الإجراء الأخير الذي اتخذته قيادة السلطة المحلية في محافظة تعز، والمتمثل بتنظيم الأسواق وإزالة العشوائية التي تسببت في تحول تعز إلى مدينة صاخبة يملؤها الضجيج وتتسيدها الفوضى.. وتشكو شوارعها وساكنوها من الاختناق الحاد، هذا الإجراء يمثل البداية الحقيقية لعودة زمن تعز الجميل، الهادئ وغير الملوث.. المسكون بالتاريخ، والمحفور بعطاءات أبنائها غير المنتهية. هذا الإجراء لم يكن الأول فقد سبقته إجراءات شبيهة ومماثلة في سابق الأيام والسنين، ولكن بسبب غياب الجدية، وانعدام الإرادة لدى القائمين على السلطة المحلية في المحافظة آنذاك أُصيبت جميعها بالتعثر وبقي الوضع على ما هو عليه، بل وازداد سوءاً..! لن نعود إلى الماضي ونسترجع أوجاعه وآلامه، فالماضي ذهب وانتهى ولن يعود.. وما يهمنا اليوم هو النظر إلى الحاضر والمستقبل بعيون تصبو لتحسين الصورة التي سادت.. وتأمل في الاتجاه الجاد والمسؤول نحو بناء مدينة نظيفة خالية من الضجيج ومن التلوث، لاسيما وهي تعزالمدينة التي تعزُّ على أبناء الوطن جميعاً، والعمل على تنقيتها من كل الرتوش التي علقت بها زمناً من العمر، وتحسين صورتها في عيون الآتين إليها، أكانوا زوَّاراً من داخل المدن اليمنية المختلفة أم سياحاً من شتَّى أنحاء وأقطار المعمورة. تعز.. مدينة التاريخ الضارب جذوره في أعماق الأرض، والألق الجامع بين الواقع والخيال، وبين الماضي الحضاري المسكون في النفوس عبقاً، وفي القلوب حباً وسلاماً وأغنية وحقيقة. تعز اليوم هي الصورة الأجمل والأروع والأدهش التي بدأت معالمها بالوضوح.. عنوانها الأوحد الانتقال بشفافية نحو الاكتمال البهي المأمول بلوغه.. غاية للبناء، وأملاً في تجاوز السلبيات في شتى جوانب ومناحي الحياة. تعز التي نريدها اليوم.. يجب أن تكون القدوة لكل عواصم محافظاتنا للتوجه صوب التنظيم الذي تفتقده كثيراً، ووضع الأسس والمداميك القوية لصناعة الغد، والتحرر من كل أشكال البدائية والانتهازية، وكل صنوف الاستغلال والمتاجرة بمعيشة الناس وحياتهم. تعز التي نريدها.. تمضي صوب اكتمال صباحات ومساءات الآتي الأروع، وتعزيز مجمل التوجهات الرامية إلى الإصلاح، ورمي الماضي أياً كانت صوره وأشكاله. تعز التي نريد.. هي إخلاص الوفاء، وتعزيز المسئولية، وغرس قيم البناء والنماء والارتقاء بجوانب الأداء والعمل والإنجاز، والتخلص من مجمل السلبيات المؤثرة في شئون الحياة. ينبغي اليوم أن تتكاتف أيادي كل أبناء المحافظة لتحسين صورة تعز الحالمة، والعمل سوياً على إعادة الاعتبار لهذه المدينة المكتوب تفاصيلها في سفر التاريخ.. نافذة عطاء، ومشكاة تضيء الدرب.