يوم الاثنين الماضي مساءً بثَّت قناة (اليمن) مقابلة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح مع قناة (روسيا اليوم)، وهي من القنوات المميزة، واختيارها للأخ رئيس الجمهورية في هذه الأيام التي تشهد تحولات لم يأتِ من فرغ، لكنه اختيار هادف، ولدراية بوضوح وشفافية الأخ الرئيس، في كل ما يمكن أن يُسأل عنه، لأنه صاحب سياسة ومواقف واضحة، بعيداً عن الدبلوماسية عندما تكون الأمور تتعلق بمواقف وطنية، أو إقليمية، أو قومية أو إسلامية، أو دولية... وقد كان فعلاً كذلك كما اعتدناه، يعبِّر عن موقف اليمانيين الوطنية والقومية والإنسانية. لقد أكد الأخ رئيس الجمهورية، في المقابلة، سياسة اليمن المبدئية والثابتة داخلياً وجواراً وعروبة وإنسانية... فاليمن ليست بعيدة ومعزولة عن الجوار الشقيق، وعن الأشقاء العرب والمسلمين، بل ترتبط بالعالم من خلال العديد من العلاقات التعاونية، وعلاقات الشراكة مع كثير من دول العالم في حدود الاحترام وعدم المساس بالسيادة الوطنية أو التهاون في حقوق الشعب العربي على أرضه، حركة وكرامة وسيادة واستقلالاً، وحق الشعب العربي وكل الشعوب الخيِّرة في أن تواجه الحصار الصهيوني الظالم والقاسي والقاتل ضد شعبنا العربي الفلسطيني في قطاع غزة... وأن اتصال «بان كي مون» للكيان الصهيوني بفك الحصار غير كافٍ، بل يجب أن تقف الأممالمتحدة موقفاً يمثل المجتمع الدولي وميثاقه وقوانينه وإعلاناته الخاصة بحقوق الإنسان... مشيراً إلى أن حصار غزة جريمة إبادة إنسانية، السكوت عنها عارٌ على المجتمع الدولي. وبكل قوة شدد على أن الكيان الصهيوني لن يحقق الأمن والسلام والأرض، وعليه أن يختار، وليعلم الصهاينة أنهم لم يفرضوا على العرب الفلسطينيين والعرب جميعاً السلام، لأن حصول الصهاينة على الأمن والسلام لن يتأتَّى لهم بالقوة والقهر والمجازر، بل باعتراف الكيان الغاصب بالحقوق العربية الفلسطينية، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة بعاصمتها القدس الشريف، وحق العودة، وهدم السور العنصري العازل حسب قرارات الشرعية الدولية، وقرار الجمعية العامة والمحكمة الدولية حول جدار العزل العنصري، ودون ذلك لن تحصل الصهيونية على السلام ولا على الأمن بقدر ما ستزداد عوامل زوالها، لأن كل أبحاثها لإيجاد أي روابط تربطها بالأرض باءت بالفشل. وحول السياسة الدولية، أكد الأخ الرئيس ضرورة إعادة الاعتبار، وهو أمر يجب أن يتحمَّله المجتمع الدولي وفي طليعته «روسيا» التي استعادت عافيتها وصارت قادرة على إعادة التوازن مع الصين والاتحاد الأوروبي والهند ومن خلفهم كل شعوب العالم... فالتوازن هو الضمان الحقيقي والفعَّال لعودة الاستقرار والأمن والسلام لشعوب العالم.