تواصل قوات الاحتلال الاسرائيلية المجزرة الإجرامية الوحشية التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني الصامد ب «غزة» والأنظار لاتزال معلقة بالفضائيات الإخبارية والمواقع الالكترونية، والشهداء يتساقطون ليصل عددهم مغرب يوم الجمعة الماضي إلى أكثر من 429 شهيداً وأكثر من 2300جريح. عدوان أقل ما يوصف بأنه «وصمة عار في جبين المجتمع الدولي والعربي والإسلامي» كما قال بذلك قاضي قضاة فسلطين، أما نتائج التحرك العربي فقد باءت بالفشل بدليل تعذر مجلس الأمن الدولي بإخفاقه في اتخاذ قرار ملزم على اسرائيل بوقف ذلكم العدوان، بناء على مطلب وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم الطارئ يوم الأربعاء الماضي. كل الأخبار مخيبة للآمال ومستفزة للمشاعر.. فها هي تسيبي ليفني، وزيرة خارجية اسرائيل تصرّح في فرنسا التي استضافتها فيها لعرض مشروع قرار فرنسي يدعو إلى «هدنة إنسانية في غزة» تُصرّح بكل فجاجة أن اسرائيل ترفض هذا المشروع جملة وتفضيلاً. وهاهو معبر «رفح» الحدودي مغلق في وجه المساعدات والأدوية ومواد الإغاثة على الرغم من انتفاء مبررات إلزامية إغلاقه وفقاً للقانون الدولي، ولاتزال آلية الدمار الاسرائيلية تواصل عملياتها الوحشية.. تقارير المراقبين العسكريين والمحللين السياسيين تشير إلى فشل جيش الاحتلال في تحقيق عامل المفاجأة بغاراته الوحشية والتي يفترض بها أن تحقق أهدافها في اليوم الثاني على هذا العدوان، كما تشير التقارير إلى عجزها عن «تدمير أية منصة لإطلاق صواريخ غراد والقسام في غزة»!!. إذاً ما الذي تبقى من المبررات والمزاعم الاسرائيلية العدوانية لكي تواصل مجازرها الهمجية؟!. فإذا كانت اسرائيل وفق ما صرّحت به وزيرة خارجيتها تبرر عدوانها على غزة بأن «حماس» لا تريد العيش بسلام معها، وأن غارات طيرانها تستهدف المقاومة الفلسطينية، فأي مبرر لها في قتل أطفال غزة والمدنيين وقد قارب عددهم في مساء هذا اليوم ال 457 شهيداً وشهيدة؟!. لاشيء يبرر لآلة الدمار الاسرائيلية مجازرها وعدوانها سوى إصرار قادتها على تطبيق مبدأ «بن جوريون» بحذافيره والقائل: «إن تدمير فلسطين شرط لقيام اسرائيل».. وإذا كان بهكذا مبرر تمرره اسرائيل على رغم المجتمع الدولي والإسلامي، فإن مهادنة بعض الأنظمة العربية وغض طرفها عن تجليات جرائم هذا المبدأ الصهيوني، هي وصمة عار في جبين المجتمع العربي. وختاماً، لن تسكت جماهير الشعب العربي على وصمة عار مثل هذا، ستظل تلاحقها إلى أبد الأبدين.