• رحل عنا عام وبدأ آخر يخطو نحو القادم المجهول.. القادم المحمّل بذات الأمنيات الخجلى المليئة بالأمل والرافضة مغادرة نفوسنا, وهي لا تزال تبحر في بحر من الترقب الذي له بداية وليس له نهاية.. أمنيات قديمة جديدة ومتجددة نسحبها معنا عاماً بعد آخر.. نجرجرها وهي مليئة بالفرح ومليئة بالأحلى والأجمل.. ومعها يبقى الأمل طاغياً وبقوة, علَّ الغد يأتي مغايراً هذه المرة.. تمضي الأيام وتمضي السنوات.. ورغم ذلك يبقى الغد مسكوناً في قلوبنا بعناوين نرددها في صباحات ومساءات أيامنا تؤكد وبالمطلق أن أجمل ما عشناه لم نعشه بعد، وأجمل ما قلناه لم نقله بعد، وأجمل الأيام هي الآتية, وإن كانت بشائرها لم تهل بعد.. • أمنيات وآمال وطموحات نكتبها بدماء قلوبنا في دفتر الأيام، وبمدادٍ ينبض بالحب نزرعها في كل أجزاء ومساحات الأرض؛ ليكون الغد هو موعد قطاف ثمارها اليانعة بإذن الله.. مهما بدت أمانينا كبيرة أو صغيرة، قديمة أو جديدة يبقى الغد هو المسكون بالأحلى والأروع والأدهش.. يبقى الغد هو طريقنا الذي نتجه إليه وإن اصطدمنا بما لا نريده من أقوال وأفعال.. أو حاول البعض وسعى لعودتنا إلى الماضي المنتهي أو وضع العراقيل والمطبات لوأد أمانينا وإيقاف مسارها عن الدوران.. لا يأس مع الحياة ولا عودة إلى الخلف أو البقاء في أماكننا القديمة.. بل طريقنا جميعاً يتجه للأمام.. الذي نصبو إليه ونرتجي معه الوصول إلى مرفأ المستقبل بكل أمل وبشرى.. • مع أحلامنا التي لا تنتهي وأمانينا المحروسة بعين الله سنخطو صوب الغد متسلحين بالإيمان وبالقدرة على تجاوز كل المحبطات, التي عكرت صفو الأمس، وما زال أصحابها ينثرون سموم أحقادهم هنا وهناك بقلوب مرتجفة وطرق مآلها جميعاً إلى الخزي لا محالة.. لن نستغني عن أمانينا السابقة ولن نتوقف عن الأحلام.. كون الأمنيات والأحلام لا تتوقف إلا بعد أن تسكب ضوءها على الواقع المعيش.. وبعد أن تنهمر مطراً غزيراً نافعاً غير ضار.. يسقي الأرض والنفوس ويبعث فينا السكينة والاطمئنان.. هي الأماني ذاتها ستبقى حية في النفوس ما بقينا أحياء.. وستبقى تترقب الآتي الأجمل مهما ذهب البعض ممن أصابهم اليأس وملأ نفوسهم القنوط صوب قتل الحياة والتبشير بالأسوأ الذي لا يجيدون حديثاً سواه.. • عام جديد آخر لن يكون كسابقه بإذن الله.. لن يكون إلا حافلاً بكل ما هو جديد وأجد، عام ستنتصر فيه أمانينا على كل المشاريع الصغيرة.. ما دامت الإرادة تسكننا وما دام الحب والإيمان هما لغتنا التي نهندس بها قادمنا الوطني الأجمل.. وما دمنا نحن مسكونين بالآمال والأحلام.. لنرمي كل مخلفات الماضي خلف ظهرانينا.. وننظر للوطن الذي يجمعنا نظرة مسؤولية.. ونرمي كل المشاريع الصغيرة, التي لا تعبر عن أبناء الشعب ولا يهمها وطناً، ونتجه معاً صوب كتابة التواريخ المضيئة كما كتبناها بالأمس قولاً وفعلاً وحقيقة.. عام جديد آخر نعزز فيه الأماني.. وعلى خطى أيامه نمضي للمستقبل بأمل وبشرى وتفاؤل.. [email protected]