فتحت السلطات المصرية اليوم الثلاثاء 1/6/2010م معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة للسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر. وجاء القرار المصري بعد ساعات قليلة من كلمة ألقاها الشيخ عبدالمجيد الزنداني في مسيرة حاشدة صباح اليوم في العاصمة اليمنيةصنعاء دعا فيها السلطات المصرية إلى فتح معبر رفح الحدودي أمام المساعدات الإنسانية والطبية للقطاع قائلاً بأنه لولا إغلاق المعبر لما اضطر ناشطوا السلام إلى التوجه إلى قطاع غزة عن طريق البحر ضمن أسطول الحرية ولما تعرضوا للهجوم من القوات الصهيونية في المياه الدولية بالبحر المتوسط يوم أمس والذي أسفر عن مقتل 9 ناشطين على الأقل وإصابة آخرين بجروح. وفي سياق متصل أكد وزير الخارجية اليمني الدكتور ابو بكر القربي أن نشطاء السلام اليمنيين المحتجزين لدى حكومة الكيان الصهيوني والذين كانوا ضمن اسطول الحرية المتجه إلى غزه سيتم نقلهم إلى المملكة الاردنية الهاشمية تمهيدا لعودتهم إلى اليمن. وقال القربي أن فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية قد وجه وزارة الخارجية بمتابعة وضع النشطاء اليمنيين والمطالبة بالإفراج عنهم عبر عدد من الدول الشقيقة والصديقة من ضمنها الأردن وكذلك عبر منظمة الصليب الأحمر.. معبراً عن تقدير الحكومة اليمنية لموقف جلالة الملك عبدالله بن الحسين والحكومة الأردنية في سبيل تأمين إطلاق سراح اليمنيين المحتجزين واستقبالهم ورعايتهم..لافتا إلى أن جلالة الملك عبد الله وجه باجراء ترتيبات نقلهم ومعالجة الجرحى من النشطاء في المستشفيات الأردنية. وكانت شهدت العاصمة اليمنيةصنعاء وعدد من المحافظات اليمنية قد شهدت صباح اليوم الثلاثاء 1/6/2010م مسيرات جماهيرية حاشدة, شارك فيها مئات الآلاف من المواطنين للتنديد بالإعتداء الإرهابي والإجرامي الصهيوني ضد قافلة الحرية اثناء تواجدها في المياه الدولية بالبحر الأبيض المتوسط أمس وعلى متنها مساعدات إنسانية ومواد اغاثة لأبناء قطاع غزة المحاصرة منذ أربع سنوات. وفي المهرجان الذي أقيم في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء ألقيت العديد من الكلمات عن الأحزاب والتنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني, أكدت جميعها على إدانة هذا العمل الإجرامي الذي لا يمكن وصفة إلا بإرهاب الدولة. حيث اعتبر حزب المؤتمر الشعبي الحاكم وأحزاب التحالف الوطني في الكلمة التي ألقاها الأمين العام المساعد للمؤتمر لقطاع الفكر والثقافة والإعلام الدكتور أحمد عبيد بن دغر، الجريمة التي ارتكبها الكيان الصهيوني العنصري، جريمة حرب وقرصنة تضاف الى سجل الأجرام الاسود لهذا الكيان المزروع في قلب الوطن العربي .. مشيرا إلى أن إسرائيل بازهاقها ارواح واصابة مدنيين أبرياء من نشطاء السلام في مياه دولية، أدمت القلوب وأفزعت شعوب العالم, وظهرت مرة اخرى كدولة عنصرية مجرمة تضرب عرض الحائط بكل القيم الانسانية والمواثيق الدولية وحقوق الانسان. وقال " أننا في اليمن حكومة وشعبا، نستنكر بشدة هذا العمل الإجرامي, ونطالب المجتمع الدولي ومجلس الامن ومنظمات حقوق الانسان القيام بواجبها الانساني لردع العدو الاسرائيلي المتغطرس، كما نطالب برفع الحصار عن غزة والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في الحرية واقامة دولته الفلسطينية المستقلة على ارضه المغتصبة وعاصمتها القدس الشريف". مضيفاً ان العالم مطالبا اليوم اكثر من اي وقت مضى باتخاذ مواقف واضحة تجاه اعمال الشر التي دأبت اسرائيل على القيام بها, وعدم السماح بمرور هذه الجريمة دون عقاب رادع وموقف حازم يعيد الامور الى نصابها".. فيما حيت أحزاب اللقاء المشترك في الكلمة التي القاها أحمد حيدر, القوى الخيرة التي هبت لتؤكد تضامنها ووقوفها مع الشعب الفلسطيني بكل الوسائل حتى قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.. داعيا القوى الفلسطينية إلى توحيد جهودها حتى يتحقق النصر العظيم. وقال ان صفحات تاريخ العدو الإسرائيلي الإرهابي مليئة بأبشع الجرائم الإنسانية منذ نشوئه في قتل الأبرياء وهدم البيوت على ساكنيها وترويع النساء والأطفال وهتك الإعراض وتشريد الآلاف باستخدام الأسلحة الفتاكة المحرمة دوليا. ووصفت احزاب اللقاء المشترك ما تعرضت له قافلة الحرية, بأنه عمل ارهابي وعملية قرصنة تكشف عن الوجه العنصري القبيح لإسرائيل،ويضع القيادة الاسرائيلية في مربع مجرمي الحرب المطلوب جلبهم الى العدالة لينالوا جزاءهم .. مناشدة كل القوى الخيرة الوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني, كما دعت الانظمة العربية الى تحمل مسؤولياتها وسماع صيحات شعوبها الرافض لتلك الجرائم وانهاء الحصار. ودعت القوى الدولية وخاصة الإدارة الامريكية إلى إعادة النظر في سياستها الخاطئة ان كانت صادقة فيما تدعيه في مناصرة الحق والحرية ومحاربة الارهاب.. مشيدة بدور تركيا حكومة وشعبا الداعم لقضية الشعب الفلسطيني العادلة . والقى رئيس الهيئة الشعبية لمناصرة الشعب الفلسطيني عضو مجلس الشورى الشيخ صادق بن عبدالله بن حسين الأحمر كلمة حيا فيها الجماهير المحتشدة وقال أن هؤلاء النشطاء الأحرار اقتحموا الصعاب وركبوا الاخطار والأهوال وحملوا رؤوسهم على اكفهم، لا يحملون بندقية ولا مدفع، وإنما دواء وطعام لأهل غزة في مبادرة إنسانية عظيمة سبقتها مبادرات مماثلة وسيتبعها مبادرات وسفن حرية قادمة ولن تتوقف هذه المسيرة ".. مؤكدا أن قوى الظلم والطغيان أصرت على منع سفن الحرية من مواصلة مسيرتها الى غزة، وأقدمت على ارتكاب مجزرة جبانة تضاف الى مجازرها وتأريخها الاسود الملطخ بالعار والخزي، وتثبت للعالم أنها كيان دموي إرهابي بشع لا يتوانى عن إزهاق الارواح مهما تلطخت سمعته السيئة ". منوهاً بموقف الحكومة التركية وشعبها الآبي .. مترحما على الشهداء الذين سقطوا جراء هذا التصرف الصهيوني البربري ضد المشاركين في أسطول الكرامة والحرية .. داعيا الشعوب العربية والإسلامية إلى تجهيز مزيد من السفن. كما ألقيت كلمة عن أصحاب الفضيلة العلماء ألقاها الشيخ عبدالمجيد الزنداني, ندد فيها بالجريمة الوحشية الصهيونية ضد أسطول الحرية . واشاد بمواقف شعب وحكومة تركيا تجاه قضية الشعب الفلسطيني وبتحرك نشطاء الحرية والإنسانية من مختلف أنحاء العالم من كل الأوطان وفي طليعتها تركيا والشعوب العربية والأوروبية من أجل نصرة الأشقاء في فلسطين وإيصال المساعدات الإنسانية لأبناء قطاع غزة المحاصرين منذ أربع سنوات . وأثنى الزنداني على جهود الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في سبيل تعزيز التضامن والعمل العربي المشترك وتبنيه مشروعا هاما يهدف إلى جمع جهود المسلمين مع جهود العرب تحت مسمى" دول الجوار العربي" والذي يفتح الباب أمام دول الجوار العربي كتركيا وإيران وباكستان وغيرها الدول الإسلامية المحيطة بالعرب لتعزيز التكامل مع الدول العربية ومناصرة قضايا الأمة . وفي ختام المسيرة والمهرجان الجماهيري الحاشد, تلى عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام - رئيس معهد الميثاق للتدريب والبحوث والإصدار محمد حسين العيدروس البيان الصادر عن المسيرة والذي أدان واستنكر بشدة الفعل الإرهابي و الإجرامي الذي قام به الكيان الصهيوني الإرهابي ضد العمل الإنساني لقافلة الحرية لفك الحصار الظالم عن قطاع غزة, متجاوزاً بذلك كل الشرائع السماوية والنظم والوثائق الدولية والحقوق الإنسانية. مستهجنا هذا الفعل الإجرامي والقرصنة الوحشية التي قام بها الكيان الصهيوني ضد المتضامنين العزل لفك الحصار الظالم عن قطاع غزة. منبها من الآثار المترتبة على هذه الجرائم والتي تهدد السلم والأمن الإقليمي والدولي. وأدان البيان الصمت العربي والدولي وأعتبره عاملا أساسيا لتشجيع الكيان الصهيوني الغاصب على الاستمرار في جرائمه ضد الشعب الفلسطيني وضد المتضامنين لكسر الحصار. ودعا البيان إلى تجهيز أسطول أنساني عالمي آخر لفك الحصار الظالم ورفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.وكذا القيام بالملاحقة القانونية والقضائية لمجرمي الحرب الصهاينة الذين ارتكبوا مجزرة أسطول الحرية التي تعد من الجرائم الكبرى ضد الإنسانية. . مهيباً بكافة جماهير الأمة العربية والإسلامية بتقديم الدعم للشعب الفلسطيني ونصرة قضيته باعتبار ذلك واجبا وإنسانيا. مطالباً بسحب مبادرة السلام العربية التي لم يعد لها معنى في ظل انتهاكات الصهاينة المتكررة, وكذا إنهاء المفاوضات بكل أشكالها ودعم المقاومة كخيار وحيد لاستعادة الحقوق المسلوبة. كما دعا البيان الدول العربية والإسلامية التي لها علاقة مع الكيان الصهيوني بقطع تلك العلاقات. مطالباً الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتحدة بالقيام بواجبهم لوضع حد للإرهاب الصهيوني. مهيباً بالمجتمع الدولي بإلزام الكيان الصهيوني على سرعة الإفراج عن جميع المحتجزين من أعضاء أسطول الحرية بما فيهم النواب اليمنيين وضمان عودتهم سالمين ومعالجة الجرحى في بلدانهم وكذا إلزامه بسرعة رفع الحصار الظالم على غزة والسماح بوصول المساعدات إلى غزة عبر مياها الإقليمية. وترحم البيان على شهداء وقتلى المجزرة الصهيونية البشعة ضد قافلة الحرية, مقدما التعازي والمواساة لأسرهم وشعوبهم ودولهم ومتمنيا الشفاء العاجل لجميع الجرحى. مثمنا دور جميع أحرار العالم والشعوب الحية وفي مقدمتهم تركيا حكومة وشعبا لمناصرتهم للقضايا الإنسانية العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.