسكر الإسلام"، وهي جماعة مسلحة تنشط محلياً بإقليم "خيبر"، وأكدت المصادر أن أحد القادة المحليين للجماعة، ويُدعى علي مرجان، لقي حتفه في الغارة الأولى. وبحسب إحصائية يُعدها مكتب CNN بالعاصمة الباكستانية إسلام أباد، فإن الغارات التي شنتها طائرات بدون طيار الجمعة، ترفع هذا النوع من الغارات إلى 106 منذ بداية العام الجاري 2010، مقارنةً ب52 غارة شنتها تلك الطائرات طوال العام الماضي. يُشار إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية هي القوة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك تقنية طائرات الاستطلاع من دون طيار القادرة على شن هجمات صاروخية، يتم توجيهها من بعد. وجرت العادة ألا تصدر القوات الأمريكية أي تعليق على عمليات عسكرية من هذا النوع، رغم أنها كانت قد أدت إلى توتر في العلاقات بين الولاياتالمتحدةوباكستان في الماضي.