نعاني في بلادنا من خصائص تؤرق وتؤذي وتزعج وتكلف خسائر في الوقت والمال دون أي عوائد، هذه الخصائص تتمثل في اللامسؤولية واللامبالاة والإهمال (التطنيش)، وهي خصائص يتمتع بها الإنسان، الذي يعيش على «البَرَكَة»... هذه الخصائص تلائم ال«بني آدم» في بلادنا ولا تفارقه أبداً، لكنها أكثر وضوحاً، وبشكل دائم عقب انتهاء الإجازات المناسباتية «إجازة عيد الفطر، وإجازة عيد الأضحى». فالإنسان «الموظف» يذهب لقضاء إجازته، والتمتع بها، «مع العلم أننا نعرف أن عوامل ومقومات التمتع في بلادنا معدومة» لكن نقولها مجازاً... ونعود إلى موضوعنا، يذهب الموظف لقضاء إجازته وهو يعرف بالتحديد «اليوم والتاريخ، والموافق»، متى يبدأ الدوام بعد الإجازة، ومع ذلك يطنش ولا يهمه، ويقوم بتمديد الإجازة لنفسه، رغم أنه يعلم أن الخدمة وفروعها في كل المحافظات أنشط ما يكونون بعد إجازتَي العيدين «الفطر، والأضحى»، لكنه ولا يعمل اعتباراً لهم، حتى التهديدات بالأقساط «ثلاثة أيام عن كل يوم غياب» لا تخيفه... فهو يقوم بإطالة إجازته «مطزطز» بكل الإجراءات. وقبل أن أظلم الموظف وأقول إنه السبب في إطالة إجازته بعد العيدين الدينيين، أرى أن ألتمس له العذر... لأسباب، أهمها: 1) أن معظم الموظفين مازالوا يرتبطون بالريف ارتباطاً قوياً. 2) أن هؤلاء الموظفين لا يذهبون إلى القرية إلا كل سنة مرة واحدة أو مرتين، في إجازة عيد رمضان، أو عيد الأضحى، أو في الإجازتين، وكل أيام الإجازتين لا تساوي مشقة السفر، ولا تكاليفه.. فهي يوم قبل العيد ويومان بعد العيد. 3) كثير من الأرياف - إن لم يكن كلها - حركة المواصلات منها وإليها محدودة، فبعضها لا توجد بها سوى سيارة واحدة لأحد أبناء القرية، تسير وتجيء إلى القرية مرة كل أسبوع على مدار السنة... وفي مثل هذه الإجازات لا يمكن أن يتحرك سائق السيارة بعد إجازة العيد، فعيده يكون في بدايته إلا إذا كان هناك «إنجيز» والإنجيز «غالي كثير» لا يتحمله الموظف بعد أن أفرغ العيد جيوبه... وهكذا يحدث التأخر وإطالة الإجازة «غصباً عنه». على أي حال مشكلة الدوام الوظيفي عقب إجازتَي العيدين الدينيين.. مشكلة مزمنة ولابد من التفكير في حلها مع مراعاة الأسباب التي حاولتُ أن أبرر بها للموظف من خلال إطالة إجازتَي العيدين على حساب الإجازة السنوية للموظف... يمكن، أقول: يمكن هكذا نحل المشكلة