مدرب بايرن ميونيخ: جاهزون لبيلينغهام ليلة الثلاثاء    لأول مرة.. مصر تتخذ قرارا غير مسبوق اقتصاديا    رسالة سعودية قوية للحوثيين ومليشيات إيران في المنطقة    كأن الحرب في يومها الأول.. مليشيات الحوثي تهاجم السعودية بعد قمة الرياض    ماذا تعني زيارة الرئيس العليمي محافظة مارب ؟    الكشف عن الفئة الأكثر سخطًا وغضبًا وشوقًا للخروج على جماعة الحوثي    طفلة تزهق روحها بوحشية الحوثي: الموت على بوابة النجاة!    ليفاندوفسكي يقود برشلونة للفوز برباعية امام فالنسيا    وزارة الأوقاف بالعاصمة عدن تُحذر من تفويج حجاج بدون تأشيرة رسمية وتُؤكّد على أهمية التصاريح(وثيقة)    ثلاثة صواريخ هاجمتها.. الكشف عن تفاصيل هجوم حوثي على سفينة كانت في طريقها إلى السعودية    عودة تفشي وباء الكوليرا في إب    رئيس مجلس القيادة: مأرب صمام أمان الجمهورية وبوابة النصر    الجرادي: التكتل الوطني الواسع سيعمل على مساندة الحكومة لاستعادة مؤسسات الدولة    حاصل على شريعة وقانون .. شاهد .. لحظة ضبط شاب متلبسا أثناء قيامه بهذا الأمر الصادم    القرءان املاء رباني لا عثماني... الفرق بين امرأة وامرأت    رئيس كاك بنك يشارك في اجتماعات الحكومة والبنك المركزي والبنوك اليمنية بصندوق النقد والبنك الدوليين    أصول القطاع المصرفي الاماراتي تتجاوز 4.2 تريليون درهم للمرة الأولى في تاريخها    فيتنام تدخل قائمة اكبر ثلاثة مصدرين للبن في العالم    استشهاد 6 من جنود قواتنا المسلحة في عمل غادر بأبين    استشهاد 23 فلسطينياً جراء قصف إسرائيلي على جنوب قطاع غزة    ليفربول يوقع عقود مدربه الجديد    رباعي بايرن ميونخ جاهز لمواجهة ريال مدريد    عاجل محامون القاضية سوسن الحوثي اشجع قاضي    لأول مرة في تاريخ مصر.. قرار غير مسبوق بسبب الديون المصرية    قائمة برشلونة لمواجهة فالنسيا    المواصفات والمقاييس ترفض مستلزمات ووسائل تعليمية مخصصة للاطفال تروج للمثلية ومنتجات والعاب آخرى    مدير شركة برودجي: أقبع خلف القضبان بسبب ملفات فساد نافذين يخشون كشفها    يونيسيف: وفاة طفل يمني كل 13 دقيقة بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات    وفاة امرأة وإنقاذ أخرى بعد أن جرفتهن سيول الأمطار في إب    اليمن تحقق لقب بطل العرب وتحصد 11 جائزة في البطولة العربية 15 للروبوت في الأردن    ''خيوط'' قصة النجاح المغدورة    استهداف سفينة حاويات في البحر الأحمر ترفع علم مالطا بثلاث صواريخ    واشنطن والسعودية قامتا بعمل مكثف بشأن التطبيع بين إسرائيل والمملكة    رغم القمع والاعتقالات.. تواصل الاحتجاجات الطلابية المناصرة لفلسطين في الولايات المتحدة    افتتاح قاعة الشيخ محمد بن زايد.. الامارات تطور قطاع التعليم الأكاديمي بحضرموت    الذهب يستقر مع تضاؤل توقعات خفض الفائدة الأميركية    الريال اليمني ينهار مجددًا ويقترب من أدنى مستوى    للمرة 12.. باريس بطلا للدوري الفرنسي    كانوا في طريقهم إلى عدن.. وفاة وإصابة ثلاثة مواطنين إثر انقلاب ''باص'' من منحدر بمحافظة لحج (الأسماء والصور)    ريمة سَّكاب اليمن !    نداء إلى محافظ شبوة.. وثقوا الأرضية المتنازع عليها لمستشفى عتق    في ذكرى رحيل الاسطورة نبراس الصحافة والقلم "عادل الأعسم"    الأحلاف القبلية في محافظة شبوة    السعودية تعيد مراجعة مشاريعها الاقتصادية "بعيدا عن الغرور"    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التفجر الشامل تحت وهج الشمس
طلاب وتلاميذ انتقلوا بنضالهم الوطني بين غمار الملايين من الهمس والإنشاد إلى:
نشر في الجمهورية يوم 24 - 09 - 2008

النضال الطلابي .. من الهمس والإنشاد إلى التفجر الشامل
أشق عمل كان يمارسه الطلاب هو حمل الرسائل الداعية إلى الثورة الدستورية في معظم مدن اليمن
ثوروا الجموع بالخطابات والقصائد الإيقاضية وانتقلوا إلى الميدان حاملين السلاح
من خلال الوفد الطلابي اليمني الموحد المشارك في المهرجان العالمي الثامن للشباب والطلاب هلسنكي فنلندا 1926م تم إيصال صوت الشعب اليمني إلى شبيبة وطلاب العالم
الاضرابات الطلابية دامت أكثر من شهر احتجاجاً على المناهج الاستعمارية كانت دليلاً على اليقظة الواعية والفهم الكامل لمخططات الاستعمار الرامية إلى خلق جيل متفسخ وجاهل في الحياة
دفع زعماء الطلاب ضريبة حماسهم فمنهم من استشهد ومنهم من كابد السجن ومنهم من لاذ بالفرار
الأديب والشاعر الكبير المرحوم عبدالله البردوني وصف أول مظاهرة طلابية وأول احتجاج شعبي على قطع الرؤوس الوطنية فجرها طلاب المدرسة الأحمدية بتعز ضد الإمام أحمد، بأنها أنصع صفحة في التاريخ الطلابي.
في مطلع الأربعينيات تأثر طلاب اليمن ببواكير الثقافة المعاصرة، وبدأوا يخوضون في عدة ميادين نضالية.. ثوروا الجموع بالخطابات الحماسية والقصائد الإيقاضية وانتقلوا إلى الميدان حاملين السلاح..فكان أشق عمل يمارسونه حمل الرسائل الداعية إلى الثورة الدستورية في معظم مدن اليمن...دفعوا ضريبة حماسهم فمنهم من استشهد ومنهم من كابد السجن ومنهم من لاذ بالفرار في مطلع الأربعينيات من القرن الفائت تشكلت الحركة الطلابية في اليمن وأخذت فيما بعد تكويناتها في معظم المدن اليمنية، حتى خارج البلاد..وانتهج أعضاؤها مسار النضال الوطني ضد الحكم الإمامي في شمال الوطن والاستعمار البريطاني في جنوبه، ومضوا قدماً إلى جانب الثوار والأحرار نحو تخليص البلاد من الاستبداد والتخلف وتحرير الشعب من الذل والهوان..وشهد دورهم نمواً تدريجياً مرتبطاً بشكل وثيق بنمو وتطور أهداف الحركة الوطنية وأساليب وأشكال النضال الوطني، وقامت الحركة الطلابية في شمال الوطن وجنوبه من أجل تحقيق الأهداف الكبرى للشعب والمتمثلة بإسقاط نظام حكم آل حميد الدين وإقامة نظام ديمقراطي عادل وتحرير جنوب الوطن من الاستعمار البريطاني وإعادة توحيد الوطن في كيان سياسي وجغرافي واحد
دور الطلاب والتلاميذ في أحداث النضال الوطني للشعب اليمني منذ الأربعينيات وحتى نهاية الستينيات
لقد شارك طلاب وتلاميذ اليمن داخل الوطن وخارجه في نمو وتطور الحركة السياسية اليمنية وفي النضال الطويل المتنوع واليومي من أجل تحقيق الأهداف الكبرى للشعب اليمني وأهمها:
٭إسقاط نظام حكم آل حميدالدين وتأسيس نظام بديل حديث وديمقراطي.
٭تحرير الوطن من الاستعمار البريطاني وإفشال مشروعه لإقامة دولة جنوبية مستقلة شكلياً ولكنها خاضعة للنفوذ البريطاني ومكونة من اتحاد يضم سلطنات ومشيخات الجنوب.
٭إعادة توحيد الوطن في كيان سياسي وجغرافي وبشري واحد.
٭إنجاز برنامج تنموي كبير يحقق الرفاهية للشعب ويجعل اليمن في مستوى العصر ومؤثرة ومتأثرة بطريقة إيجابية ومفيدة في إطار محيطها الإسلامي وكذا في إطار العالم كله.
لقد كانت المدارس والعمل الطلابي وكذا المنظمات والجمعيات والاتحادات الطلابية مركزاً كبيراً لإعداد وتأهيل قادة الغد من سياسيين ورجال دولة. فمن هذه المراكز قدم معظم قادة الأحزاب والتنظيمات السياسية في بداية نشوئها. ومنه أيضاً تخرج قادة الأحداث التاريخية الكبيرة في اليمن الحديث والمعاصر فبعض طلاب البعثات العسكرية والمدنية كانوا قادة ثورة 8491م وحركة 5591م ، ومن خريجي المدارس المدنية والعسكرية تكونت خلايا تنظيم الضباط الأحرار وقنوات اتصالها بالأحزاب السياسية وحتى إنجاز مهمة إسقاط حكم آل حميد الدين وإقامة الجمهورية العربية اليمنية في 62سبتمبر 2691م. واستلم الكثير من الطلاب والتلاميذ مهاماً قيادية ونضالية في الكفاح العسكري والسياسي ضد الاستعمار البريطاني ، وشغل الكثير من الطلاب من خريجي مدارس ومعاهد وجامعات الداخل أو الخارج مناصب سياسية وإدارية كبيرة بعد انتصار ثورة 62سبتمبر 2691م واستقلال الجنوب في 03نوفمبر 7691م وكذا في دولة الوحدة بعد 22مايو 0991م.
وكما سبق لنا القول فإن للطلاب والتلاميذ دوراً في الأحداث اليومية لنضال الشعب اليمني من أجل الحرية والتنمية والوحدة منذ الأربعينيات وحتى نهاية القرن العشرين وما زال هذا الدور موجوداً ومستمراً في الوقت الراهن من تاريخ الوطن، وشهد دور الطلاب والتلاميذ في الأحداث اليومية لنضال الشعب اليمني نمواً تدريجياً وارتبط هذا النمو التدريجي وبشكل وثيق بنمو وتوسع حركة التعليم في البلاد ونمو وتطور أهداف الحركة الوطنية اليمنية وأساليب وأشكال النضال لتحقيق هذه الأهداف.
وهنا نقدم صوراً حية لمساهمة التلاميذ والطلاب في الأحداث اليومية لنضال الشعب اليمني مع توضيح أبرز ملامح وأسباب تطور هذه المساهمة النضالية الميدانية منذ الأربعينيات وحتى نهاية عقد الستينيات من القرن الماضي:
مرحلة الأربعينيات:
كان التعليم في هذا العقد محدوداً من ناحية عدد المدارس الأهلية أو الحكومية أو من ناحية المنهج والمستوى العلمي فهو لم يتعد حفظ الأشعار والنصوص والخطب القديمة وبعض الدروس الدينية واللغوية وخاصة في المدارس الأهلية مع بدايات جنينية للمدارس الحكومية الحديثة وخاصة في بعض مدن الجنوب كعدن والحوطة والمكلا وسيئون، وهذا الوضع كان له تأثيره على مستوى دور الطلاب والتلاميذ في نضال الشعب اليمني في عقد الأربعينيات.
ومقابل ضعف التعليم العام في هذا العقد فقد شهد هذا العقد عودة بعض طلاب البعثات الدراسية المدنية والعسكرية التي أرسلها الإمام يحيى حميد الدين إلى العراق ومصر ولبنان وكذا البعثات التي أرسلتها الجمعيات والاتحادات الاجتماعية والثقافية في الجنوب إلى الخارج وخاصة إلى دول مثل مصر والسودان والعراق وسوريا، لقد ساهم الخريجون العائدون إلى وطنهم في نقل ونشر بذور أفكار التحرر والشورى والإصلاح والتحديث، ويقول فقيد الوطن الأسبق الرئيس عبدالله السلال وزملاؤه في كتاب «ثورة اليمن الدستورية» حول هذا الدور مايلي: لقد شكل الشباب العائدون معلماً من المعالم البارزة في مرحلة تأسيس الحركة الوطنية ولم ينحصر دورهم على نقل مشاهداتهم وانطباعاتهم المخالفة لما كان واقعاً في اليمن وحسب.. لكن أخذ هؤلاء يوجهون حملاتهم العنيفة إلى النظام الإمامي الفاسد ويصورونه أبشع تصوير«1»...
ونستعرض هنا بعض مساهمات الطلاب والتلاميذ في النضال اليومي للشعب اليمني في عقد الاربعينيات:
ففي عدن خرج الطلاب والتلاميذ في مسيرات صاخبة قادها الطالب البارز عبدالله عبدالرزاق باذيب وذلك في عام 8491م احتفاء بميلاد جامعة الدول العربية وتضامناً مع نضال الشعب الفلسطيني لإيقاف عملية اغتصاب فلسطين من قبل الحركة الصهيونية وتشريد شعبها في أرجاء المعمورة. ودشن طلاب وتلاميذ عدن بهذه المسيرات بداية دخولهم معترك النضال اليومي للشعب اليمني وخاصة في مدينة عدن.
وفي تعز وصنعاء شارك التلاميذ في أنشطة حركة المعارضة لحكم أسرة آل حميدالدين وكذا في الثورة الدستورية المعروفة بثورة 8491م التي بدأت في «81» فبراير وأجهضت في «12» مارس من نفس العام وسجل عبدالله البردوني في كتابه اليمن الجمهوري هذه المشاركة من خلال العبارات التالية:لقد كان شبابنا الطلابي في مطلع الأربعينيات مختلفاً عن شباب العشرينيات الذي كان من أهم صفاته عدم التدخل فيما لايعنيه على حد تعبير الآباء والأساتذة، لأنه أحس نفسه معنياً بالوطن وبتأثير بواكير الثقافة المعاصرة فبدأ بخوض عدة ميادين نضالية، كان يوزع المنشورات الوافدة من عدن ويواصل الدراسة ويتلمس آثار دعوة الثورة الدستورية في مجاميع القات والأسواق، وكان أشق عمل يمارسه هو حمل الرسائل الداعية إلى الحركة الدستورية من صنعاء إلى تعز، إلى مراد، إلى إب، إلى بعدان إلى زبيد،وكانت الحمير والأقدام هي وسائل المواصلات في ذلك الحين، إلى جانب هذا فقد كان طلاب دار العلوم ينشرون التوعية الهامة في بيوتهم وفي عواصم الأقاليم حين تتاح لهم فرصة الخروج لامتحان المدارس في سائر المناطق، وكان الذين يقومون بمهمة الامتحانات آخر كل عام هم طلاب «الشعب العليا» من دار العلوم من الشعبة السابعة إلى الشعبة الثانية عشرة، وعندما وقع انقلاب شباط «فبراير» 8491م زاول هؤلاء الطلاب أدوارهم بكل استبسال فثوروا الجموع بالخطابات الحماسية والقصائد الايقاضية ثم انتقلوا إلى ميدان الفعل فحملوا البنادق وتعسكروا حول أسوار صنعاء، فأصبح طلاب الثانوية وطلاب دار العلوم وطلاب الصحة وطلاب الإشارة، أصبح كل هؤلاء معسكراً واحداً مختلف المواقع والقيادات لكي يكسروا الحصار عن العاصمة إلا أن خبرتهم في استعمال السلاح كانت غير كافية أمام قوة الحصار المدربة وأمام الخيانة من الداخل لهذه سقطت العاصمة في شهر مارس فدفع زعماء الطلاب ضريبة الحماس فمنهم من استشهد كعبدالله محمد الوزير ومنهم من كابد السجن كعبدالملك الطيب ومنهم من لاذ بالفرار كأحمد الخازن وحسين عثمان الوزير، لقد كانت حركة 8491م قوية الاعتماد على الطلاب وبالأخص طلاب دار العلوم والثانوية والكلية الحربية.. وذلك منذ أن نشأت فكرة الحركة الدستورية من أول الأربعينيات إلى قيام الحركة في 81شباط 8491م وإلى سقوطها في النصف الأول من آذار..«2»
في مرحلة الخمسينيات
شهد هذا العقد توسعاً نسبياً في مدارس التعليم العام في اليمن بشطريه، في الشمال بتأثير علاقات الإمام مع الدول العربية وخاصة مع مصر بعد ثورة 32يوليو 2591م وكذا بغرض تسكين المزاج الشعبي الغاضب والرافض لسياسة التخلف والعزلة التي مارسها حكم آل حميدالدين، وفي الجنوب بسبب تطور الدور العسكري والتجاري لمستعمرة عدن أثناء وبعد الحرب العالمية الثانية، واتسعت في هذه الفترة الزمية دائرة انتشار الفكر القومي وبدأت في الوقت نفسه أعمال التأسيس الأولى لتنظيمات وأحزاب حركة التحرر الوطني اليمنية بمختلف ألوانها السياسية والفكرية.
المشاركة في أحداث الكفاح اليومي
لقد تركت كل تلك التطورات تأثيرها الإيجابي الواضح على حركة الطلاب والتلاميذ في أكثر من جانب منها العدد ومستوى الوعي وأشكال مساهماتها في النضال اليومي للشعب اليمني.
ونستعرض في هذه المرحلة أبرز مشاركات الطلاب والتلاميذ في أحداث الكفاح اليومي للشعب اليمني في عقد الخمسينيات ،ففي عدن سار الطلاب والتلاميذ في مظاهرات صاخبة في مطلع عام 5591م وتضامناً مع الكاتب والسياسي عبدالله باذيب الذي كان حينها يحاكم أمام محكمة التواهي بتهمة معاداة بريطانيا وإثارة الفتنة من خلال المقال الذي نشره تحت عنوان «المسيح الجديد الذي يتكلم الإنجليزية».
وفي الشطر الشمالي زاد عدد المدارس في عقد الخمسينيات وبذلك زاد عدد التلاميذ والطلاب أو القوة الثالثة كما يسميها السياسيون. فبعد أن كانت الأنشطة الوطنية للطلاب تنطلق من دار العلوم والثانوية بصنعاء أصبحت مدارس تعز والحديدة وحجة مواقع جديدة تضاف إلى المواقع القديمة وتطيل ألسنة اللهب. فبعد فشل حركة 5591م وتنفيذ الإمام أحمد الكثير من الإعدامات لزعماء الحركة فجر طلاب المدرسة الأحمدية في تعز أول مظاهرة وأول احتجاج شعبي على قطع الرؤوس الوطنية الذي كان من يوميات الإمام أحمد، وهتف المتظاهرون من الطلاب «لا إعدام لا إعدام.. يحيا الشعب يحيا الشعب» ويصف عبدالله البردوني هذه المظاهرة بأنها: انصع صفحة في التاريخ الطلابي لأنها انتقلت من الهمس والإنشاد إلى التفجر الشامل بين غمار الملايين وتحت وهج الشمس. لقد كانت هذه المظاهرة أول نقط التحول في التاريخ الطلابي بل في التاريخ الشعبي «في شمال الوطن» إذ لم يعتد الشعب قبل هذه التظاهرة الطلابية ما يسمى بالمظاهرات الشعبية، فكانت تلك المظاهرة أول تنبيه إلى قيمة تحريك الشارع الشعبي..«3»
انتفاضة مارس
وفي عدن شارك الطلاب والتلاميذ في انتفاضة مارس 6591م التي ولد فيها «مؤتمر عدن للنقابات» وقدم طلاب وتلاميذ عدن أول شهيد لهم في هذه الانتفاضة وهو التلميذ «قاسم هلال» .وتحول موكب تشييع جثمان التلميذ قاسم هلال إلى مسيرة جماهيرية وطلابية صاخبة ضد بريطانيا ووجودها في عدن والمناطق الجنوبية.
التضامن مع الشعب الجزائري والمصري
وفي 82أكتوبر 6591 شارك الطلاب والتلاميذ في مظاهرة عارمة تضامناً مع الشعب الجزائري وثورته المسلحة ضد الاستعمار الفرنسي وتنديداً باختطاف زعماء جبهة التحرير الجزائرية ، وعاقبت إحدى محاكم عدن بعض الطلاب والتلاميذ بسبب مشاركتهم في هذه المظاهرة ومن الأحكام التي أصدرتها هذه المحكمة حكماً بالغرامة المالية وضماناً بحسن السيرة والسلوك لمدة عامين ضد ثمانية من الطلاب.
وبتأثير المشاعر القومية وكجزء من المواكب العربية الكبيرة والحاشدة المتضامنة مع الشعب المصري في تصديه للعدوان الثلاثي بعد إعلان تأميم قناة السويس في يوليو 6591م شهدت صنعاء مسيرة طلابية حاشدة..وأرسلت الإمامة قواتها إلى باب المدرسة الثانوية لاعتقال الطلاب الذين لعبوا دوراً قيادياً في تحريك المظاهرة، وكان المطلوبون هم:علي عبدالمغني محمد مهدي العلفي عبدالله المؤيد علي الشيبة، وحمود بيدر، واعتصم الطلاب خارج باب الروم إلى أن تم تهريب الطلاب الخمسة إلى منطقة سعوان ، إن الاختفاء لمدة طويلة كان شيئاً صعباً على الطلاب لذلك قرروا تسليم أنفسهم للسلطة التي قامت بدورها بإيداعهم بسجن رداع لمدة واحد وعشرين يوماً «4»
انتفاضة غيل باوزير
وفي مارس 8591م شهدت المدينة التعليمية غيل باوزير في حضرموت انتفاضة طلابية كبيرة رد فعل على الاجراءات التعسفية التي اتخذتها السلطات الاستعمارية والمحلية ضد المدير وبعض أساتذة وتلاميذ المدرسة المتوسطة في أعقاب الاحتفال السنوي للمدرسة والذي كان حفلاً وطنياً ومهرجاناً تضامنياً مع نضال الأمة العربية ،لقد شملت فقرات احتفالات المدرسة عدداً من الأعمال الوطنية والتضامنية ومنها مثلاً مشهد تمثيلي قصير عن نضال الشعب المصري في بورسعيد بعنوان« إنه سيعود» ومسرحية بعنوان«مصرع الخيانة» وكذا قراءة فقرات من المقالات الفائزة في مسابقة بهذا الخصوص وحملت هذه المقالات العناوين التالية: الوحدة العربية ، مناضل جزائري يتحدث، نكبة دمشق، ضحايا في كل مكان ، رسالة من جميلة بوحريد ، ومن أبرز فقرات الحفل والتي أثارت غضب المستشار البريطاني وجعلته يغادر ساحة الاحتفال كلمة ألقاها أحد التلاميذ باللغة الإنجليزية تحدث فيها عن نضال الشباب العربي من أجل الحرية واستمرار هذا النضال حتى تحقيق النصر رغم برك الدم وظلمات السجون وأعمال القمع الوحشية الأخرى.
لقد قوبلت وقائع الاحتفال بالثناء كما لقيت الانتفاضة الطلابية التي حدثت عقب الاحتفال حملة تضامن واسعة في داخل وخارج حضرموت. لقد وصف البيان التضامني للكتاب الأحرار في عدن الاحتفال بالعبارات التالية “ إن ذلك العيد المجيد يسجل دليلاً قاطعاً على تجاوب المدير وزملائه المعلمين وأبنائه الطلبة وتفاعلهم مع المشاعر العربية الأصيلة الأمر الذي يستحقون من أجله كل تقدير وإكبار، كيف لا، وهو يبعث فينا الأمل والاطمئنان في تربية الناشئة الجديدة من ابنائنا ويدعم عندنا الثقة في جيلنا المقبل وتحمله مسئولياته وواجباته نحو وطنه وشعبه على النحو السليم«5».
أكبر انتفاضة طلابية في عدن
وفي الستينيات مثلت هذه المرحلة زمن الإنعطاف التاريخي في الحركة الوطنية اليمنية ففيها قامت وانتصرت ثورة 62سبتمبر 2691م التي اسقطت نظام آل حميد الدين وأسست بدلاً عن النظام الجمهوري ، وكامتداد لثورة 62سبتمبر وبتأثيرها أنطلقت ثورة 41أكتوبر 3691م في جنوب اليمن التي أنتصرت على الاحتلال البريطاني وحققت استقلال وتوحيد الجنوب في كيان واحد في نوفمبر 7691م وأثرت هذه الأحداث الكبيرة في مسار الحركة الوطنية اليمنية تأثيراً قوياً على الحركة الطلابية وشعاراتها وأنشطتها النضالية. ومن أبرز مساهمات التلاميذ والطلاب في أحداث النضال الوطني اليمني في مرحلة الستينيات النماذج التالية:
وفي فبراير 2691م عاشت عدن أكبر انتفاضة للطلاب والتلاميذ في ذلك الوقت، وقد بدأت شرارة الانتفاضة في كلية البنات بخور مكسر ثم تحولت لتشمل كل مدارس ومعاهد عدن، ورفعت الانتفاضة الطلابية شعارات منددة بالسياسة التعليمية للاستعمار البريطاني ودعت إلى وضع منهاج وطني وأن يكون التعليم باللغة العربية الأم بدلاً عن لغة المستعمر، ولم تكن السلطات البريطانية وحكومة عدن بحاجة إلى وقت طويل لمعرفة ما سوف تخلقه الانتفاضة وهي تتطور بسرعة مذهلة وشمولها لكل المدارس الثانوية والمعاهد في مدينة عدن ، بل إنها أدركت حجم وخطورة هذه الانتفاضة منذ الساعات الأولى لاندلاعها واتبعت طرقاً مختلفة لاحتوائها بدأت باللقاءات التي عقدها وزير المعارف آنذاك عبدالله الصعيدي مع أباء وأمهات الطلاب ولكنه فشل في إقناعهم بتوجيه أبنائهم وبناتهم بالعدول عن مواصلة الاضرابات والمظاهرات بل زادوا في إصرارهم على تلبية مطالب أبنائهم. ومروراً بدعوة الصحافة وإذاعة عدن بالكف عن الاضرابات وانتهاءً بالقمع الجسدي والنفسي حيث قدم للمحاكمة عدد من الطلاب بتهمة الإخلال بالأمن العام وإثارة الشغب وصدرت بحقهم أحكام بالسجن والجلد والتوقيع على ضمان بعدم الإخلال بالأمن لمدة عام والطرد من الدراسة، كما تم نفي 06طالباً ممن يدرسون في كلية عدن وثانوية خور مكسر من أبناء المناطق الريفية والمسماة آنذاك بالمحميات وأغلقت كلية البنات لمدة عام دراسي كامل «6».
اتحاد الطلاب العالمي يتضامن مع طلاب اليمن
لقد حظيت الانتفاضة باهتمام الرأي العام والمحلي والخارجي ولقيت حملة تضامن واسعة النطاق ومنها البيان الشهير الذي أصدره اتحاد الطلاب العالمي وأعلن فيه تضامنه مع نضال طلاب وتلاميذ اليمن ودعمه لمطالبهم المشروعة، وسجل الميثاق الوطني للجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل هذه الانتفاضة بقوله: “ إن الاضرابات الطلابية والتي دامت أكثر من شهر احتجاجاً على المناهج الاستعمارية كانت دليلاً على اليقظة الواعية والفهم الكامل من قبل الطلاب لمخططات الاستعمار الرامية إلى خلق جيل متفسخ جاهل يسير ضمن الحياة التي ترسم له من قبل السلطة الاجنبية المتحكمة«7».
ومن خلال الوفد اليمني الموحد الذي شارك في المهرجان العالمي الثامن للشباب والطلاب الذي انعقد في هلسنكي عاصمة فنلندة في صيف عام 2691م تم إيصال صوت الشعب اليمني في الشطرين إلى شبيبة وطلاب العالم. لقد لعب المندوبون اليمنيون: محمد ناصر ويحيى عبدالرزاق وأحمد جبران دوراً كبيراً لايستهان به من حيث اجراء الاتصالات واللقاءات مع مختلف المنظمات الشبابية والطلابية لشرح قضية نضال الشعب اليمني ضد الاستعمار في الجنوب والإمامة في الشمال، وعادوا وهم يحملون رسائل من ممثلي المنظمات الشبابية والطلابية تتضمن تضامن منظماتهم مع شبيبة وطلاب وشعب اليمن والترحيب بإقامة علاقات كفاحية معهم. كما تمكن الوفد من الحصول على مقاعد دراسية لبعض الطلاب اليمنيين في معاهد وجامعات الاتحاد السوفيتي والمجر ورومانيا وألمانيا الديمقراطية.
اضرابات ومسيرات صاخبة في صنعاء
وفي يوليو وأغسطس 2691م شهدت صنعاء إضرابات ومسيرات طلابية صاخبة وكانت مطالبهم موجهة نحو تحديث المناهج وتحسين التعليم ورفع الطلبة صور الزعيم العربي جمال عبدالناصر ومروا بها في شوارع العاصمة كما حطم الطلاب زجاج مبنى وزارة المعارف وأنزلوا صورة الإمام من الحائط وقد استجابت لهذه المظاهرة المدارس الأخرى في البلاد وأخذت الحركة الطلابية عمقاً بعيداً في تعز حيث بقي الطلاب والتلاميذ في ساحة المدرسة ولم يسمحوا للجنود المرسلين لقمع الانتفاضة بالدخول إلى المبنى، وقد قمعت انتفاضات يوليو وأغسطس الطلابية بقسوة وزج بالكثير من التلاميذ والطلاب في السجون كما حُكم على بعضهم بالإعدام.
لقد مثلت انتفاضة التلاميذ والطلاب أحد الممهدات الرئيسية لثورة 62سبتمبر 2691م«8» وعندما تفجرت الثورة السبتمبرية المجيدة 2691م كان طلاب المدرسة الحربية والمدارس العسكرية الأحرى الأداة المنفذة لها، ووقف طلاب المدارس المدنية إلى جانب الثورة وتدفقت جموعهم إلى المعسكرات للانصهار في الثورة والإندفاع في موجها العارم. فتشكل الحرس الوطني منهم ،ومنهم من انتشر في المناطق الريفية يقاتل الخوف والجهل بسلاح التوعية ومن جنوب اليمن تحركت ارتال من السيارات حاملة آلاف العمال والطلاب للإسهام في الدفاع عن ثورة وجمهورية سبتمبر.
وعندما اندلعت الثورة المسلحة في جنوب اليمن في 41أكتوبر 3691م وقف الطلاب إلى جانبها قولاً وعملاً فمنهم من شارك في العمليات الفدائية ومنهم ساهم في إدخال السلاح أو توزيع المنشورات في المساجد والساحات العامة والبعض تولى مراتب تنظيمية قيادية في الجبهة القومية وجبهة التحرير.
من النشاط الطلابي في الخارج
وفي الخارج نظم طلاب اليمن عدداً من الأنشطة لدعم الثورة اليمنية في الشمال والجنوب وتوسيع دائرة المطلعين على قضاياها والمتضامنين معها ومن هذه الأنشطة على سبيل المثال لا الحصر: الإسهام في المسيرة السلمية في بغداد في أكتوبر عام 2691م لدعوة الحكومة العراقية للاعتراف بجمهورية سبتمبر، والاجتماعات التضامنية في قاعات جامعة الصداقة في موسكو للتضامن مع ثورتي سبتمبر وأكتوبر، والاعتصام في السفارة اليمنية في بيروت عام 4691م احتجاجاً على دعوات المصالحة مع الملكيين، واجتماعات الطلاب اليمنيين في القاهرة عام 8691 لدعم أعمال الدفاع عن صنعاء في وجه الحصار الملكي لها والمطالبة بعودتهم إلى أرض الوطن للمشاركة في أعمال الدفاع عن العاصمة.
اعتقال 5 من قيادة الحركة الطلابية في الجنوب
وخلال الأعوام 56/66/7691م شهد النضال الطلابي في جنوب اليمن تطوراً نوعياً كانعكاس لازدياد شدة المواجهة بين حركة التحرر الوطني والاستعمار البريطاني وخلال هذه الفترة الزمنية تعطلت الدراسة مرات عديدة وأصبحت المدارس مواقع للاعتصام والاضراب ومراكز لانطلاق المسيرات الصاخبة ومن أبرز الانتفاضات الطلابية خلال هذه الأعوام الثلاثة: الانتفاضات الطلابية في عام 6691م عقب اعتقال خمسة من قيادة الحركة الطلابية، المسيرة السلمية للطلاب في سيئون والمكلا في 01، 21 سبتمبر 6691م ضد رابطة أبناء الجنوب في سيئون وإلقاء قنبلة يدوية على مسيرة طلاب وتلاميذ المكلا، والمسيرات الطلابية في عدن ولحج وأبين في الذكرى الثالثة لانطلاقة الثورة المسلحة والتي نظمت في إطار الدعوة لعودة الجبهة القومية للعمل المستقل خارج إطار جبهة التحرير.. لقد قدمت الحركة الطلابية في نضالها خلال هذه الفترة كوكبة من الشهداء ومنهم على سبيل المثال لا الحصر، نجيب سيف وخالد بن هامل وهشام زوقري وفاروق باشارب والعريقي وآخرون «9».
وشارك الطلاب والتلاميذ في نضال الشعب اليمني من أجل التنمية ومحاربة التخلف والجهل والمرض وكذا من أجل تحقيق الوحدة اليمنية وذلك بعد تأسيس الجمهورية العربية اليمنية في صنعاء وجمهورية اليمن الجنوبية في عدن، وعملوا بأشكال سلمية كالمظاهرات والإضرابات من أجل تحسين أوضاع التربية والتعليم كمناهج ومباني وتجهيزات مدرسية ومساكن داخلية وبعد تحقيق الوحدة وتأسيس الجمهورية اليمنية في مايو 0991م وقف الطلاب إلى جانب الوحدة وساهموا في حمايتها من الانتكاس كما شارك الطلاب والتلاميذ في كل الأنشطة والفعاليات التي شهدها الوطن بعد الوحدة من أجل تعزيز الديمقراطية وتنفيذ برامج الإصلاح الاقتصادي والإداري والمالي.
تأسيس الاتحادات والمنظمات والروابط الطلابية اليمنية داخل الوطن وخارجه
حدثت النشأة الجنينية الأولى للمنظمات والاتحادات الطلابية في المدن اليمنية الرئيسية مثل صنعاء، عدن، المكلا، تريم، تعز، إب، والحوطة وكان شكل هذه البداية أندية وجمعيات طلابية مستقلة أو تابعة لجمعيات خيرية أو ثقافية وعكست هذه البداية الجنينية التي استمرت من الثلاثيينات وحتى منتصف الخمسينيات مستوى التعليم والوعي السياسي في هذه الحقبة الزمنية ومن نماذج هذه الأندية والجمعيات الطلابية مايلي:
نادي الشبيبة المتحدة التابع لجمعية الأخوة والتعاون في تريم، وقد تأسست هذه الجمعية عام 9291م.
نادي مدرسة الإصلاح بالمكلا وتأسست المدرسة عام 0491م.
جمعية اتحاد التلاميذ في المكلا وتأسست في عام 0491م وكان من أبرز مؤسسي هذه الجمعية: محمد عبدالقادر بافقيه، علي محفوظ حوره، علي محفوظ بامحفوظ، سالم باداؤود، عمر بن سهيلان، ناصر سيف بن علي البوعلي، عبدالقادر باحشوان، طاهر بازنبور وآخرون.
وبرغم الهوية الثقافية المحدودة لهذه الجمعية فقد قامت السلطة في حضرموت بحلها وبعد أشهر قليلة من تأسيسها وبرر ناظر المعارف آنذاك قرار الحل بقوله:« من أجل تلافي حدوث صراع بين التلاميذ لأن مجموعة من التلاميذ المعارضين للاتحاد تقدموا بطلب تأسيس اتحاد جديد لهم.. وأسس بعض قادة جمعية اتحاد التلاميذ إطار آخر لنشاطهم الطلابي أسموه «ندوة امرئ القيس» ولكن السلطات في المكلا أمرت أيضاً بحل الندوة» «01».
وفي عدن تأسست أندية وجمعيات للطلاب والتلاميذ في الثلاثينات في المدارس المتوسطة وفي كلية عدن كما أسست الجمعيات مثل نادي الإصلاح العربي الإسلامي والنادي الثقافي ومخيم أبي الطيب أوعية خاصة بأنشطة الطلاب والتلاميذ داخلها.
وكانت فرق الكشافة في بعض مدن الجنوب مثل عدن والحوطة والمكلا وسيئون أحد أشكال تأطير العمل الطلابي المنظم وكان نظام الكشافة يعمل وفقاً للنظام الكشفي في الغرب والذي أسسه «بودن باول».
وفي صنعاء تأسست جمعيات واتحادات صغيرة للتلاميذ والطلاب في دار العلوم والمدرسة الثانوية وفروعها في المدن الأخرى.
وحاول طلاب وتلاميذ عدن تأسيس إطار نقابي لهم على مستوى المستعمرة كلها وعلى غرار «مؤتمر عدن للنقابات» المعروف باسم المؤتمر العمالي، وتم الإعلان في بداية عام 6591م عن تأسيس «النادي الطلابي» غير أن السلطات البريطانية سارعت إلى إغلاق النادي وسحب ترخيص التأسيس من يد قيادته تحت حجة قيام النادي بأعمال سياسية غير مسموح بها وفي يوليو 6591م حاول الطلاب والتلاميذ تأسيس إطار نقابي جديد بديل للنادي الطلابي وتحت اسم «المؤتمر الطلابي» غير أنه هو الآخر لم يكتب له البقاء.
تحول نوعي
ومع نهاية عقد الخمسينيات وبداية عقد الستينيات حدث تحول نوعي في عملية نشوء المنظمات والاتحادات الطلابية داخل الوطن وخارجه وكذا في محتوى أهدافها وعملها وهذا التحول هو انعكاس إيجابي للتطور النسبي في التعليم والتطور النوعي في الوعي السياسي والحركة الوطنية اليمنية والذي من ملامحه نشوء فروع الأحزاب القومية وحدوث ثورة 62 سبتمبر 2691م وسقوط نظام آل حميد الدين واندلاع الثورة المسلحة ضد بريطانيا في الجنوب في أكتوبر 3691م ومن أبرز الاتحادات والتنظيمات الطلابية التي نشأت في هذه الفترة مايلي:
اتحاد الطلبة الحضارم وتم الإعلان عن تأسيسه في عام 0691م وكان الاتحاد مشروعاً تقدم به الطلاب الدارسون في كلية عدن إلى السلطنة الكثيرية في سيئون في عام 9591م وحصل الاتحاد على ترخيص بالتأسيس من سلطة سيئون قبل حصوله على رخصة التأسيس من السلطنة القعيطية في المكلا ولذا كانت بداية عمل الاتحاد في سيئون ثم نقل مقره الرئيسي إلى المكلا بعد الحصول على ترخيص التأسيس من سلطات المكلا ..أسس اتحاد الطلبة الحضارم فروعاً له في العديد من مدن حضرموت الساحل والداخل، وتمكن أعضاء حركة القوميين العرب ولاحقاً الجبهة القومية من السيطرة على قيادة ونشاط الاتحاد وقاد ونظم اتحاد الطلبة الحضارم الكثير من الفعاليات والأنشطة الثقافية والسياسية والنقابية وعكست هذه الأنشطة الهوية السياسية للاتحاد والمشاعر الوطنية لأعضائه المناهضة للاستعمار البريطاني وسلطنات حضرموت الواقعة تحت حمايته. «11».
تنافس الأحزاب السياسية
وتنافست الأحزاب السياسية في عدن في تأسيس المنظمات والاتحادات الطلابية وشهدت المدينة منذ نهاية الخمسينيات وحتى عام 5691م تأسيس العديد من الاتحادات والمنظمات الطلابية ومنها:
الرابطة العربية للطلاب التي أسسها فرع حزب البعث العربي الاشتراكي.
منظمة الطلبة الأحرار ومنظمة الطلبة الثوريين وأسس هاتين المنظمتين فرع حركة القوميين العرب وذلك بين عامي 46/5691م.
أسس حزب البعث الاشتراكي أكثر من منظمة طلابية منها: القاعدة الطلابية، التنظيم الطلابي، منظمة هاشم الطلابية.
وأسست رابطة أبناء الجنوب كيانها الطلابي باسم اتحاد طلاب الجنوب العربي.
دمج الكفاح السياسي والعسكري
ومع دخول الحركة الوطنية في الجنوب مرحلة جديدة وهي مرحلة دمج الكفاح السياسي بالكفاح العسكري ضد الاستعمار البريطاني برزت الحاجة إلى تنظيم طلابي قوي وواسع الوجود والنشاط، وبادرت قيادة الجبهة القومية وبالتنسيق مع اتحاد الشعب الديمقراطي إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة لتأسيس هذا الاتحاد ففي بداية عام 5691م تم تشكيل لجنة تحضيرية لتأسيس الاتحاد وعرفت باسم «اللجنة الطلابية العليا» وتكونت اللجنة من ممثلين لطلاب مدارس ومعاهد عدن، وتولت هذه اللجنة الإعداد والتحضير لتأسيس الاتحاد ومن ذلك إعداد دستور الاتحاد وبرنامج عمله، وفي منتصف عام 6691م تم الإعلان عن تأسيس هذا الاتحاد باسم «اتحاد طلبة الجنوب اليمني المحتل» وغطت صحيفة الأمل التابعة لاتحاد الشعب الديمقراطي أخبار تأسيس الاتحاد ثم أخبار نشاطاته بعد التأسيس. «21».
ولقد مثل «اتحاد طلبة الجنوب المحتل» من ناحية أهدافه وهيكله التنظيمي ومساحة وجوده ونشاطاته حالة متقدمة بالمقارنة مع كل التنظيمات والاتحادات الطلابية وكان تأسيس اتحاد طلبة الجنوب المحتل أحد أشكال العمل المشترك المبكر بين الجبهة القومية واتحاد الشعب الديمقراطي. «31».
وبعد استقلال الجنوب وقيام الدولة الجنوبية في نوفمبر 7691م وعلى أنقاض أكثر من 22 سلطنة ومشيخة تم دمج اتحاد الطلبة الحضارم واتحاد طلبة الجنوب المحتل في اتحاد طلابي واحد باسم «الاتحاد الوطني لطلبة اليمن».
ولم تسمح أوضاع ماقبل ثورة 62 سبتمبر 2691م في شمال الوطن بتأسيس اتحاد طلابي نقابي وبعد قيام الثورة جرت عدة محاولات لتأسيس اتحادات طلابية منها:
اتحاد طلاب الجمهورية العربية اليمنية، وقد ظهر كإطار طلابي نقابي في مطلع عام 7691م إلا أنه واجه في سياق نشاطه العديد من المصاعب والمحاولات التي هدفت إلى تقليص نفوذه والحد من نشاطاته، ولم تتوفر في بنيته التنظيمية الداخلية الشروط الضرورية التي تكفل له الاستمرار والتطور.
وتأسيس تنظيم طلابي باسم «القاعدة الطلابية» وكان على صلة بحزب البعث الاشتراكي ولكنه لم يتمكن من البقاء.
وشهدت المدن الرئيسية تأسيس تكوينات طلابية نقابية محلية منها: اتحاد طلاب صنعاء، اتحاد طلاب تعز، اتحاد طلاب إب، وأطرت هذه الاتحادات التلاميذ والطلاب في صفوفها على مستوى مناطق عملها ولكنها واجهت نفس المصاعب التي واجهت المنظمات الطلابية السابقة وغاب وجودها ودورها وأنشطتها تدريجياً تحت ضغط تلك المصاعب وكذا ظروف نشأتها المحلية.
وبعد تأسيس «الاتحاد العام لطلبة اليمن» في دمشق في مارس 8691م حاول مد وجوده إلى داخل الوطن وخاصة إلى العاصمة صنعاء، وعقد مؤتمره الأول في صنعاء في أغسطس 9691م وأسس فروعاً له في تعز والحديدة وإب، غير أنه لم يتمكن من الاستمرار والنمو بسبب الأوضاع السياسية غير المستقرة التي عاشها شمال الوطن منذ عام 0791م وحتى عام 8791م وسوف نوضح فيما بعد تفاصيل تأسيس الاتحاد العام لطلبة اليمن.«41».
اتحادات وروابط طلابية في الخارج
وشهدت التجمعات الطلابية اليمنية في الخارج تأسيس اتحادات وروابط طلابية وتميزت الاتحادات والروابط الطلابية في الخارج بعدة مزايا منها:
تمثيلها لكل الطلاب اليمنيين في الخارج.
عكست في بنيتها التنظيمية ومستوى أنشطتها الهوية الطلابية الجامعية والتخصصية لأعضائها وهي بهذه كانت الأقرب إلى الاتحادات الطلابية الصحيحة عكس اتحادات ومنظمات الداخل التي كانت أقرب إلى اتحادات تلاميذ المدارس الثانوية والمعاهد الفنية والمهنية وذلك لعدم وجود نظام التعليم الجامعي آنذاك في اليمن أي حتى عام 0791م.
ارتبط معظمها بالأحزاب السياسية الموجودة داخل الوطن وعلى وجه الخصوص فرع حركة القوميين العرب وفرع حزب البعث العربي الاشتراكي واتحاد الشعب الديمقراطي وتأثرت هذه الاتحادات والروابط بالخلافات والصراعات التي حدثت بين أحزاب الحركة الوطنية اليمنية أو داخل كل حزب على حدة.
رابطة الطلبة اليمنيين في مصر
لقد تأسس أول اتحاد طلابي يمني في الخارج في مصر باسم «رابطة الطلبة اليمنيين» وذلك في عام 5591م وبدأت الدعوة إلى تأسيس الرابطة في حلوان عام 2591م حيث يوجد معظم الطلاب اليمنيين في مصر ولكنها فشلت لقلة عدد المبعوثين والحاجة إلى درجة أعلى من النضج ونجحت عملية تأسيس الرابطة في عام 5591م بعد تبلور فكرتها على نحو أفضل وبعد أن نضجت المواقف والتصورات وبعد حدوث التفاعل بين الطلاب وازدياد عددهم، وانظم إلى الرابطة جميع الطلاب اليمنيين في مصر ومن كافة التوجهات ومن كافة المناطق الجغرافية في اليمن وكان الراحل محمد عمر حسن اسكندر السقاف أول رئيس للرابطة وأسهم في عملية التأسيس عدد كبير من الطلاب ومن أبرزهم: أبوبكر السقاف وأحمد الشجني وخالد فضل منصور وعبده علي عثمان وعبدالله صالح وعبدالغني علي وعمر الجاوي ومحمد أنعم غالب.. أصبحت هذه الرابطة في واقع الأمر بمثابة مدرسة حصل من خلالها الطلاب اليمنيون على خبرة مؤسسات المجتمع المدني وإدارتها كما مارسوا من خلالها أيضاً تجربة العمل الديمقراطي ورعاية مصالحهم والدفاع عنها.«51».
وفي 32 يوليو 5691م عقدت الرابطة ماعرف بالمؤتمر الدائم للطلاب اليمنيين لمناقشة الأوضاع السياسية في اليمن شماله وجنوبه، وعقد المؤتمر في مقر رابطة الطلاب الفلسطينيين في القاهرة الواقع في عمارة بشارع قصر النيل وشارك في أعمال المؤتمر إلى جانب الطلاب اليمنيين في مصر الأستاذ عبدالله فاضل فارع وهو من المثقفين الرواد في عدن كما حضر المؤتمر مندوب عن الرئيس جمال عبدالناصر وياسر عرفات والشهيد صلاح خلف «أبو أياد» وانتخب المؤتمر لجنة تنفيذية من سبعة أشخاص لمتابعة تنفيذ قراراته التي تضمنها بيانه الشهير.«61» وصدر عن المؤتمر قرارات وبيان شهير دعا إلى وحدة النضال ضد الإمامة والاستعمار من أجل تحرير الوطن وتوحيده. «71».
خلال الفترة من «5591 إلى 5691» تكونت التنظيمات والروابط الطلابية اليمنية في كل من العراق وسوريا ولبنان والكويت والسودان، وخلال الفترة من «1691م إلى 7691م» تكونت التنظيمات والروابط الطلابية في دول أوروبا الشرقية مثل بلغاريا والمجر وبولندا ، ألمانيا الشرقية، يوغسلافيا، وبعض دول أوروبا الغربية وخاصة بريطانيا كما تأسست رابطة طلابية يمنية في ماكان يعرف بالاتحاد السوفيتي في نهاية عام 95م وبداية عام 0691م.
وشاركت الروابط والاتحادات الطلابية اليمنية خارج الوطن في إجتماعات ولقاءات وحدة الحركة الطلابية اليمنية منذ أول لقاء عقد لهذا الغرض في برلين عام 2691م وحتى تأسيس الاتحاد العام لطلبة اليمن عام 8691م والاتحاد الوطني العام لطلبة اليمن عام 9691م.
بيان من الاتحاد الشعبي الديمقراطي
الانتفاضة الطلابية في الشمال دليل على رغبة الشعب في التحرر والتقدم والانطلاق
في الأسبوع الماضي انتفض طلابنا في الشمال ضد الأوضاع التعليمية الخاطئة ومن أجل حياة أفضل وقد بدأت الانتفاضة بمظاهرة طلابية كبرى سار فيها أكثر من ألف طالب من طلبة صنعاء وظلت تجوب الشوارع من الصباح حتى المساء هاتفة بمطالب الطلاب العادلة وبهتافات أخرى ضد الحكم القائم ولم يكد يصل النبأ إلى اخوانهم طلبة تعز حتى أضربوا جميعاً تضامناً مع اخوانهم طلبة صنعاء.
وبدلاً من أن تدرك الحكومة الأسباب الحقيقية لهذه الانتفاضة الطلابية الرائعة وتستجيب لمطالب الطلاب العادلة وتعمل على تصحيح الأوضاع الخاطئة بدلاً من ذلك لجأت إلى القوة والعنف واعتقلت المئات من طلاب صنعاء أو زجت بالبعض منهم في سجون حجة الرهيبة، بل إن احد المسئولين في اذاعة صنعاء سمح لنفسه بإطلاق الرصاص على الطلاب المتظاهرين للتخويف والإرهاب ممانتج عنه اصابة البعض بالشظايا أما طلبة تعز فقد قطع عنهم الماء والكهرباء والطعام وحوصروا من قبل بعض قوات الحرس الملكي داخل المدرسة الأحمدية.
وهكذا تبرهن الحكومة المتوكلية في الشمال من جديد على أنها بعيدة كل البعد عن الشعب وأنها لاتريد أن تدرك ان شعبنا اليماني العظيم لايمكن أن يحتمل طويلاً الحياة التي يعيشها اليوم..حياة العصور الوسطى المظلمة حياة البؤس والذل والتخلف والإغلال.
إن الطلاب هم طليعة الشعب وهم أكثر تحسساً بالأوضاع المهينة وغير الإنسانية التي تحياها الملايين هناك، ومن الطبيعي أن يثور الطلاب على هذه الأوضاع بتلك الصورة السليمة الرائعة التي تجلت في المظاهرات والإضرابات الطلابية في صنعاء وتعز وسوف يظل طلابنا في كل اليمن في الطليعة من نضال شعبهم ضد الاستعمار والرجعية ومن أجل يمن حرة متحدة ديمقراطية متقدمة.
ولم يكن غريباً أن يهتف الطلاب المتظاهرون محذرين الحكومة من السماح بإنشاء قاعدة عسكرية امريكية في اليمن المستقل.
فإن الاستسلام المتزايد الذي تبديه الحكومة نحو الاستعماريين الأمريكان وفتحها أبواب البلاد لمشاريعهم وشركاتهم الاحتكارية وخبرائهم الجواسيس ودولاراتهم لشراء الضمائر والعملاء وتدبير المؤامرات ثم الأنباء التي تنشر حول مطالبة الأمريكان بإقامة قاعدة عسكرية لهم في اليمن المستقل، كل ذلك يثير قلقاً في نفس الشعب على مصيره واستقلاله وكرامته الوطنية.. وهو قلق مشروع يحسب له ألف حساب.
ان سياسة الاستسلام والتعاون مع الاستعماريين الأمريكان والسلبية والتغاضي عن الاستعمار البريطاني ومشاريعه في الجنوب والحفاظ على الأوضاع المختلفة وتجميدها في الشمال ووقف عجلة التقدم وكبت حريات الشعب وخنق صوته.. هذه السياسة لايمكن أن تجر إلا أوخم العواقب على البلاد ولن تجلب لحكام اليمن إلا العار ونقمة الشعب ولا تخدم المستعمرين والطامعين الذين يحاولون أن يشغلوا سخط الشعب ويحولوا نقمته العادلة لصالح أغراضهم الشريرة في السيطرة على اليمن.
ان قضية حساسة ودقيقة مثل قضية الطلاب لايمكن أن تعالج بأساليب القمع والإرهب واطلاق الرصاص وإنما بإزالة مايشكو منه الطلاب والاستجابة لمطالبهم العادلة.
ان السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار في الشمال وقطع الطريق على الاستعماريين والطامعين هو رفع مستوى حياة الجماهير الشعبية وإطلاق الحريات الديمقراطية وفي مقدمتها حرية التعبير والإضراب والتظاهر والتنظيم النقابي والسياسي، وتحريم قطع أيدى ورأس الإنسان واتخاذ موقف إيجابي من الاستعمار البريطاني في الجنوب اليماني المحتل والعمل على إثارة قضيته في هيئة الأمم المتحدة والمحافل الدولية وسد أبواب اليمن في وجه التسلل الاستعماري الأمريكي والألماني الغربي في الشمال.
وإننا اذ نحيي الانتفاضة الطلابية اليمانية الرائعة نستنكر بشدة تدابير القمع التي اتخذت ضد الطلاب ونطالب بتحقيق مطالبهم العادلة والإفراج عن المعتقلين والمسجونين منهم واعادة فتح المدارس ومحاكمة ومعاقبة المسئول الذي اطلق الرصاص على الطلاب.
عاش كفاح طلاب اليمن.. عاشت وحدة كفاح الشعب اليماني في الشمال والجنوب..عاش كفاح شعبنا اليماني من أجل التحرر الوطني الكامل والوحدة اليمانية ومن أجل الديمقراطية والتقدم والسلم.
الأمانة العامة للاتحاد الشعبي الديمقراطي
الهوامش:
1 عبدالله السلال وآخرون ، ثورة اليمن الدستورية ص 54
2 عبدالله البردوني ،اليمن الجمهوري، مطبعة الكاتب العربي .دمشق 3891، ص082182.282
3 عبدالله البردوني ،اليمن الجمهوري ،ص982
4 انظر صحيفة الأمل، أهم إضراب للطلبة قبل الثورة ،العدد 441تاريخ 22/9/5891صنعاء ص31.
5 انظر صالح علي باصرة:دراسات في تاريخ حضرموت الحديث والمعاصر، الدراسة رقم«8» دار المسيرة، عمان 1002م من 161إلى ص871
6 انظر ،ياسين ناشر، انتفاضة فبراير 2691م الطلابية الدلالة والأبعاد ،مجلة الثقافة الجديدة، العدد الثالث يونيو/ يوليو 6891م ، عدن ص 6272.
7 الميثاق الوطني للجبهة القومية، مطابع جمهورية اليمن الجنوبي بدون تاريخ ص22
8 انظر أليلينا جلوبو فسكايا: ثورة 62سبتمبر في اليمن. ترجمة محمد قائد طربوش ،دار ابن خلدون ،بيروت 2891م ص 76.
9 انظر صحيفة الأمل، حول قضية الطلبة المعتقلين عدد 72 مارس 6691م وكتاب فالكوفا، السياسة الاستعمارية في جنوب اليمن، ترجمة عمر الجاوي مؤسسة 41 أكتوبر للطباعة والنشر عدن 8791م ص88.
01 انظر: تفاصيل هذا الموضوع في:صالح علي باصرة، دراسات في تاريخ حضرموت الحديث والمعاصر، الدراسة رقم «7» من ص151 إلى ص251 دار المسيرة، عمان 1002م.
11 انظر: تفاصيل تأسيس ونشاط اتحاد الطلاب الحضارم في: صالح علي باصرة، دراسات في تاريخ حضرموت الحديث والمعاصر، مصدر سبق ذكره، من ص751 إلى ص061.
21 انظر: محمد ناجي سعيد، الحركة الطلابية اليمنية نشوؤها وآفاق تطورها، مجلة نداء الطالب ،عدن، العدد السادس مايو 8791، ص7181.
31 انظر: دستور الاتحاد وأخبار أنشطة الاتحاد في صحيفة الأمل، عدن ،الأعداد من تاريخ 03 يوليو 6691م وحتى أكتوبر 7691م.
41 انظر: محمد ناجي سعيد، مصدر سبق ذكره، ص7181.
51 انظر: أحمد القصير، الوحدة اليمنية في فكر مؤتمر الطلاب اليمنيين الدائم بمصر، بحث نشر في كتاب ندوة اليمن وحدة الأرض والإنسان عبر التاريخ، فبراير 1002م، ص8999.
61 انظر: أحمد القصير، نفس المصدر السابق ص001.
71 انظر: نص القرارات والبيان الصادر عن مؤتمر الطلبة اليمنيين الدائم بمصر في كتاب الوحدة اليمنية الصادر عن اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين 8891م، من ص021 إلى ص421


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.