مثلما هو الشعب يتباهى اليوم بانتصاراته الديمقراطية، وتجربته السياسية المتفردة التي صنعها ورسخ مداميكها فخامة الأخ/علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية طيلة السنوات ال18 الماضية.. كذلك هو الوطن تتبدى أسارير الفرح على جبينه الطاهر.. وترتسم على محياه بشارات الصبح معلنة صناعة يوم ديمقراطي آخر محوره الإنسان وهدفه المستقبل المشرق بإذن الله تعالى. بالأمس احتفل أبناء الشعب بأجمل رهاناتنا في عصرنا الحديث.. احتفلنا جميعاً بيوم ديمقراطي أطلقت فيه صفارة التقدم والحرية وبناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة. بالأمس كان الشعب في ظلال الوطن الواحد الكبير يتهيأ لقطف ثمرة نضاله الثوري التي جاءت متلازمة مع حدثه الأعظم في ال22من مايو 1990م. 18عاماً من البناء الديمقراطي المتواصل، الذي كان من نتاجاته هذا الوطن الذي ترفرف فوق سمائه راية الحرية والديمقراطية خفاقة معلنة استمرارية المضي بذات النهج الذي غير ملامح الوطن في مجالاته الحياتية المختلفة. 18عاماً عمر قصير في تاريخ الشعوب.. استطاع خلاله اليمانيون أن يحددوا بوضوح طريق المجد.. أن يؤسسوا معالم واضحة لمسيرة لاتزال في طورها البدائي.. عنوانها الأوحد الديمقراطية للديمقراطيين.. لأهل الشورى التي سطرت آياته في كتاب الله الكريم. صورة ديمقراطية متفردة أحسن اليمانيون التقاطها.. بدت منذ بزوغ فجرها متوهجة تعزف سيمفونيتها، وتطربنا بلحن ديمقراطي خالد يهتز لسماعه القابضون على عكاز الشمولية والتخلف.. الضائقون بتقدم الوطن وازدهاره. هي الديمقراطية الصورة الحقيقية التي اكتمل بنورها نصر الثورة.. وهي الثمرة الطيبة، التي نرى حقائقها المتوهجة تشق طريق انتصاراتها المستمرة.. وتمضي صوب المستقبل بوضوح، هدفها الوطن والانتصار لخياراته الوحدوية العملاقة. إننا أمام تجربة متجددة على الدوام.. قادرة على بلوغ مراحل متطورة مهما بلغت التحديات حجماً ومدى.. تجربة تستلهم مفردات الغد الأجمل، والمضي صوب صبح آخر مليء بالتحديث والتطوير والعمل والانجاز.. وبالصورة التي تواكب المتغيرات وتسهم في تعزيز قيم التلاحم والتكاتف وبث روح العمل الجماعي.. وايقاظ الوعي الاجتماعي الشامل، وكل متطلبات الوفاء لتطلعات الجماهير وآمالها.. 18عاماً ديمقراطية.. تاريخ ينبض بمعطيات حية تجسدت في الايمان بدور الجماهير، والانتصار لأهداف الثورة، وارساء دعائم المستقبل إدراكاً ووعياً.. ويقيناً حاسماً.. 18عاماً من العمل الديمقراطي والايمان بالآخر وتغليب ميزة الحوار بمصداقية ودون تجاهل أو تهميش. وتتواصل الديمقراطية طريق الوطن النابض بالحياة في مسيرتها من أجل التغيير، وصناعة المستقبل والمضي صوب اكتمال صباحات ومساءات الآتي الأروع.. وتعزيز مجمل التوجهات الرامية إلى الاصلاح، ورمي الماضي أياً كانت صوره وأشكاله. تتواصل الديمقراطية في طريق مجدها الصاعد من أجل الوطن.. ومن أجل الأجيال المليئة بالأمل والتفاؤل.. ومن أجل الاستمرارية في الحياة صبحاً مشرقاً مضيئاً.. وصياغة واقع يماني أجد لا مكان فيه إلا للأفضل والأدهش.. تهانينا للقائد المعلم النابض قلبه بالديمقراطية نهجاً ومساراً ونصراً.. تهانينا لأبناء الشعب الذين يستشرفون القادم الديمقراطي الأجمل بالتسلح بقيم ومضامين الولاء والانتماء الوطنيين.. تهانينا لنا جميعاً قيادة وشعباً بهذا النهج الذي لارجوع أو نكوص عنه.. بهذا الانجاز المستمر الذي لايستطيع المتشائمون طمسه مهما تمادوا في غيهم، أو أسرفوا في تشويه الصورة وتزييف حقيقتها