إن الاعتداء على شعب فلسطين هو اعتداء على الأمة العربية، لأن فلسطين تدافع عن مقدسات إسلامية عربية الهوية. نلاحظ أن الكيان الصهيوني يريد أن يضرب غزة لينفرد بها عن بقية شعب فلسطين، وللأسف الشديد فإن بعض الإعلام العربي قد انجر خلف ذلك المخطط، ونسمعه ونراه يتحدث عن قضية غزة وليس عن قضية فلسطين!! إن ذلك الاعتداء الذي حصل للشعب الفلسطيني ليس هو الأول الذي يحدث فما هو موقف الحكومات العربية غير الشجب والتنديد، وإن زاد على ذلك فهو التبرع بإصلاح ما يهدمه الكيان الصهيوني من ممتلكات، وما يحدثه من إصابات، فهل الحكومات العربية ملتزمة بإصلاح نتائج العدوان؟، وما أشبه ذلك بعمل الشغالة التي ترتب ما أفسده الأطفال في المنزل. فبدلاً من أن يحاكم ذلك المعتدي على ما أتلف ويعوض من تضرر إذ به يجد من يقدم عنه التعويض ويصلح، ويعالج وكأن الأمر يقتصر عند ذلك وشأن اعتدائه فهو مألوف!! فهل أصبح عمل الحكومات ترتيب الوضع فقط؟ أما مؤسسات المجتمع المدني فتحشد للمظاهرات في الشوارع ولم تسأل نفسها من أين أتت فكرة المظاهرات ؟ هل من تاريخنا أم هي فكرة مستوردة لكي تمتص غضب الشعوب فهي أشبه بأفيون الشعوب. يذهب المتظاهرون إلى الشارع ليعودوا وقادة المظاهرة منهكين يشعرون بأنهم قد أسقطوا الواجب الذي عليهم من ذلك الشعور الذي خلفه الصياح في الشوارع والتنديد بإفراغ غضبهم وهذا ما يريده العدو ومن تآمر معه ضد القضية الفلسطينية من المتخاذلين من الحكام العرب. فمتى سيصحو حكامنا وشعوبهم المغلوبة على أمرها؟ رأيي أن يوجه ذلك الجهد والاحتجاج لصالح اتخاذ موقف حاسم ضد ما يقوم به العدو الصهيوني ضد الفلسطينيين، وليس ضد غزة لأن القضية قضية أمة وليست قضية غزة فقط. أملي أن تكون الفكرة قد هضمت بأن لا جدوى من التظاهرات.