هناك أيام من تاريخ شعبنا لها وقع خاص تختلف عن غيرها من الأيام أو كما عبّر عنها الأديب والشاعر والمناضل اليمني الكبير محمد محمود الزبيري عندما صاغ قصيدته الشعرية الوطنية متغنياً بأمجاد وبطولات شعبنا التي توّجها بانتصاره على قوى التخلف والانعزال . يوم السادس والعشرين من سبتمبر حين فجر ثورته وانبلج من خلالها ذلك الصبح اليمني المشرق ليعلن للعالم أجمع ميلاده الجديد فقد صدح شاعرنا الكبير بالقول : يوم من الدهر لم تصنع أشعته شمس الضحى بل صنعناه بأيدينا فكان لانتصار الثورة الأم في اليمن ثورة سبتمبر ، صداه الكبير والمجلجل في ما كان يسمى بالجنوب الذي كان يرزح تحت نير الاستعمار البريطاني الذي جثم على صدر شعبنا ما يقارب من 921عاماً من الزمن، مما كان لصدى انتصار الثورة في الشمال تفجر الثورة في الجنوب إيذاناً بإعلان الكفاح المسلح ضد الاستعمار من أجل تحرير الأرض لإطلاق الرصاصة الأولى ومنها اشتعلت واهتزت كل مناطق الجنوب من تحت أقدام المستعمر وكان يوم الرابع عشر من أكتوبر من عام 3691م هو يوم الوعد مع القدر ومن حينها وحتى يوم الثلاثين من نوفمبر من عام 7691م امتدت نار الثورة لتعم كل الأرض التي يطأها قدم المستعمر في جنوب الوطن، وخلال خمس سنوات من الكفاح والنضال المسلح قدم خلالها مناضلو شعبنا اليمني من الجنوب والشمال آلاف الشباب والذين رووا بدمائهم التي سالت في كل جبل وسهل وواد شجرة الحرية والاستقلال والتي أينعت وقطف ثمارها في ال03من نوفمبر 76م وكان للعلاقة العضوية بين ثورتي 62سبتمبر و41أكتوبر الدور الأكبر في انتصار ثورة أكتوبر بفعل الدعم اللامحدود لها من قبل ثورة سبتمبر «الأم» وهانحن هذه الأيام نحتفل بأعياد الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر، وبهذا الاحتفال فإننا نحتفل بما حققته الثورة اليمنية من منجزات عملاقة فاقت كل التصورات أهمها ما تحقق في الجانب الاقتصادي والاجتماعي والثقافي وغير ذلك من منجزات البُنى التحتية المختلفة، مع علمنا جميعاً أن الثورة اليمنية بدأت خطواتها الأولى من الصفر لأن حالة العدم في كل شيء كانت هي المسيطرة على حياة الشعب اليمني قبلها وقد توجت كل منجزات الثورة اليمنية بأهم منجز تاريخي ظل يحلم به شعبنا عشرات السنين ألا وهو منجز الوحدة اليمنية، فعادت اليمن واحدة بمختلف مكوناتها السياسية والتشريعية والتنفيذية وكبرت واتسعت مساحتها وتعاظمت ثرواتها وزالت المشاكل والتوترات التي كانت قائمة بين شطري اليمن سابقاً وعانى منها مواطنو الشطرين. كان المواطن يستطيع السفر إلى اقاصي الدنيا ولا يستطيع السفر إلى أهله في الشطر الآخر لكن الوحدة التي تحققت في ال22من مايو0991م قد صححت كل الاختلالات التي كانت قائمة وهاهو شعبنا اليمني اليوم يجني ثمار الثورة والوحدة، فالأمن والاستقرار يعمان كل ربوع الوطن وليس هناك قيود ولا حدود تقف أمام أي مواطن يمني داخل الوطن، وليس هناك ما يحول أمام المواطن اليمني من المشاركة في القرار السياسي وممارسة حقه الانتخابي وحرية الرأي، واليوم وشعبنا الميني يحتفل بذكرى ثورة 41أكتوبر تتعاظم المسئولية الوطنية نحو حماية كل ما حققته الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر من مكتسبات وطنية أهمها على الإطلاق الوحدة اليمنية التي تحققت بعد مخاض طويل من النضال من أجل تحقيقها والتي أصبحت اليوم تظلل سماء اليمن من أقصاه إلى أقصاه.. واليوم ونحن نحتفل بثورة أكتوبر لابد وأن نجعل منها محطة انطلاق لبلوغ أهدافنا وطموحاتنا التي رسمناها وناضل شعبنا من أجلها طيلة عقود من الزمن.