إذا كنت ممن يتناول الكتابة بشكل يومي وتحاول الوفاء بالتزاماتك في اللحظة الأخيرة فلابد أن تتعود على الكتابة تحت ضوء الشمعة.. والسبب أن الكهرباء ترفض أن تعتدل وترفض أن تعتزل.. باختصار أنت وأنا وصاحب الورشة والبوفيه وكل العاملين في مهن تتطلب وجود الكهرباء بحاجة لأن نعمل حساباً لحقيقة اسمها.. عندنا كهرباء و«مافيش» عندنا كهرباء..! وعندما أكتب هذه السطور على ضوء شمعة في زمن ثورة صناعية وتكنولوجية عظيمة، الكهرباء رأس سنامها فإن في الأمر مايبرر لو اتصلت ببرنامج ما يطلبه المستمعون وأهديت لمعالي وزير الكهرباء أغنية «حبّوب حبّوب لاتغضب مابش لهذا الغضب داعي». هل تتذكرون اسم مخترع الكهرباء.. إنه توماس أديسون.. هذا الرجل اخترع المصباح الكهربائي ضمن مائتين وخمسين اختراعاً. ويحكى أن طفلاً مشاغباً ضربه على أم رأسه فأضاءت الدنيا أمامه فكانت البداية إلى اختراع المصباح (يا ألله كم نتعرض للضربات لكننا لا نخترع شيئاً). أديسون هذا اعترف بأنه أخطأ طريقه إلى أشياء كثيرة بل وكشف - على ذمة بعض الراصدين عن أمنيته - أن يكون صاحب مزرعة وأن يمارس حرفة رعي الأبقار.. ليس هناك عندي من تفسير لتشاؤم أديسون إلاّ كونه توّقع ما سيكسبه اختراعه من أعداء في اليمن.