فيما وصف مسؤولون أمريكيون المباحثات التي أجراها رئيس هيئة أركان الجيش، الأدميرال مايكل مولين، مع المسؤولين في باكستان الأربعاء، بأنها "بناءة"، أكدت مصادر استخباراتية أن هجوماً صاروخياً جديداً، يُعتقد أن طائرات أمريكية شنته على قرية باكستانية، أسفر عن مقتل عدد من المدنيين. وقالت مصادر باكستانية وشهود عيان لCNN إن طائرات بدون طيار أطلقت أربعة صواريخ على قرية "داغيرات" بإقليم "جنوب وزيرستان"، بالقرب من الحدود الأفغانية مساء الأربعاء، مما أدى إلى سقوط سبعة قتلى على الأقل من بين سكان البلدة، إضافة إلى إصابة ثلاثة آخرين. ويُعد الجيش الأمريكي هو الوحيد في المنطقة الذي يمتلك هذا النوع من الطائرات التي يتم التحكم فيها من بُعد، والتي بمقدرتها شن هجمات صاروخية، إلا أن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" رفضت كعادتها التعليق على تلك الأنباء. جاء القصف الصاروخي بعد قليل من انتهاء الزيارة التي قام بها رئيس الأركان الأمريكي لإسلام أباد، بعد تزايد التوتر بين الجانبين، بسبب معارضة باكستان للعمليات التي تقوم بها القوات الأمريكية داخل أراضيها، وهي العمليات التي أسفرت عن مقتل عدد من المدنين. كما جاء وصول مولين إلى إسلام أباد بعد قليل من توارد تقارير أفادت بحدوث مواجهة عسكرية بين عدد من الجنود الباكستانيين والأمريكيين على الحدود مع أفغانستان، فيما نفت إسلام أباد الثلاثاء صدور أي أوامر لقواتها بالاشتباك مع القوات الأمريكية. وفي وقت سابق الأربعاء، قال بيان صدر عن السفارة الأمريكية في إسلام أباد الأربعاء، أن الأدميرال مولين، الذي وصل إلى باكستان مساء الثلاثاء، التقى رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني، وقائد الجيش الباكستاني الجنرال برويز كاياني. ووصف بيان السفارة الأمريكية المباحثات التي جرت بين الجانبين الأربعاء بأنها كانت "صريحة تماماً، وإيجابية وبناءة"، مشيراً إلى أن الأدميرال مولين أكد التزام الولاياتالمتحدة باحترام سيادة باكستان على أراضيها، وتعهد بالعمل على تعزيز التعاون بين البلدين في إطار ما يُعرف ب"الحرب على الإرهاب." وكانت قوات التحالف العاملة في أفغانستان قد قامت بعملية إنزال بري في إحدى القرى داخل الأراضي الباكستانية، بداية سبتمبر/ أيلول الجاري، أسفرت عن مقتل نحو 20 مدنياً. وكشف مسؤول استخباراتي رفيع لCNN الأسبوع الماضي، أن الرئيس الأمريكي جورج بوش أقر منذ فترة وبشكل سري، قيام قوات أمريكية خاصة بتنفيذ عمليات عسكرية داخل باكستان، دون انتظار الحصول على موافقة مسبقة من حكومة إسلام أباد. الجيش الباكستاني يستأنف حملاته بمنطقة القبائل إلى ذلك، أكد متحدث عسكري باكستاني لCNN الأربعاء، أن قوات الجيش قتلت 19 مسلحاً على الأقل، في منطقة "القبائل" الحدودية القريبة مع أفغانستان، مما يرفع عدد المسلحين الذين لقوا حتفهم منذ بدء العملية في السادس من سبتمبر/ أيلول الجاري، إلى 150 مسلحاً. وقال العميد مراد خان إن القوات الباكستانية استخدمت الطائرات القتالية والمدفعية الثقيلة في قصف مواقع المسلحين بتلك المنطقة، بهدف تأمين منطقة "باجور أجنسي"، الخاضعة لقادة القبائل في شمالي غربي باكستان. وفي أواخر يونيو/ حزيران الماضي، شن الجيش الباكستاني عملية عسكرية واسعة ضد المليشيات المتعاطفة مع تنظيم القاعدة وطالبان في المنطقة، كانت الأكبر منذ تولي حكومة مدنية السلطة في مارس/ آذار الماضي. *سي ان ان
