هل ينجح طلبة العلوم السياسية بجامعة صنعاء فيما فشلت به الأحزاب لجهة الالتقاء على القواسم المشتركة، وزحزحة أزمة الحوار حول الانتخابات بين الأحزاب سلطة ومعارضة إلى الوجهة التي تحفظ للتجربة نضارتها؛ وإلى اليمن مكانتها وأسبقيتها إلى تجذير العمل الديمقراطي التعددي؟!.. هذا هو التساؤل الذي ألحَّ عليّ عندما تلقيت الدعوة من أبنائي الطلبة في كلية العلوم السياسية بجامعة صنعاء وهم يرتبون إلى ندوة تعقد مطلع الأسبوع القادم يحضرها ثلة من السياسيين والمفكرين الذين يعبرون عن وجهتي النظر إزاء الراهن الذي يعيشه المشهد السياسي، وتحديداً لجهة الموقف من الاستحقاق الانتخابي القائم الذي يشهد - منذ فترة - تمترساً غير مسبوق في زوايا سياسية وحزبية ضيقة ولم يتمكن من التحرك قليلاً أو كثيراً إلى حيث القواسم المشتركة، الأمر الذي جعل كرة الثلج تكبر دون أن تكون ثمة مخارج لهذه الحالة التي باتت تأخذ ملامح «الأزمة»!!. إن نجاح أية فعالية لتقريب وجهات النظر إزاء الراهن من «الأزمة» ينبغي أن تكون النوايا خالصة لصالح تطوير التجربة الديمقراطية وبمنأى عن التخندق خلف المواقف المسبقة، وبأن يتحرر «المتحاورون» من شرانقهم الحزبية الضيقة!. وهذا أمر يبدو من الصعوبة بمكان تحقيقه بالنظر إلى الفرز الذي شهدته المرحلة السابقة من حوار الأطراف حول العملية الديمقراطية كاستحقاق دستوري، وبخاصة فإن ثمة نقطة فاصلة لم تجد لها حلاً حتى الآن. وأعني بذلك موقف أحزاب «المشترك» التي عطلت - على ما يبدو - كل المحاولات المطروحة والممدودة للسير بالعملية الانتخابية إلى وجهتها وغاياتها، حيث صناديق الاقتراع هي الفيصل النهائي بين شركاء العملية الديمقراطية في انتخابات حرة ونزيهة. وعوضاً عن الأخذ بتلابيب دعوات الحوار ظل «المشترك» ينأى بنفسه عن المشاركة وإعلان المقاطعة لغاية واحدة وهي أنه ينظر إلى العملية الانتخابية وكأنها نهاية المطاف بدخول «المؤتمر» منفرداً إلى هذه الانتخابات. مع أن الحقيقة أن المقاطعة في حد ذاتها لن تقود إلا إلى نتيجة واحدة، وهي مزيد من إقصاء هذه الأحزاب لنفسها؛ وبالتالي فإن النتيجة غير مضمونة بالنسبة إليها!!. أتمنى أن تكون ندوة شبابنا في جامعة صنعاء محاولة إيجابية لإيصال هذه الأطراف السياسية إلى القاسم المشترك الذي ظل - حتى الآن - عصياً أمام كل المحاولات والمقترحات إلى كلمة سواء بين الأطراف المعنية، والله سبحانه وتعالى يقول في محكم كتابه الكريم: «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم». ومع كل ذلك فأنا لا أحبط همم أبنائي الطلبة، بل أدعو لهم بالتوفيق في إيصال هذه الأطراف إلى ما ننشده جميعاً وهو المشاركة في الانتخابات باعتبارها الخيار الوحيد لمبدأ التداول السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع، وذلك من خلال حرص جميع الأطراف على التنازل لبعضها البعض وإزالة العقبات والتحديات وكلها - إذا صدقت النوايا - مسائل بسيطة ولا تحتاج إلى تكييف قانوني ودستوري وتنظير كثير. تحية واحترام للمواطن الحربي يستحق الاحترام والتقدير كل مواطن بمعزل عن انتمائه السياسي والحزبي يمارس حقوقه الدستورية الانتخابية، وبخاصة أولئك المواطنين الذين لم يكترثوا لتوجيهات أحزابهم المتعلقة بمقاطعة الانتخابات من منطلقات حزبية ضيقة بينما يراها هؤلاء المواطنون حقوقاً كفلها الدستور لا يمكن لأحد الالتفاف عليها أو تكييفها لمواقف سياسية. ومن هؤلاء الذين يستحقون التحية والتقدير الأخ الأستاذ الجليل أحمد محمد الحربي، سكرتير أول منظمة الحزب الاشتراكي اليمني الذي كان مبادراً إلى ممارسة حقوقه كمواطن بتسجيل نفسه في المركز الانتخابي «ج» رقم «1782» الدائرة «34» مديرية صالة في تعز، فله ولأمثاله التحية والاحترام.