في مناسبة وطنية هي «03 نوفمبر» عيد الاستقلال الذي تم في عام 7691م، تكون هذه المناسبة عمرها اليوم «14» عاماً، وهي جزء من نسيج الوطن الذي توحد وتوّج وحدته في هذا التاريخ من عام 0991م لتكتمل الفرحة وتشمخ الثورة،بل الثورتان المجيدتان اللتان حققتا للوطن عزته وكرامته بعد انتزاع حريته التامة وغير المنقوصة. اليوم.. الثلاثون من نوفمبر.. يوم ليس ككل الأيام.. لأن له نكهة خاصة في مسار وطن كبير ننعم في ظله اليوم بحرية لا مثيل لها البتة.. كيف لا ؟.. وقد عشنا فترات من العهود الإمامية والاستعمارية التي كانت لها نهاية في عامين متتاليين «26/3691م» صمم عليها شعبنا لتغيير مجرى الحياة التي سارت ما بين انتصارات وانتكاسات لكنها في الأخير أسست لمدماك متين على أساسه يقام هيكل الثورة المتين الذي لاتتزعزع بناه وأركانه أبداً. - اليوم.. نحن في عدن التي شهدت ميلاد الاستقلال عام 7691م، وشهدت أيضاً رفع علم الوحدة عام 0991م، نكون قد عشنا الفرح فرحين والعيد عيدين، لأننا لامسنا ذلك عن قرب، وعشنا فترة ما قبل الاستقلال التي كانت لها ما لها وعليها ما عليها، ولايمكن تجاوزها مهما كانت المبررات المنطقية.. فلكل زمان ومكان ما يجعلهما في الذاكرة دائماً وأبداً، ولا يبرز الجديد إلا على أنقاض القديم.. وهكذا الحال.. ودواليك تسير الأمور! الثلاثون من نوفمبر عيد الاستقلال الذي يسميه البعض جلاء، وهذا نطق مغلوط.. فالجلاء تم في منتصف ليل ال«03» من نوفمبر عندما غادر آخر جندي بريطاني من القاعدة البريطانية الجوية - حاملاً علم بلاده الذي أنزله من على السارية في خور مكسر لتشهد عدن فجراً خالياً من الانجليز.. وليشهد الناس علم دولة جديدة انتزعت استقلالها عنوة، وهو الذي كان مخططاً له في فبراير عام 8691م ليصبح جلاءً! لقد عاجل الثوار بضرباتهم مواقع المستعمر حتى أنهكت قواه، وقرر ترك المدينة ليلاً تاركاً بعض وحداته وجنوده وسفنه وطائراته ليتم بعدها رفع العلم الوطني الجديد للجمهورية الوليدة.. في ال«03» من نوفمبر 7691م. - نوفمبر .. ونوفمبر.. مناسبتان عظيمتان أسستا لفجر يوم جديد أجمل وأشمل.. لمشهد لم يحدث في أي وطن سوى وطننا الغالي. ونحن نحتفي بهذا العيد ال«14» تنحني الهامات للثوار والشهداء الذين حققوا النصر وللقيادات التي قادت البلاد إلى النصر.. والتي واصلت النضال حتى يوم تحقيق الوحدة لهذا الوطن الغالي عام 0991م.