اليوم السبت دخلت الحرب الاسرائيلية على غزة يومها الخامس عشر على التوالي وما زالت آلة الموت الاسرائيلية تحصد أرواح المئات من أبناء الشعب العربي الفلسطيني المغلوب على أمره. ومع كل يوم يمر تزداد الجرائم الصهيونية بشاعة وقذارة، ويزداد الصهاينة تمادياً وإصراراً على إبادة أكبر عدد ممكن من أبناء الشعب الفلسطيني في تحدٍ سافر لكل المواثيق والأعراف الدولية التي تجرم استهداف المدنيين أثناء الحروب، ولكن لا مواثيق ولا أعراف تقف أمام الوحشية الصهيونية، وليس هناك من هو قادر على إلزام اسرائيل باحترام تلك المواثيق والأعراف التي أقرها المجتمع الدولي تحت مسمى حقوق الإنسان؛ لأن المجتمع الدولي هو من أجاز لإسرائيل ارتكاب تلك المجازر في حق المدنيين وصل حد قصف مدارس الأونروا التابعة للأمم المتحدة وأمام مرأى ومسمع من المجتمع الدولي الذي يغمض عينيه حتى لا يرى جثث أطفال غزة وأشلاءهم ينثرها القصف الاسرائيلي في كل مكان داخل القطاع المحاصر ويصم أذنيه أيضاً كي لا يسمع صرخات الأمهات الثكالى وبكاء الأطفال المفجوعين وحتى لا يسمع دعوات شعوب العالم المحبة للسلام والأمن للبشرية جمعاء والرافضة لهذا الارهاب المغلف بالشرعية الدولية التي لاذت بالصمت رغم بشاعة الجرائم الاسرائيلية. وأين لهذا المجتمع أن يرى أو يسمع أو يتكلم ما دامت أمريكا راعية الارهاب الاسرائيلي هي المهيمنة والمسيرة لمجلس «الخوف» الدولي ومعها الأنظمة المتخاذلة والمنحازة لاسرائيل ظاهراً وباطناً وسراً وعلناً.. وهذه حقيقة تعرفها الشعوب العربية التي اكتوت بلهيبها طوال سنوات الصراع العربي الاسرائيلي والمستمر إلى ما شاء الله؛ لأن الصراع القائم بين العرب واسرائيل صراع وجود وليس صراع حدود.. وما يجري اليوم في غزة يصب في هذا الاتجاه، ومن حق الشعب العربي الفلسطيني أن يدافع عن وجوده مهما بلغت تضحياته ومهما بلغ عدد شهدائه وجرحاه، فهم بذور بقائه وأساس وجوده، فلا يأس ولا استسلام، وما تزرعه أمريكا واسرائيل اليوم لابد أن تحصداه غداً. صحيح أن الحرب الاسرائيلية على غزة مستمرة بقرار أمريكي ورضا دولي وبموافقة بعض الأنظمة العربية التي تستثمر مأساة هذا الشعب وتتاجر بجثث أطفاله ونسائه. كما أننا لا ندري إلى أي مدى ستصل هذه الحرب الآثمة ضد شعب يعاني الأمرَّين جراء ما يتعرض له من قتل وحصار وتجويع وبعد أن تنكّر لهم الأهل وخاصمهم الأشقاء وتكالب عليهم الأعداء. كما أننا لا ندري أبعاد هذه الحرب القذرة التي يشنها العدو الاسرائيلي بهذه الوحشية؛ إلا أننا على يقين بأن مصير اسرائيل إلى زوال، وأنه سيأتي اليوم الذي يدرك فيه هؤلاء المتوحشون أن الدم العربي ليس رخيصاً إلى هذا الحد وأن الإنسان العربي يوازي في حقوقه ومكانته الانسان اليهودي والأمريكي وله الأفضلية عليهم أيضاً بأنه مسلم وصاحب هذه الأرض التي يراق دمه فوق ترابها الطاهر. إن ما يجري اليوم في غزة هو جريمة في حق الإنسانية جمعاء يتحمل وزرها الصهاينة والأمريكان ودعاة السلام المزعوم وهم من سيدفعون ثمن هذه الجريمة. وأخيراً إن ما قام به الرئيس الفنزويلي تشافيز هو صفعة قوية في وجه أنظمة الذل والخضوع العربية المنتسبين للعروبة زوراً وبهتاناً وليس لهم فيها إلا الاسم ومعطف يرتدونه ليحبكوا مؤامراتهم ضد الشعوب العربية؛ وقد آن الأوان أن يخلعوا معطف العروبة عنهم.