سنة 1960م ضرب نيكيتا خرتشوف طاولة مجلس الأمن بحذائه الغليظ، لأن المجلس رمز للاستعمار العالمي وحامي حمى الامبريالية والبرجوازية القذرة. وسنة 2008 رمى «المنتظر» الزيدي صاحب قرار احتلال العراق وتدميره جورج بوش بحذائيه على مرأى ومسمع من العالم؛ وبدا بوش مذعوراً كما لو كان يتوقع الرمية. ونشرت صحيفة «نيويورك تايمز» أشهر صحيفة في العالم تمولها وكالة الاستخبارات الأمريكية C.I.A رسماً كاريكاتورياً للرئيس بوش وهو يتلقى سحابة من الأحذية تنهال عليه!!. وقالت كاتبة في صحيفة بريطانية: إن هذه «التحية» جاءت متأخرة، بل إن هذه التحية تعبّر عن حفيظة شعب اتهم كذباً وزوراً بأنه يمتلك أسلحة دمار شامل؛ اتضح بلسان جورج بوش أنه لا يملك إلا كرامة استباحها احتلال بغيض في عصر لم يعد يرحب بأي احتلال واستعمار من أي نوع. لقد حاولت أن استطلع رأي الجمهور؛ جمهور من لقيتهم للسلام آخر أيام العيد حول الموقف: - إن هذا يدل على أن الأمة لاتزال بخير. - الرمي بالحذاء أشرف من الرصاص التي لا يستحقها هذا الرجل. - لو كنت موجوداً لانقضضت عليه وقتلته. - إنني سعيد؛ أسعد يوم في حياتي. - إن هذا الفعل يعبّر عن شعور العرب والمسلمين والأحرار في العالم. - انتصار لكرامة الأمة الجريحة. - ليمُت المنتظر الزيدي شهيداً، فداء للكرامة السليبة. - هكذا الرجال. - بكيت فرحاً ونشوة بصنيع هذا البطل. لقد رأيت الخزي والعار في وجه بوش، وهو يعلم تماماً أن هذا العمل ليس فردياً وإنما هو تعبير عن كل العراقيين الشرفاء. وقد نشرت جريدة «الأيام» كاريكاتورياً معبّراً؛ إذ صورت الصحافيين يسلّمون «أحذيتهم» لموظف عند دخولهم مؤتمراً صحفياً!!.