ربما إذا لم تحسم قيادات «المشترك» أمرها الانخراط في العملية الانتخابية القادمة ستكون أكبر الغائبين عن هذا الاستحقاق. وموقف سلبي كهذا من الضرورة مناقشته لأنه يسيىء إلى التجربة الديمقراطية برمتها كما يسيىء بصورة أكبر إلى تحالف «المشترك» باعتباره أحد القوى الفاعلة في المجتمع، حيث إن الضرورة تقتضي أن تكون هذه القوى في المقدمة لتعزيز تجربة العمل الديمقراطي التعددي، وعدم التراجع عن ترسيخه وإثرائه. ولاشك أن تلويح بعض قيادات «المشترك» بمقاطعة الاستحقاقات الانتخابية القادمة خاصة بعد مواقفها السلبية من تشكيل اللجنة العليا للانتخابات يدل عن غياب حقيقي عند هذه القيادات لفهم المعاني الحقيقية للديمقراطية باعتبارها منظومة متكاملة يكون مرجعيتها الشعب في إطار الالتزام بمبدأ التداول السلمي للسلطة دون استقواء أو التفاف أو هروب.. ! وبدهي أن قوى المعارضة تدرك تماماً أن عهد الانقلابات العسكرية قد انقضى وبات اليمن يقف على مؤسسات شرعية ومشروعية، ولذلك على أية قوى سياسية أن تعرف أنه لاخيار أمامها للوصول إلى السلطة غير الخيار الديمقراطي.. وأن الانتخابات الحرة والنزيهة والشفافة هي المحك الحقيقي لكل الأحزاب والقوى التي عليها أن تلتزم بذلك حتى تفوز بثقة الناخبين. والحقيقة فإن أية محاولة للهروب من الاستحقاق الانتخابي سوف تلحق الضرر بهذه القوى ولن تكون لها أية تأثيرات على مسيرة العمل الديمقراطي. ووفقاً لهذه الحقيقة يجب أن تعي قيادات «المشترك» هذه المعادلة.. وأن تفكر كثيراً قبل أن تخسر المزيد